تمتلك الكلاب حاسة شمٍ قويةً للغاية فهي تتعرف على الروائح على بُعد عدة كيلو متراتٍ، وبإمكانها اكتشاف أشياءٍ لا يستطيع البشر تمييزها بل لم تكن تخطر ببالهم حتى، لدى الكلاب ما بين 125-300 مليون مستقبلات شمٍ مختلفةٍ في أنوفها، فهي قادرةٌ على تمييز الروائح بقوةٍ تفوق قدرة الإنسان ما بين 10000-100000 مرة، بعيدًا عن قدرتها في الكشف عن المخدرات في حالات التفتيش، هي قادرةٌ على تمييز أشياءٍ أبعد.
تتغير هرمونات الإنسان تلقائيًّا حسب الحالة المزاجية والعاطفية التي يمر بها، وللكلاب قدرةٌ مذهلةٌ لمعرفة هذه التغيرات عبر حاسة الشم!
فهي تميّز هرمونات الحزن والسعادة والخوف في الإنسان، لذلك لا تدع الكلب يشعر بأنك خائفٌ فبإمكانه استغلال ذلك ومن ثم الانقضاض عليك!
للكلاب قدرةٌ تمكنها من الكشف عن الإصابة ببعض أنواع السرطانات كسرطان الرئة والثدي عن طريق شم الهواء المنبعث من رئة المريض، وسرطان البروستات عن طريق شمها لبول المريض، وتم تدريب العديد منها في جميع أنحاء العالم للكشف عن حالات الصرع والتنبؤ بالنوبات قبل حدوثها ومرض السكري وأمراضٍ أُخرى.
غالبًا ما تستعين الشرطة الأمريكية بالكلاب للعثور على الجثث الغارقة والأجسام تحت الماء، كالملوثات الضارة بالبيئة، حيث يتم تدريب الكلب على روائح معينةٍ تنبعث من الجثث في المياه عن طريق أخذ الكلب على قاربٍ أو السباحة في البحيرة أو النهر أو حتى الشاطئ.
يقضي علماء الأحياء أعوامًا طويلةً بحثًا عن الحيتان، فمهمة دراسة نظام حياة الحيتان من قبل العلماء أمرٌ صعبٌ للغاية، لكن الحيتان تُخلِّف خلفها دليلًا يمكن تقفي أثره عبر الاستعانة بالكلاب! حيث تطفو فضلات الحيتان على الماء فتستطيع كلابٌ مدربةٌ اقتفاء أثر الفضلات من خلال رائحتها عن بُعد أكثر من ميلٍ.
منذ 1960 كان النحالون يواجهون مشكلةً كبيرةً تهدد خلايا النحل الأمريكية بالانقراض! لكن الكلاب قدمت مساعدةً كبيرةً في هذا المجال عبر الكشف عن خلية النحل المريضة والتخلص منها قبل نشر المرض بين الخلايا الأخرى، فالكلاب المدربة قادرةٌ على اكتشاف رائحة البكتيريا المسببة للأمراض وسط خلايا النحل خلال ساعةٍ واحدةٍ! كما أنها قادرة على تحديد روائح الفطريات المسببة للأمراض في النباتات أيضًا.
في فنلندا، تقوم جهاتٌ حكوميةٌ -برعاية برامج خاصةٍ- بتدريب الكلاب للعثور على رواسب معدنية في باطن الأرض كصخور الكبريت الثمينة مثلًا والذي يؤثر بشكلٍ جيدٍ على اقتصاد البلاد، فالكلاب قادرةٌ على تتبع هذا الحجر من رائحةٍ خاصةٍ تشبه رائحة البيض الفاسد، وقد تبنت العديد من البلدان الأخرى هذا البرنامج أيضًا.
كانت الكلاب جزءًا من الجيش الأمريكي منذ الحرب الثورية لقدرتها على تنبيه الجنود من وجود دخلاء أو اقتراب جنود العدو أو حتى تحذير الجيش من كمينٍ أو ألغام أرضيةٍ، فهي قادرة على شم رائحة الأسلحة والبارود والذي يحمي الجنود من الوقوع في شرك العدو، كما تم #تدريب الكلاب على الإشارة إلى الكمائن بطرقٍ أخرى عدا النباح حتى لا ينتبه العدو كتحريك آذانها أو حتى المشي إلى الخلف.