أولًا.. ماهي الغدة الدرقية وما وظيفتها؟
-الغدة الدرقية: هي غدة على شكل فراشة توجد في قاعدة الرقبة، تقوم بإنتاج الهرمونات التي تقوم بتنظيم جوانب عملية الأيض (الاستقلاب)، بدايةً من معدل ضربات القلب إلى مدى سرعة حرق السعرات الحرارية.
ثانيًا.. ما الأسباب التي تستدعي استئصال الغدة (عافانا الله وإياكم)؟
ربما يوصى باستئصال الغدة الدرقية لحالات مثل:
١.سرطان الغدة الدرقية (Thyroid cancer).
يُعد السرطان هو السبب الأكثر شيوعًا لاستئصال الغدة الدرقية. ومن المرجَّح إزالة معظم الغدة الدرقية، إن لم يكن كلها.
٢.تضخم الغدة الدرقية غير السرطاني (تضخم الغدة الدرقية goiter).
تعد إزالة الغدة الدرقية كلها أو جزء منها خيارًا في حال حصول تضخم كبير غير مريح في الغدة الدرقية (لعلك شاهدت مثل هذه الحالة) أو إذا كان يسبب صعوبة في التنفس، أو البلع، أو في بعض الأحيان فرط نشاط الغدة الدرقية.
٣.فرط نشاط الغدة الدرقية(hyperthyroidism):
هي حالة تُنتِج فيها الغدة الدرقية قدرًا كبيرًا من هرمون الثيروكسين، هنالك أدوية مضادة لهذا، لكن للأسف يصبح استئصال الغدة خيارًا أنسب في بعض الحالات (كما الحمل).
ثالثًا.. هل هناك من مخاطر لهذا الإجراء؟ وماذا علينا أن نتوقع؟
– استئصال الغدة الدرقية عمومًا إجراء آمن. ولكن كما هو الحال مع أي عملية جراحية، فإن استئصال الغدة الدرقية يحمل مخاطر حدوث مضاعفات.
وتتضمن المضاعفات المحتملة ما يلي:
١.النزف.
٢.العدوى.
٣.انسداد مجرى الهواء الناجم عن النزيف.
٤.صوت أجش دائم، أو صوت ضعيف بسبب تلف الأعصاب.
٥.تلف الغدد الأربع الصغيرة الموجودة خلف الغدة الدرقية (الغدد جارات الدرقية parathyroid glands) والذي يمكن أن يؤدي إلى قصورها، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الكالسيوم لما دون الطبيعي، وزيادة كمية الفسفور في الدم.
رابعًا.. هل الطريقة التقليدية في الاستئصال هي الطريقة الوحيدة؟
-توجد ثلاثة طرق أساسية لإجراء استئصال الغدة الدرقية:
١.استئصال الغدة الدرقية التقليدي:
(Conventional thyroidectomy)
يتضمن القيام بعمل شِق في مركز الرقبة للوصول إلى الغدة الدرقية مباشرةً.
٢.استئصال الغدة الدرقية بالمنظار:
(Endoscopic thyroidectomy)
يقوم الجراح في هذه الطريقة بإجراء شقوق أصغر في الرقبة، وتُدخَل أدوات جراحية وكاميرا فيديو صغيرة من خلال الشقوق، وتُوجِّه الكاميرا الجراح خلال إجراء العملية.
٣.استئصال الغدة الدرقية الروبوتي:
(Robotic thyroidectomy)
يُجرى إما من خلال إجراء الشقوق في الصدر والإبط وإما عبر شق في الجزء المرتفع من الرقبة.
وتسمح الطريقة الروبوتية باستئصال الغدة الدرقية مع تجنب عمل شق في مركز الرقبة.
خامسًا.. هل أنت قادر على العيش بدون غدة درقية؟!
وماهي نتائج هذا العمل الجراحي؟
-إن الآثار طويلة الأجل لاستئصال الغدة الدرقية تعتمد على النسبة المزالة من الغدة الدرقية.
1.الاستئصال الجزئي للغدة الدرقية:
في حالة إزالة جزء من الغدة الدرقية، يقوم الجزء المتبقي عادةً بأداء الوظيفة التي تقوم بها الغدة كلها، وقد لا يحتاج المريض للعلاج بهرمون الغدة الدرقية.
٢.استئصال الغدة الدرقية الكامل:
في حالة إزالة الغدة الدرقية بالكامل، لن يستطيع جسم المريض إنتاج هرمون الغدة الدرقية ومن دون الهرمون البديل؛ سوف يصاب بأعراض وعلامات خمول الغدة الدرقية (قصور الغدة الدرقية hypothyroidism) ولهذا السبب يجب على المريض تناول قرص يومي يحتوي على هرمون الغدة الدرقية الاصطناعي المسمى “ليفوثيروكسين levothyroxine”.
سيحدد الطبيب كمية بديل هرمون الغدة الدرقية الذي يحتاج إليه المريض بالاستناد إلى فحوصات الدم.
بينما أنت تنعم بغدة تقوم بإفراز الهرمون تبعًا لحاجة الجسم، حيث تقيس الغدة باستمرار ما يحتاجه الجسم وتفرزه تبعًا للحاجة، هنالك غيرك يحتاج شراء هذا الهرمون وضبط الجرعات باستمرار. فالحمد لله المُعافي، وللمريض الأجر إذا صبر لله، ونسأل الله له العافية والمغفرة.
قال صلى الله عليه وسلم: (سلوا الله العفو والعافية؛ فإن أحدًا لم يُعط بعد اليقين خيرًا من العافية).
نسأل الله لنا ولكم دوام الصحة والعافية والشكر عليهما والسلام عليكم ورحمة الله ..