1-
العرب والمعاجم :
يقول المستشرق الألماني أوجست فيشر :
” وإذا استثنينا الصين فلا يوجد شعب آخر يحق له الافتخار بوفرةِ كتبِ علوم لغته، وبشعورِه المبكرِ بحاجته إلى تنسيقِ مفرداتها، بحسب أصول وقواعدَ غيرَ العرب “.
مقدمة المعجم اللغوي التاريخي – أوغست فيشر.
2-
ويقول هايوود :
” إن العرب في مجال المعجم يحتلون مكان المركز، سواء في الزمان أو المكان، بالنسبة للعالم القديمِ أو الحديثِ، وبالنسبة للشرقِ أو الغربِ “.
3-
شمول اللغة العربية واكتمالها :
يقول المستشرق ألفريد غيوم عن العربية :
” ويسهل على المرء أن يدركَ مدى استيعابِ اللغةِ العربيةِ واتساعها للتعبير عن جميع المصطلحات العلمية للعالم القديم بكل يسرٍ وسهولة، بوجود التعدد في تغيير دلالة استعمال الفعل والاسم ”
… ويضرب لذلك مثلاً واضحاً يشرح به وجهة نظره حيث يقول :
” إن الجذر الثلاثي باشتقاقاته البالغة الألفَ عداً، وكل منها متسق اتساقاً صوتياً مع شبيهه، مشكّلاً من أيّ جذر آخر، يصدر إيقاعاً طبيعياً لا سبيل إلى أن تخطئه الأذن، فنحن (الإنكليز) عندما ننطق بفكرة مجردة لا نفكر بالمعنى الأصلي للكلمة التي استخدمناها، فكلمة (Association) مثلاً تبدو منقطعة الصلة بـ (Socins) وهي الأصل، ولا بلفظة (Ad)، ومن اجتماعهما تتألف لفظة (Association) كما هو واضح وتختفي الدالة مدغمة لسهولة النطق، ولكن أصل الكلمة بالعربية لا يمكن أن يَستَسِر ويَستَدِق على المرء عند تجريد الكلمة المزيدة حتى يضيع تماماً، فوجود الأصل يظل بيناً محسوساً على الدوام، وما يعد في الإنجليزية محسناتٍ بديعيةً لا طائل تحتها، هو بلاغةٌ غريزيةٌ عند العربي”.
المصدر : مجلة المورد – المجلد 5 العدد 2 ص 43 ” مقدمة مدّ القاموس – إدوارد لين – ترجمة عبد الوهاب الأمير.
4-
يقول المستشرق المجري عبد الكريم جرمانوس :
” إن في الإسلام سنداً هاماً للغة العربية أبقى على روعتها وخلودها فلم تنل منها الأجيال المتعاقبة على نقيض ما حدث للغات القديمة المماثلة ، كاللاتينية حيث انزوت تماماً بين جدران المعابد. ولقد كان للإسلام قوة تحويل جارفة أثرت في الشعوب التي اعتنقته حديثاً، وكان لأسلوب القرآن الكريم أثر عميق في خيال هذه الشعوب فاقتبست آلافاً من الكلمات العربية ازدانت بها لغاتها الأصلية فازدادت قوةً ونماءً. والعنصر الثاني الذي أبقى على اللغة العربية هو مرونتها التي لا تُبارى، فالألماني المعاصر مثلاً لا يستطيع أن يفهم كلمةً واحدةً من اللهجة التي كان يتحدث بها أجداده منذ ألف سنة، بينما العرب المحدثون يستطيعون فهم آداب لغتهم التي كتبت في الجاهلية قبل الإسلام “.
المصدر : الفصحى لغة القرآن – أنور الجندي ص 301.
5-
ويقول المستشرق الألماني يوهان فيك :
” إن العربية الفصحى لتدين حتى يومنا هذا بمركزها العالمي أساسياً لهذه الحقيقة الثابتة، وهي أنها قد قامت في جميع البلدان العربية والإسلامية رمزاً لغوياً لوحدة عالم الإسلام في الثقافة والمدنية، لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد على أنه أقوى من كل محاولة يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر، وإذا صدقت البوادر ولم تخطئ الدلائل فستحتفظ العربية بهذا المقام العتيد من حيث هي لغة المدنية الإسلامية “.
