أمور يجب أن تعرفها عن التهاب البنكرياس!
بدايةً: ماذا تعرف عن البنكرياس؟
من المعروف أنَّ البنكرياس غدة طويلة، مسطحة، موجودة خلف المعدة في القسم العلوي للبطن، ويؤدي البنكرياس -عبر إفرازاته المختلفة- دورًا رئيسيًا في الجسم، وأنت تعلم تأثيره على سكر الدم. لكن ما قد تجهله أنَّ إفرازاته تنقسم إلى:
▪الإفراز الداخلي(الهُرموني): يُفرز البنكرياس الهرمونين المُنظمَين لمستوى سكر الدم، وهما:
١)الإنسولين: الذي يعمل على خفض سكر الدم عند ارتفاعه.
٢)الغُلوكاغون: يعمل على رفع سكر الدم عند انخفاضه.
▪الإفراز الخارجي: يُفرز البنكرياس في السبيل الهضمي (العفج) -عبر القناة المرارية- إنزيمات تساعد في هضم الطعام، وكلٌ منها مُخصص لنوعٍ من الطعام، ألا وهي:
١)الليباز lipase: يساعد في هضم الدهون.
٢)الأميلاز amylase: يفيد هضم السكريات.
٣)الكيموتربسين chymotrypsin، والتربسين trypsin: يفيدان في هضم البروتينات.
عجيب. أليس كذلك؟!
لكن ماذا لو أصابه التهاب؟
الأعراض:
١) أعراض التهاب عامة:
– الشعور بالتعب.
– حمى (درجة الحرارة: 38 درجة مئوية أو أكثر).
٢) أعراض تتعلق بموضعه:
– إسهال.
– نبض سريع.
– غثيان، وقيء.
– إيلام عند ملامسة البطن.
لكن أهم ما يميز التهاب البنكرياس هو حصول ألم شديد بمركز البطن، يزداد سوءًا بعد تناول الطعام، وينتشر عادةً إلى الظَهر.
الأسباب: الفقرة التي تهمك:
يحدث الالتهاب الحاد عندما تنشط الإنزيمات الهاضمة التي يفرزها البنكرياس وهي بداخله دون إخراجها في السبيل الهضمي؛ مما يرهق الخلية البنكرياسية، ويسبب التهابها. ومن الأسباب التي قد تؤدي لذلك:
1) شرب الكحولات.
2)الحصوات المرارية.
3)الجراحة البطنية.
4)بعض الأدوية.
5)تدخين السجائر.
6)مرض التليف الكيسي.
7)تاريخ عائلي للمرض.
8)ارتفاع مستوى كالسيوم الدم، بسبب فرط نشاط جارات الدرق مثلًا.
9)ارتفاع الغليسيريدات الثلاثية (الدهون) في الدم.
10)الإصابة بعدوى.
11)جرح بالبطن.
12)سرطان البنكرياس.
التشخيص:
يمكن الكشف عن المرض عبر الأعراض التي ذكرناها سابقًا، وبعض الفحوصات الدموية، وقد يطلب منك الطبيب أيضًا عمل أشعة مقطعية، أو فحوصات أخرى للتأكد من سبب التهاب البنكرياس وشدّته.
العلاج:
قد يحتاج مريض التهاب البنكرياس الحاد للبقاء في المستشفى عدة أيام؛ ليتلقى الرعاية إلى حين تتم السيطرة على المرض وأعراضه، وذلك من خلال:
– تخفيف الألم باستخدام المسكنات.
– تغذية المريض بالسوائل عبر الوريد لتجنب حدوث تجفاف بالجسم.
– تنفس الأكسجين من خلال أنبوب الأنف، للتغلب على نقص الأكسجين الذي يسببه المرض.
– في البداية يصوم المريض عن تناول الطعام لإعطاء البنكرياس فرصةً للتعافي، ثم يبدأ بتناول السوائل والأطعمة الخفيفة عندما تتحسن حالته.
– وبعد السيطرة على الالتهاب، يقوم الطبيب بعلاج المشكلة التي سببت الالتهاب، وقد يتطلب الأمر أحيانًا تدخلًا جراحيًا.
المضاعفات: يبدو أنه يجب أن تُسرع للطبيب حينها، فقد لا يقتصر الوضع على ما سبق؛ فعندما يكون التهاب البنكرياس الحاد شديدًا فإنه قد يسبب مضاعفات خطيرة.. منها:
▪ أكياس كاذبة: تظهر على سطح البنكرياس أكياس مائية تسبب انتفاخ، وعسر هضم، وألمًا خفيفًا في البطن.
▪ نخر البنكرياس، والإنْتان:
في الحالات الشديدة للمرض يفقد البنكرياس الكثير من الإمداد الدموي؛ مما يؤدي لموت بعض أنسجته (تنخّر)، وعندما يستمر التنخّر يصبح البنكرياس مُعرضًا للعدوى؛ مما يؤدي إلى قصور البنكرياس، وقد تنتقل العدوى إلى الدم (تعفن الدم).
▪ قصور الكِلية.
▪ مشاكل تنفسية: يسبب التهاب البنكرياس تغيرات كيميائية في الجسم؛ تؤثر في وظيفة الرئة مسببة انخفاضًا في مستويات الأكسجين.
▪ التهاب البنكرياس المزمن:
إذا بقي التهاب البنكرياس لفترة طويلة، يتحول إلى التهاب مُزمن بحيث تسوء نوعية الحياة.
▪ السكري: عندما يتحول الالتهاب البنكرياس الحاد إلى التهاب مزمن؛ فمن الممكن أن يصاب المريض بالسكري؛ نتيجة موت الخلايا المُصنِّعة للإنسولين.
▪ سوء التغذية: نقص إنتاج البنكرياس للإنزيمات الهاضمة يؤدي إلى نقص الاستفادة من الطعام، والإصابة بالإسهال، ونقص الوزن.
▪ سرطان البنكرياس: يُعَد الالتهاب المزمن للبنكرياس عامل خطر للإصابة بالسرطان.
وختامًا.. التهاب البنكرياس الحاد مرض يسير غالبًا، وعادةً ما يتحسن المريض خلال أسبوع من بدء العلاج. لكن في بعض الأحيان عندما يكون الالتهاب شديدًا قد تظهر مضاعفات خطِرة، وحينها سيمتد العلاج لمدة أطول.