ماذا تعرف عن مرض الحصبة الذي تأخذ لقاحًا له؟
ماذا تعرف عن الحصبة الذي تأخذ لقاحًا له؟
يُعد لقاح MMR من أشهر اللقاحات حول العالم وأهمها، وإحدى هذه الحروف تشير للحصبة. فلمَ الأمر بهذه الأهمية؟ وماذا تعرف عنه بالأساس؟! تابع معنا، بسم الله:
إذا كُنا نستصغر كرية الدم الحمراء التي لا تُرى إلا بالمجهر وتبلغ 0.0008 سم، فكيف بفيروس أصغر منها ب80 مرة، حجمه (100نانومتر) أي جزء من 10 ملايين جزء من السنتي متر! حسنًا، هذا الفيروس قادر على أن ينسي جهازك المناعي كثيرًا من خبراته السابقة! هذا الشيء الضئيل قادر على إحلال المصائب العظيمة! كيف ذلك؟ وما هذا الفيروس؟ وما علاجه؟ وكيف نقي أنفسنا منه؟ كل هذا وأكثر في حديثنا اليوم عن الحصبة.
❖ خطورة المرض:
• كانت أعداد الوفيات السنوية لمرضى الحصبة في العالم تصل إلى 2,6 مليون!
كان هذا قبل تقديم لقاح الحصبة عام 1963، أما في عام 2018 سجّلت منظمة الصحة العالمية 140,000 حالة وفاة حول العالم، معظمها تحت عمر 5 سنوات.
• تُشير الإحصاءات الى تراجع معدل الوفيات بين عام 2000 و2018 بمقدار 73% بعد تقديم اللقاحات التي منعت في هذا الفترة وفيات مقدرة بـ 23.2 مليون وفاة! وهذا يبين أهمية اللقاحات في تجنب آثار المرض السيئة.
❖ آلية عمل الفيروس:
• تُمثل الآلية الإمراضية للفيروس أعجوبة تستحق الدراسة! وأكثر ما يلفت الانتباه قدرته الفريدة على محو الذاكرة المناعية للجسم!
• بتعبير آخر، يقوم هذا الفيروس بمهاجمة الخلايا البائية وخاصة تلك المدعوة (Memory B Cell) أي خلايا الذاكرة البائية المسؤولة عن منع تكرر الإصابة بنفس الأمراض التي تعرضنا لها في السابق واكتسبنا المناعة ضدها.
• بالإضافة إلى مهاجمة خلايا تدعى (Naïve B Cells): وهي خلايا غير نوعية مُعدَّة للتصدي لأي نوع من الفيروسات التي قد يتعرض لها جسمنا.
• هكذا يُحوِّل الفيروس مناعة الجسم إلى مناعة غير ناضجة، أشبه ما تكون بمناعة الجنين أو حديث الولادة، وبالتالي سيصبح المريض مؤهبًا للإصابة بأمراض سبق وأصيب بها.
❖ طفح على كامل الجسم، #ما_هي أعراض الحصبة الأخرى؟
• ينتقل الفيروس عن طريق التماس مع المفرزات التنفسية لشخص مصاب (سعال أو عطاس)، وعادة تكون الفترة بين التعرض للفيروس وظهور الأعراض حوالي 14 يومًا تقريبًا.
• تبدأ الحصبة بأعراض تشبه الانفلونزا: سيلان أنفي، وتعب، والتهاب ملتحمة، وسعال.
• بعدها تزداد الحرارة وتصل لأكثر من 40 درجة مئوية، ويظهر طفح يُغطي الجسم يستمر من 5-6 أيام، بينما تزول الحرارة خلال 24 ساعة.
• صفات الطفح:
✓ يبدأ أولاً خلف الأُذن وينتشر باتجاه اسفل الجسم.
✓ له شكل بقعي حطاطي ولونه أحمر: بقعي (متغير بلون الجلد وغير مرتفع)، حطاطي (مرتفع عن سطح الجلد وقطره صغير) .
✓ يبدأ بالزوال بعد ثلاثة أيام بتحوله للون البني و تقشُّر الجلد مكانه.
• ويظهر أيضًا طفح من نوع خاص يدعى (بقع كوبليك) بشكل بقع بيضاء على سطح أحمر، يُشاهَد على مخاطية الشدق (باطن الخد) قبل يومين من ظهور الطفح على الجسم.
❖ لكن #ما_هي مضاعفات الحصبة؟
• التهاب أذن وسطى والتهاب الحنجرة.
• التهاب رئة: يشكل 90% من أسباب الوفيات!
• التهاب دماغ: 60% من الحالات تُشفى شفاء تام و25% منها تنتهي بمشاكل عصبية دائمة!
• التهاب قلب.
❖ التشخيص:
• عادةً يُشخص المرض اعتمادًا على قصة المريض وتماسه مع أشخاص مصابين، وكذلك رؤية بقع كوبليك والأعراض الظاهرة عليه، واختبارات مخبرية أخرى وغيرها.
❖ غالبًا لا نحتاج إلى دواء! #فما_هو علاج الحصبة إذًا؟
• في أغلب الأحيان نحتاج فقط علاجًا داعمًا، ونعني بالداعم: السوائل، وخوافض الحرارة، وترطيب السوائل الهوائية للمريض.
• قد نحتاج فيتامين (A) عند الأطفال بعمر أكبر من 6 أشهر، والمقبولين في المشفى مع بعض المضاعفات، أو إذا كان لديهم بعض عوامل الخطر.
• في حالات قليلة قد نحتاج إلى أحد مضادات الفيروسات.
❖ أخيرًا…نصيحة صغيرة و نتيجة عظيمة!
• إن أهمَّ خطوة في منع المرض واختلاطاته الخطيرة على الأطفال هي أخذ لقاح يدعى (MMR).
• يحمي هذا اللقاح من الحصبة والنكاف والحصبة الالمانية، حيث يُعطى الأطفال جرعتين: الأولى بعمر 12-15 شهر و الثانية بعمر 4-6 سنة.
• تكون هاتان الجرعتان كافيتان لمنع الإصابة بالحصبة بنسبة 97% إن شاء الله.
دمتم في صحة وعافية.