المصدر : الفصحى لغة القرآن – أنور الجندي ص 302.
6-
ويقول جوستاف جرونيباوم :
” عندما أوحى الله رسالته إلى رسوله محمد أنزلها (قرآناً عربياً) والله يقول لنبيّه : (فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوماً لدّاً) وما من لغة تستطيع أن تطاول اللغة العربية في شرفها، فهي الوسيلة التي اختيرت لتحمل رسالة الله النهائية، وليست منزلتها الروحية هي وحدها التي تسمو بها على ما أودع الله في سائر اللغات من قوة وبيان، أما السعة فالأمر فيها واضح، ومن يتّبع جميع اللغات لا يجد فيها على ما سمعته لغة تضاهي اللغة العربية، ويُضاف جمال الصوت إلى ثروتها المدهشة في المترادفات.
وتزين الدقة ووجازة التعبير لغة العرب، وتمتاز العربية بما ليس له ضريب من اليسر في استعمال المجاز، وإن ما بها من كنايات ومجازات واستعارات ليرفعها كثيراً فوق كل لغة بشرية أخرى، وللغة خصائص جمّة في الأسلوب والنحو ليس من المستطاع أن يكتشف له نظائر في أي لغة أخرى، وهي مع هذه السعة والكثرة أخصر اللغات في إيصال المعاني، وفي النقل إليها، يبيّن ذلك أن الصورة العربية لأيّ مثل أجنبيّ أقصر في جميع الحالات، وقد قال الخفاجي عن أبي داود المطران -وهو عارف باللغتين العربية والسريانية- أنه إذا نقل الألفاظ الحسنة إلى السرياني قبُحت وخسّت، وإذا نُقل الكلام المختار من السرياني إلى العربي ازداد طلاوةً وحسناً، وإن الفارابي على حقّ حين يبرّر مدحه العربية بأنها من كلام أهل الجنة، وهو المنزه بين الألسنة من كل نقيصة، والمعلّى من كل خسيسة، ولسان العرب أوسط الألسنة مذهباً وأكثرها ألفاظاً “.
المصدر : الفصحى لغة القرآن – أنور الجندي ص 306.
7-
ويقول المستشرق الألماني نولدكه عن العربية وفضلها وقيمتها :
” إن اللغة العربية لم تَصِر حقاً عالميةً إلا بسبب القرآن والإسلام، وقد وضع أمامنا علماءُ اللغة العرب باجتهادهم أبنيةَ اللغة الكلاسيكية ، وكذلك مفرداتها في حالة كمالٍ تامّ ، وأنه لا بد أن يزداد تعجب المرء من وفرة مفردات اللغة العربية، عندما يعرف أن علاقات المعيشة لدى العرب بسيطةٌ جداً، ولكنهم في داخل هذه الدائرة يرمزون للفرق الدقيق في المعنى بكلمةٍ خاصةٍ، والعربية الكلاسيكية ليست غنيةً فقط بالمفردات ولكنها غنيةٌ أيضاً بالصيغ النحوية، وتهتمّ العربية بربط الجمل ببعضها… وهكذا أصبحت اللغة (البدوية) لغةً للدين والمنتديات وشؤون الحياة الرفيعة، وفي شوارع المدينة، ثم أصبحت لغةَ المعاملات والعلوم، وإن كل مؤمنٍ غالباً جداً ما يتلو يومياً في الصلاة بعض أجزاء من القرآن، ومعظم المسلمين يفهمون بالطبع بعض ما يتلون أو يسمعون، وهكذا كان لا بد أن يكون لهذا الكتاب من التأثير على لغة المنطقة المتسعة ما لم يكن لأيّ كتابٍ سواه في العالم، وكذلك يقابل لغة الدين ولغة العلماء والرجل العادي بكثرة، ويؤدي إلى تغيير كثيرٍ من الكلمات والتعابير في اللغة الشعبية إلى الصحة “.
المصدر :اللغة العربية – نذير حمدان ص 133.
