الفيروسات المسرطنة 4
فيروس الورم الحليمي البشري وسرطان عنق الرحم
قد بدأنا معكم سلسلة مقالات للتوعية بمدى خطورة بعض أنواع الفيروسات، وقدرتها العجيبة على إعطاء بعض الخلايا البشرية قدرات سرطانية.
نكمل معكم سلسلتنا لنتحدث اليوم عن أحد أكثر هذه الفيروسات انتشارًا وهو فيروس الورم الحليمي البشري. بسم الله نبدأ:
______________
نظرة عامة
تُعتبر عدوى الفيروس الحليمي البشري العدوى الأكثر انتشارا عن طريق الجنس، وهناك ما يقرب من 14 مليون حالة جديدة مكتشفة سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
فما هو الـHPV؟
الـHPV، هو عبارة عن اسم لمجموعة من الفيروسات التي تصيب الجلد والأغشية الراطبة المحيطة بالجسم كالموجودة في عنق الرحم والشرج والفم والحلق.
هناك ما يقرب من الـ 100 نوع من هذه الفئة 40، لعل أهمها ما يصيب المناطق التناسلية. وتعتبر العدوى التناسلية للفيروس الحليمي شائعة ومعدية للغاية، تحدث عن طريق الجماع والاتصال الجلدي في المناطق التناسلية.
______________
ولكن ما الذي يمكن أن تفعله عدوى فيروس الورم الحليمي البشري؟
يمكن أن تتسبب العدوى ببعض أنواع فيروس الورم الحليمي البشري التناسلي:
1- الثآليل التناسلية: وهي العدوى المنتشرة جنسياً الأكثر شيوعاً في إنجلترا.
2- نمو أنسجة غير طبيعية، وتغيرات أخرى في الخلايا داخل عنق الرحم: وهذا يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى سرطان عنق الرحم.
وتتلقى الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 12 و 13 عامًا تطعيمًا ضد فيروس الورم الحليمي البشري، للمساعدة في حمايتهن من أنواع فيروس الورم الحليمي البشري التي يمكن أن تسبب سرطان عنق الرحم.
يُجري فحص عنق الرحم للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25 و 64 عامًا للتحقق من وجود خلايا غير طبيعية في عنق الرحم.
يمكن أن يسبب فيروس الورم الحليمي البشري، أيضًا، عددًا من أنواع السرطانات المختلفة لدى الرجال، مثل:
1- سرطان الشرج.
2- سرطان القضيب.
3- بعض أنواع سرطان الرأس والرقبة.
ويُعتقد أن الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال (MSM) معرضون بشكل خاص لخطر هذه الأنواع من السرطان.
يمكن أن ينتشر فيروس الورم الحليمي البشري بأي طريقةٍ من الاتصال الجنسي.
في بعض الأحيان، يمكن أن ينتقل فيروس الورم الحليمي البشري أثناء الولادة إلى الرضيع مسببًا التهابات الجهاز التنفسي والتناسلي.
_______________
#هل_هناك علاج للـ HPV؟
هناك علاجات متوفرة للأعراض Symptoms كما يمكن منعه عن طريق التطعيمات. من أهم الأعراض لعدوى الـ HPV هي الثآليل التناسلية Genital Warts. ولكن ما هي العلامات المقلقة التي تجعلني أتوجه للعيادة الطبية واستشارة الطبيب؟ منها:
1- زوائد وعقد غير مؤلمة على الأعضاء التناسلية.
2- حكة أو نزيف في الأعضاء التناسلية أو الشرج (الشواذ).
3- تغير في التدفق العادي للبول (على سبيل المثال، يندفع بطريقة جانبية) لا يختفي.
4- وجود ثآليل عند الزوج/الزوجة.
علاج الثآليل التناسلية يحتاج إلى وصف من قبل الطبيب. وهناك عدة أنواع من العلاجات يمكن حصرها فيما يلي:
– كريم أو سائل: يمكنك عادة تطبيق هذا على الثآليل بنفسك عدة مرات في الأسبوع لعدة أسابيع، ولكن في بعض الحالات، قد تحتاج إلى الذهاب إلى العيادة كل أسبوع لتطبيقها – هذه العلاجات يمكن أن تسبب ألمًا أو تهيجًا أو شعورًا بالحرق.
– الجراحة: يمكن للطبيب أو الممرضة قطع الثآليل أو كيها، وهذا يمكن أن يسبب تهيج أو تندب.
– الحرق بالتبريد: يقوم الطبيب أو الممرضة باستخدام الآزوت السائل شديد البرودة لحرق الثآليل، عادة كل أسبوع لمدة 4 أسابيع – وهذا يمكن أن يسبب ألمًا.
قد يستغرق الأمر أسابيعًا أو شهورًا حتى ينتهي العلاج، وقد تعود الثآليل. وعند بعض الناس لا يعمل العلاج.
وإليك بعض النصائح الهامة:
أخبري الطبيب أو الممرضة إذا كنتِ حاملاً أو تفكرين بالحمل، لأن بعض العلاجات لن تكون مناسبة.
– تجنب الصابون المعطّر لأنه يمكن أن يهيج الجلد.
– اسأل الطبيب أو الممرضة إذا كان كريم العلاج الخاص بك سوف يؤثر على الواقي الذكري.
– لا تستخدم علاج البثور من الصيدلية: هذه ليست مصنوعة للثآليل التناسلية.
– لا تدخن: العديد من العلاجات للثآليل التناسلية تعمل بشكل أفضل إذا كنت لا تدخن.
سرطان عنق الرحم: تقريبًا جميع حالات سرطان عنق الرحم سببها فيروس الورم الحليمي البشري. فيروس الورم الحليمي البشري فيروس شائع جدًا، يمكن أن ينتقل عبر أي نوع من الاتصال الجنسي مع رجل أو امرأة.
ومن المعروف أن سلالتان منه (HPV 16 و HPV 18) هما المسؤولتان عن معظم حالات سرطان عنق الرحم.
___________________
الاختبارات والتشخيص:
– مسحة عنق الرحم.
– اختبار الحمض النووي لفيروس الورم الحليمي البشري.
– في بعض الأحيان، قد يكون من الضروري أخذ خزعة من أي منطقة تبدو غير طبيعية.
حاليًا، لا يوجد اختبار متاح للرجال للتحقق من فيروس الورم الحليمي البشري؛ فيقوم التشخيص في المقام الأول على الفحص البصري.
___________________
اللقاحات:
تُوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بالتلقيح في عمر 11 إلى 12 سنة، للحد من مخاطر الإصابة بسرطان عنق الرحم وغيره من أنواع السرطان التي تتطور في المستقبل.
يُعطى اللقاح على جرعتين، من 6 إلى 12 شهرًا. يوصى باستخدام اللقاحات المضادة للذكور حتى سن 21 عامًا، أما الإناث اللواتي لم يحصلن على التطعيم في عمر أصغر حتى 26 عامًا. يوصى الرجال الشواذ والمخنثون أيضًا بالحصول على التطعيم حتى سن 26 سنة. (ذلك لا يعني تعاطفنا مع الشذوذ، إنما أيضًا لا نترك الشواذ دون علاج! طبعًا مع علاجهم من الشذوذ، وكذلك تبيان كم البلاء الذي لحقهم بهذا الأمر). وحاليا يتواجد ثلاث أنواع من اللقاح في الأسواق.
في نهاية مقالتنا نظن أنه بات جليًا وواضحًا لماذا نهانا الله عن العلاقات الجنسية المشبوهة والمحرمة.
تم بحمد الله.