كثيرًا ما سمعنا حولنا عن أطفالٍ جِيءَ بهم إلى هذه الحياة وعلى جلودهم تصبغاتٌ تختلف في شكلها ولونها وحجمها ودرجة انتشارها، فهل تساءلنا يومًا ما هي تلك التصبغات وما أنواعها وما أسباب وكيفية حدوثها.
هذا ما سيرد ذكره في مقالنا الآتي. بسم الله نبدأ:
الوحمات(Birthmarks) هي علامات ملونة مرئية على البشرة وغالبًا ما تظهر عند الولادة أو تتطور بعد ذلك بوقتٍ قليل.
هناك الكثير من الأنواع المختلفة من الوحمات ومنها ماهو شائع كثيرًا.
النوعان الرئيسان للوحمات:
• الوحمات الوعائية (vascular birthmarks): تكون غالبًا حمراء أو وردية.
• الوحمات المصطبغة (pigmented birthmarks): عادةً ما تكون بنية اللون.
تحدث الوحمات الوعائية غالبًا في الرأس والعنق وخصوصًا على الوجه ولكن كلا نوعي الوحمات يمكن أن يظهرا في أي مكانٍ من الجسم وحتى في داخله أيضًا.
أولًا: والآن لننتقل إلى أنواع الوحمات الوعائية:
نذكر أشيع حالاتها:
1- بقعة السلمون(Salmon patch):
وهي بقع مسطحة حمراء أو وردية والتي قد تظهر على جفون المولود أو رقبته أو جبهته عند الولادة ويُعد من أكثرِ أنواعِ الوحمات الوعائية شيوعًا.
بُشرى : تتلاشى معظم بقع السلمون تمامًا خلال أشهرٍ قليلة ويمكن أن يطول ذلك لأربع سنوات إن ظهرت على الجبهة، بالإضافة إلى إمكانية استمرار البقع التي تظهر على الناحية الخلفية للرقبة لمدة أطول.
2- الورم الوعائي الدموي الطفولي(Infantile haemangioma)
يُعرف أيضًا بعلامة الفراولة، تكون مرتفعة عن البشرة وعادةً ما تكون حمراء ويمكن أن تظهر في أي مكانٍ من الجسم.
يكون هذا النوع من الوحمات شائعًا عند البنات، ويؤثر على حوالي 5% من المواليد.
قد يلزم علاج الأورام الوعائية الدموية التي تزداد بسرعة، أو تلك التي تعيق الرؤية أو التغذية.
3- التشوه الشعري (نسبةً إلى الشعيرات الدموية) (Capillary malformation)
تظهر علامات حمراء أو وردية مسطحة وتصيب عددًا قليلًا جدًا من حديثي الولادة. ويترواح قياسها من ميليمترات قليلة إلى عدد من السنتيمترات، مع العلم أنها تصيب جانبًا واحدًا من الجسم، وعادةً ما تحدث في الوجه والصدر والظهر. وتكون أيضًا حساسة للهرمونات وربما تصبح أكثر وضوحًا مع اقتراب سن البلوغ والحمل وانقطاع الطمث، معظمها دائمة وقد تتغمق مع مرور الوقت.
ثانيًا: الوحمات المصطبغة:
بعض الأنماط الشائعة منها:
1- بقع القهوة بحليب(Café-au-lait spots)
يولد كثير من الأطفال بواحدة أو اثنتين من هذه البقع، ولكن في حال ازدياد عددها لأكثر من ست بقع وكان الطفل في الخامسة من عمره فيجب زيارة الطبيب فمن الممكن أن يكون ذلك علامة على الورم العصبي الليفي (عدد من الحالات الوراثية التي تسبب نمو الأورام على طول العصب)
2- البقع المنغولية (Mongolian spots)
تبدو بلون لونها أزرق رمادي وكأنها كدمات وتظهر منذ الولادة، وتعد شائعة الظهور لدى الأشخاص ذوي البشرة الغامقة، وعادة ما تظهر على الأرداف ويمكن أن تظهر في أماكن أخرى من الجسم. تدوم هذه البقع لأشهر أو سنوات ولكنها تزول عادةً عند بلوغ الطفل الرابعة، كما أنها ليست ضارة ولا تحتاج لعلاج.
3- الخمجية الميلانينية الخَلقية(Congenital melanocytic naevi)
تدعى أيضًا بالشامات الخمجية، وهي شامات كبيرة نسبيًا بنية أو سوداء موجودة من حين الولادة، وهي حالة شائعة نوعًا ما ويسبّبها فرط نمو خلايا الصباغ في الجلد. تصبح معظم هذه الشامات أصغر نسبيًا وأقل وضوحًا مع مرور الوقت، على الرغم من أنها تصبح داكنة خلال فترة البلوغ أو تصبح مشعرة.
إن خطر تحول هذه الشامات إلى سرطان في الجلد منخفض، ولكن الخطر يزداد بزيادة حجمها.
أسباب الوحمات:
إن سبب ظهور الوحمات غير مفهوم تمامًا ولكنها ليست موروثة.
تظهر الوحمات الوعائية بسبب وجود أوعية دموية غير طبيعية في البشرة أو تحتها.
فيما تظهر الوحمات المصطبغة بسبب تكتل الخلايا الصباغية.
أما بالنسبة لوحمة التشوه الشعري فيُعتقد بأنها تحصل بسبب خلل في وظيفة الأعصاب المسؤولة عن توسيع وانقباض الشعيرات الدموية أو أنّه لا يوجد ما يكفي من هذه الأعصاب، أي أن الإمداد الدموي لبشرة هذه المنطقة يكون ثابتًا مما يجعل لونها أحمر أو أرجواني بشكل دائم.
العلاج:
تكون معظم الوحمات غير مؤذية ولا تحتاج للمعالجة.
تتلاشى بعض الأنواع من الوحمات مع الوقت كما ذكرنا، بينما تبقى أنواع أخرى مثل وحمة التشوه الشعري إن تُركت دون علاج.
في بعض الحالات، تكون الحاجة لعلاج الوحمة لأسباب طبية مثل سد وحمة الورم الوعائي الدموي للمسالك الهوائية أو إعاقتها للرؤية أو تقرحها. ويختار بعض الأشخاص العلاج لأسباب تجميلية.
وقى الله الجميع الأسقام والأوجاع.