8-
ويقول المستشرق الفرنسي رينان :
” من أغرب المدهِشات أن تنبتَ تلك اللغة القومية وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحاري عند أمة من الرحالة، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرةِ مفرداتها ودقة معانيها وحسنِ نظامِ مبانيها، ولم يُعرف لها في كل أطوار حياتها طفولة ولا شيخوخة، ولا نكاد نعلم من شأنها إلا فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تبارى، ولا نعرف شبيهاً بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملةً من غير تدرج وبقيت حافظةً لكيانها من كل شائبة “.
المصدر : مجلة اللسان العربي 24 /85.
9-
ويقول المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون :
” استطاعت العربية أن تبرز طاقة الساميين في معالجة التعبير عن أدق خلجات الفكر سواءً كان ذلك في الاكتشافات العلمية والحسابية أو وصف المشاهدات أو خيالات النفس وأسرارها.
واللغة العربية هي التي أدخلت في الغرب طريقة التعبير العلمي، والعربية من أنقى اللغات، فقد تفرّدت بتفردها في طرق التعبير العلمي والفني والصوفي، إن التعبير العلمي الذي كان مستعملاً في القرون الوسطى لم يتناوله القدم ولكنه وقف أمام تقدّم القوى المادية فلم يتطور.
أما الألفاظ المعبّرة عن المعاني الجدلية والنفسانية والصوفية فإنها لم تحتفظ بقيمتها فحسب بل تستطيع أن تؤثر في الفكر الغربي وتنشطه.
ثم ذلك الإيجاز الذي تتسم به اللغة العربية والذي لا شبيه له في سائر لغات العالم والذي يُعدّ معجزةً لغويةً كما قال البيروني “.
المصدر : الفصحى لغة القرآن – أنور الجندي ص 301 -302.
10-
وتقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكة :
” كيف يستطيع الإنسان أن يقاوم جمال هذه اللغة ومنطقَها السليم وسحرَها الفريد ؟ فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صرعى سحر تلك اللغة، فلقد اندفع الناس الذين بقوا على دينهم في هذا التيار يتكلمون اللغة العربية بشغفٍ، حتى إن اللغة القبطية مثلاً ماتت تماماً، بل إن اللغة الآرامية لغة المسيح قد تخلت إلى الأبد عن مركزها لتحتل مكانها لغة محمد “.
المصدر : مجلة اللسان العربي 24/86 عن كتاب (شمس العرب تسطع على الغرب – زيغريد هونكه).
11-
ويقول المستشرق الألماني كارل بروكلمان :
” بلغت العربية بفضل القرآن من الاتساع مدىً لا تكاد تعرفه أي لغةٍ أخرى من لغات الدنيا، والمسلمون جميعاً مؤمنون بأن العربية وحدها اللسان الذي أُحِل لهم أن يستعملوه في صلاتهم … “.
المصدر : من قضايا اللغة العربية المعاصرة – المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ص 274.
12-
ويقول د. جورج سارتون :
” وهبَ اللهُ اللغة العربية مرونةً جعلتها قادرةً على أن تدون الوحي أحسن تدوين … بجميع دقائق معانيه ولغاته، وأن تعبر عنه بعباراتٍ عليها طلاوة وفيها متانة “.
المصدر السابق.
13-
وقد أكد أستاذ اللغات الشرقية بجامعة أستنبول :
” أن اللغة العربية أسهل لغات العالم وأوضحها، فمن العبث إجهاد النفس في ابتكار طريقةٍ جديدةٍ لتسهيل السهل وتوضيح الواضح، إن الطلبة قبل الانقلاب الأخير في تركيا كانوا يكتبون ما أمليه عليهم من المحاضرات بالحروف العربية وبالسرعة التي اعتادوا عليها -لأن الكتابة العربية مختزلة من نفسها– أما اليوم فإن الطلبة يكتبون ما أمليه عليهم بالحروف اللاتينية، ولذلك لا يفتأون يسألون أن أعيد عليهم العبارات مراراً، وهم معذورون في ذلك لأن الكتابة الإفرنجية معقدة والكتابة العربية واضحة كل الوضوح، فإذا ما فتحتَ أي خطابٍ فلن تجدَ صعوبةً في قراءةِ أردأ خطٍّ به، وهذه هي طبيعة الكتابةالعربية التي تتسم بالسهولة والوضوح “.
المصدر : فنّ الترجمة وعلوم العربية – إبراهيم بدوي الجيلاني ص 91.