هذا السؤال أود لو سألتُه للعالم كله بعويلٍ لا مُجرد دمع..
كيف أذنت لطفلٍ وطفلة ويافع لمَّا يعرف مصلحته بعد أن يعيش مع هاتف لا تدري أنت ما فيه!!!!!
أعظمُ خطرٍ قد يُلحقه السلاح أو القيادة بابنك الجاهل بهما أن يقتل نفسه أو أحدًا بخطأ لجهله بما حمَلَ أو ركِب، لكنه لن يُنتج لك مُلحدًا ولا لوطيًّا ولا زانٍ بمحارمٍ ولا سكرانًا، وسُق ما شئتَ من أُمهات الرذائل وأبغضها عندك – الذي لا تزال تظن بعشمك أنها بعيدةٌ كل البُعد عنك وعن رعيتك –
ولا تلُم الأسلوب فيما تقرأ، ففينا من الحُرقة والنار والحزن عليهم – وعلينا منهم!- ما فلَقَنا..
وتعِبنا! … تعِبنا جدًّا من خيبةِ رَجعِ الصدى كل مرة بلا مُجيب!
اتقوا الله في أنفسكم وفيهم وفينا!
هذه الأجهزة هي كالأسلحة – على أضعف تعبير- لا تُوضع في يد مخلوق دون كمال تهيئة، والأصل ألا توضع لغير حاجة!، كما أن السلاح لا يوضع فيها لغير حاجة ولو في يد كبيرٍ عاقل!
مشروعٌ كنتُ أنويه لمستقبلي، وكنت أرى أني – إن وُفقتُ له – فقد أختار أن أُفني بقية عُمري فيه، وهو أن تُصنع دوراتٌ مُلمةٌ بكل الجوانب التي ينبغي أن يتعلمها ويُدرَّب عليها من نوى أن يَحمل أو يُحمِّل هاتفًا لرعيته، تحوي جلساتٍ تدريبية كاملة توضع فيها الهواتف في أيديهم كسلاح! ويُوجهون إلى كيفية استعمالها، ولا غرابة لمن أدرك خطرها حقًّا بل أرى أن الهواتف أولى ألف مرة – من القيادة والسلاح- في أن يُعاقب حاملها دون رخصة!
وكم أرجو لو يسبقني في كل بلدٍ للمسلمين -في هذا- قوم، وهو المشروع الذي أهنأ لو سُرقَت مني فكرته قبل إنتاجه..
فإن كان لا يمكنك، ولم تجد الآن من يفعل ذلك فاجتهد أن تفعله أنت لأبنائك، واعلم أنها – وإن أُقيمت- لن تُغني عن تربيتك إياهم على أساس التقوى الذي لا يعدله في السلامة شيء..
والله يُبكى على الحال بدم.. 🩸
ولسنا نخشى أن نعيش مستقبلا تغزوا (الزومبي) – حسب الخرافة- فيه العالم، ولكننا نخشى حقًّا أن نعيش مستقبلا فيه ابنك وابنتك!
ابنك الذي ربَّاه هاتفه…
وليس مسخُ الزومبي بأبشع من المسخ الذي تُحدثه الهواتف فيهم فيما نُشاهد ونرى، ليس بأبشع ولا أخطر أبدًا…
وقُل لي أن ابنك ليس من هذا الجيل الساقط الذي أصِف، أقل لك: يكفينا ما تُربيه الأجهزة عليه من الشتات والبلادةِ واللامُبالاة لنَهلك!
وقُل لي أيهما أهون عليك: أن يعيش ابنك بغصَّة حرمانه من الهاتف دون أقرانه ثم يعلم إذا صار رجلا – وصارت عاقلة – مدى ما كان من حرص والديه – دون كل والدٍ- عليه، أم أن يخرج لك في مُستقبله مسخًا كاملا لا يُعالج ولا يُستدرك ما فيه!
•أعيد تذكيرك أن هذا الكلام لك أنت لا لغيرك، توقف عن ظن الكلام موجهًا للعالم سواك!
#سندس_الطهراوي