نشر لكم اليوم أخطاء تجربة الهمبرغر التي كانت سؤال البارحة.
وللأسف بعض النّاس يصدّقون مثل هذه التجارب دون الرجوع للمختصين.
لكن قبل ذلك نذكر أنّ الأطعمة السريعة ليست خيارًا صحيًا، فتخطئتنا للفيديو هي من باب التثقيف، وليست من باب الدفاع. فالطعام المنزلي يظل أجود وأكثر صحة.
وكانت هناك إجابات صحيحة ما شاء الله. أشملها ما ذكره Omar Ay و Salah Eddine و Hazem Wahb و Sohayb Ramadan و Ayman Mohammad لكن أفضل الإجابات كانت لـ Sohaib Alshboul، فكانت إجابته كاملة. لكن إليكم بعض التفاصيل.
ما الأخطاء التي حصلت في التجربة؟
1- وضع حمض كلور الماء الخالص المركز
أمّا المعدة فحموضتها هي بين الـ 2 وال 3 وذلك لأن الحمض الذي فيها يختلط مع محتوياتها و باقي الإفرازات، وهو ما ذكر في نهاية التجربة (والعجيب أنهم ذكروا خطأهم ولكنهم نشروا التجربة!) أنّ المعدة تحتوي على أنزيمات هاضمة مختصة!
إذ أنّ وظيفة حمض كلور الماء هي توفير بيئة حمضيّة مناسبة لتفعيل بعض الأنزيمات، إضافة لتفسيخ البروتينات لتسهيل عملية الهضم على الأنزيمات فهو أخف من أن يَهضِم الطّعام، كما يعمل الحمض على قتل الجراثيم التي قد تدخل المعدة.
لكن هل هذا كل ما في الأمر؟ كيف تجري عملية الهضم؟
2- المضغ:
تبدأ العملية بقيام الفم بتقطيع الطعام في الفم، وذلك له أهميته لتتمكن الأنزيمات من العمل عليها لاحقًا.
حيث تقوم الأنزيمات بالعمل على المستوى الجزيئي (لمن أراد فهم هذه الجزئية فقد وضعنا فيديو في التعليقات)، فتفكك سلاسل الطعام لجزيئات مفردة، وكلّ نوع من الأنزيمات يصنعه الجسم ليفكك نوعًا محددًا من الطعام على المستوى الجزيئي (عبقرية تصميم في جسمك لا تعلم عنها).
3- الأنزيمات
فسنأخذ الشطائر قطعة قطعة
أولًا: للخبز
فإنّ 40٪ إلى 30٪ منه سيُهضَم قبل اختلاطه بأنزيمات المعدة بسبب أنزيم الأميلاز الذي تفرزه الغدة النكافية، والذي يقوم بتحليل النشاء إلى سكاكر ثنائية يمكن امتصاصها (ولذا نشعر بالطعم الحلو للسكريات في الفم).
ثم يستكمل هضمها في الأمعاء الدقيقة بأنزيمات أخرى.
ثانيًا: اللحم
٪10 إلى 20٪ من بروتينه يُهضَم في المعدة بفعل أنزيم الببسين والذي يفرز كببسينوجين غير مفعل يفعله حمض الكلور الماء. وعمله يتمثل بتكسير البروتين من سلاسل طويلة لحموض أمينيّة أصغر يمكن امتصاصها.
ثم يُستكمَل الهضم في الأمعاء الدقيقة بأنزيمات أخرى.
أما دهونه فيبدأ هضمها من الفم إذ تتعرض للأنزيم الليباز ثم تتعرض لنفس الأنزيم ولكن الخاص بالمعدة بعد دخول الطعام لها والذي يكسر سلاسل الغليسيريدات الثلاثية ليعطي حموضًا دهنية وغليسيرولًا قابلة للامتصاص ثم يُستكمَل الهضم في الأمعاء الدقيقة بأنزيمات أخرى.
4- أكثر من ذلك ?
هنالك أيضًا جراثيم تعيش داخلك تساعدك في هضم الطعام أيضًا، كُنّا قد نشرنا عنها من قبل مقالًا وفيديو.
أي كمحصلة:
ما تمّ في الفيديو هو تدمير البرجر وليس هضمه، إذ أنّ الهضم يُنجز بأنزيمات خاصة يُسهِّل لها حمض كلور الماء الطريق، وليس عن طريق حمض كلور الماء (المركز) نفسه.
فاستخدام الحمض الخالص بهذه الصورة هو عمل غير صائب ولا يوضح حقيقة تعامل الجسم مع الطعام؛ فتصميم جسدك أعقد من ذلك بكثير، ويتعامل مع الأمر على المستوى الجزيئي. ويصنع لذلك جزيئات متقنة خاصة لذلك.
المصدر الأول : John_E.Hall-Guyton_and_Hall_Textbook_of_Medical_Physiology-Elsevier__c2016 ٨٣٣_٨٣٧