تحمل القطط طُفيلًا شاع ارتباطه بأعراض الذُّهان عند الإنسان، مما سبب إشاعة قوية بارتباط تربيتها بالمنزل بإصابة من في المنزل بهذا المرض. وتوصّلت دراسات سابقة إلى أنّ الأطفال الذين يكبرون مع عائلة تربّي القطط هم أكثر عُرضة للإصابة بمشكلات في صحّتهم العقليّة. ولكنّ الدراسات الجديدة تلقي ظلالًا من الشكّ حول هذه النتائج، وتنتهي إلى أنه لا علاقة بين امتلاك القطط وخطر الإصابة بالذهان.
وبحسب الدّراسات السّابقة، كان بعض الباحثين قد افترضوا زيادة خطر الإصابة بالذّهان عند الذين يمتلكون القطط لأنّها تحمل طُفيل التوكسوبلازما “Toksoplasma gondii”. (راجع مقالنا للتعرف على الطفيلي ).
بالإضافة إلى عدّة دراسات حديثة، منها البحث الذي نشر في مجلّة “Schizophrenia Research” عام 2015، حيث توصّل هذا البحث إلى أنّ امتلاك القطط في مرحلة الطّفولة يزيد من احتمالية الإصابة بانفصام الشّخصيّة و أمراض عقليّة خطيرة.
ولكنّ هذه الدّراسات (التي ربطت بين الإصابة بالمرض وتربية القطط) تبقى محدودة، فقد كانت صغيرة ولم تصمّم بدقّة، حتى أنّها لم تأخذ بعين الاعتبار أيّة عوامل أخرى قد تؤثّر على الإصابة بالأمراض العقليّة.
وبحسب الدّراسة الصّادرة عن جامعة UCL, قام الباحثون بتحليل المعلومات المتعلّقة بـ 5000 طفل وُلدوا في انجلترا عاميّ 1991 و 1992، وتابعوهم حتى بلغوا ال18 من أعمارهم. ولاحظوا إذا ما كانت أمهاتهم قد امتلكن قططًا أثناء فترة الحمل، وإذا ما كانت العائلة قد ربّت قطًّا حين بلغ الأطفال عمر أربع سنوات إلى عشر سنوات.
كما التقى الباحثون بالأطفال (13-18 سنة) ليعرفوا إذا ما كانوا قد اختبروا أعراض الذّهان، مثل الوهم والهلوسات والأفكار الدّخيلة.
ولم يجد الباحثون أيّة علاقة ما بين امتلاك قطّ والإصابة بالذّهان في عمر (13-18).
ومن النّظرة الأولى، وجد الباحثون علاقة بين تربية القطط في عمر (4-10) والإصابة بأعراض الذّهان في عمر 13. ولكن نُفي هذا الافتراض بعد التفحّص والأخذ بالحسبان عوامل أخرى قد تؤثّر على نتائج البحث، مثل: عمر الوالدين، المستوى الاجتماعي للأسرة، وعدد المرّات التي انتقلت فيها الأسرة إلى منزل جديد قبل بلوغ الطّفل عمر الرابعة.
ويقول سولمي Solmi في مقاله (عشر حقائق لمحبّي القطط) أنّ “الدّراسات السّابقة كانت قد فشلت لأنّها وبكلّ بساطة لم تلحظ العوامل الأخرى التي تؤثّر على التفسيرات المحتملة”
هذه الدّراسة لا تقيس أثر التعرّض لطفيل التوكسوبلازما، ولكنّها تقول أنّ تربية القطط التي تحمل هذا الطّفيل لا تؤدّي إلى أضرار ومشاكل نفسيّة.
ومع هذا، يقول الباحثون بأنّ هنالك دليلًا قويًّا على أنّ التعرّض للطفيل أثناء فترة الحمل قد يؤدّي إلى حدوث تشوّهات للمولود ومشاكل صحيّة. وينصحون الحوامل باتّباع توصيات الصّحة العامّة وتجنّب تنظيف فرشة القطط (لأن براز القطط قد يحتوي على هذا الطّفيل).
ونشرت هذه الدّراسة في مجلّة Psychological Medicine.