بدءاً مِن كونٍ عبارة عن مجرةٍ واحدة في بدايات القرن العشرين؛ مروراً بكونٍ يحتوي على أكثر من مجرة -عن طريق الفلكي هابل 1924- مروراً بكونٍ عملاق يحتوي على ما يقرب من 200 مليار مجرة، وأخيراً -وليس آخراً- فإن كوننا عبارةٌ عن 2 تريليون مجرة !
هذا ما أكدَّهُ تلسكوب #هابل الفضائي التابع لناسا أول أمس وبالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية؛ حيث قام فريقٌ من عُلماءِ الفلك بقيادةِ كريستوفر كونسيليتشي (Christopher Conselice) من جامعة نوتنجهام؛ بتجميعِ الصورِ التي التقطها تلسكوب هابل على مدار 20 سنة تقريباً، ودمجِها معاً في نماذج ثلاثية الأبعاد، وهو ما مَكنَّهُم من رسمِ عددٍ من المجراتِ التي وُجدت خلال مراحل مختلفة تاريخياً.
وانتهَتْ بهم النماذج الرياضية التي استخدموها إلى أنه كي يظهرِ الكونُ بسلوكه الذي يبدو عليه؛ فلابُدَّ من أن يتضمن أكثر من تريليون مجرة غير محسوبة !
وبهذا فقد استطاع الفريقُ تقديرَ عدد #مجراتِ كونِنا المنظور بحوالي 2 تريليون مجرة = 10 أضعاف ما كان يُعتقدُ سابقاً؛ أي أن كوننا في حقيقة الأمر عبارةٌ عن عشرةِ أكوان – بحسب ما كُنا نظن – مدموجين مع بعضهم.
هذا فقط ما يشملهُ الكون المنظور؛ أي ما يصل إلينا من ضوءه فنستطيع رصده، وما خفي كان أعظم !
هذا الاكتشاف يؤكد رؤية تشكل #الكون من أعلى لأسفل، إذ يعتقد العلماء أن المجرات بدأت في التكوين بعد 600 مليون سنة من الإنفجار العظيم (The Big Bang)، حيث تبدأ المجرات صغيرةَ الحجم، لكنها تندمج ببعضها لِتُكوِن مجراتٍ أكبر وهكذا.
وتحتوي المجرة الواحدة على مليارات النجوم، و هذه النجوم يدور حولها مليارات الكواكب؛ وكل هذا في كوننا المنظور، والذي لا يمكننا رصد سوى 10% منه طبقاً للتقنية الحالية لدينا !
العجيب والمُذهِل في الأمر، أن أكثر من 90% من المجرات في الكون لم يتم دراستها بعد؛ فطِبقاً لكريستوفر كونسيليتشي:
“لا يمكننا ملاحظة السواد الأعظم من المجرات بسبب خفوتها وبعدها الكبير جداً”.
.