إدوين هابل
أحدث عالم الفلك إدوين هابل ثورة في مجال الفيزياء الفلكية. ساعد بحثه في إثبات اتساع الكون، وأنشأ نظام تصنيف للمجرات تم استخدامه لعدة عقود.
موجز:
ولد إدوين هابل في 20 تشرين الثاني 1889، وتخرج في جامعة شيكاغو كما تقدم للخدمة العسكرية في الحرب العالمية الأولى قبل أن يستقر في قيادة البحث في مجال الفيزياء الفلكية في مرصد ماونت ويلسون بكاليفورنيا.
يتضمن عمل هابل الثوري العثور على علاقة مستمرة بين الانزياح الأحمر للمجرات والمسافة، مما ساعد في إثبات أن الكون يتوسع في النهاية. بالإضافة إلى استخدام نظام التصنيف الذي أنشأه للمجرات من قبل باحثين آخرين لعقود، والمعروفة الآن باسم تسلسل هابل.
شبابه:
ولد إدوين هابل في مارشفيلد بولاية ميسوري في 20 تشرين الثاني 1889، من جون باول هابل وفرجينيا لي (جيمس) هابل، بدأ قراءة روايات الخيال العلمي في سن مبكرة. كان أحد كتبه المفضلة هو سلسلة “جول فارن: عشرون ألفاً تحت البحر”
(Jules Verne’s 20.000 Leagues Under the Sea)
في عام 1898 وفي سن 10 سنوات، انتقل هابل وأشقاؤه السبعة مع والديهم إلى شيكاغو، إلينوي. هناك، التحق هابل بالمدرسة الثانوية، وتفوق في الرياضة، ولا سيما المضمار والميدان – كطالب في المدرسة الثانوية – حطم الرقم القياسي في القفز العالي لولاية إلينوي.
حصل هابل على منحة دراسية للالتحاق بجامعة شيكاغو في عام 1906. وأثناء وجوده عمل كمساعد مختبر في معهد روبرت ميليكان، الذي فاز فيما بعد بجائزة نوبل لعمله في مجال الفيزياء. بعد تخرجه عام 1910، غادر هابل شيكاغو والتحق بجامعة أكسفورد، حيث درس فلسفة القانون. تخرج من الجامعة بعد ذلك بثلاث سنوات، وحصل على درجة البكالوريوس في علم القانون. في الوقت نفسه تقريبًا توفي والد هابل جون هابل.
مساره المهني المشهود:
بعد فترة تدريس قصيرة في إنديانا Indiana، عاد هابل إلى جامعة شيكاغو لدراسة علم الفلك. وبعد فترة وجيزة، تم تجنيده من قبل مرصد ماونت ويلسون في كاليفورنيا للمساعدة في استكمال بناء تلسكوب هوكر. وقبل بدئه بالمنصب الجديد الذي قبله بحماس أكمل هابل شهادة الدكتوراه في علم الفلك، والتحق بالجيش الأمريكي، وقضى فترة خدمته في الحرب العالمية الأولى.
أثناء العمل في جبل ويلسون، أثبت هابل أن هناك مجرات أخرى موجودة خارج مجرة درب التبانة، حيث توجد الأرض، من خلال التقاط الصور من خلال تلسكوب المرصد هوكر Hooker telescope ومقارنة درجات السطوع المختلفة بين النجوم المتغيرة Cepheid.
لم تكن هناك فكرة واضحة عن حجم درب التبانة في ذلك الوقت، ومن خلال بحثه، تمكن هابل من تقدير أن سديم أندروميدا (الذي كان يُنظر إليه ببساطة على أنه حلزوني في ذلك الوقت) كان على بعد تسعمئة ألف سنة ضوئية تقريبًا من درب التبانة ويفرض هذا أن تكون مجرة بنفسها. ثبت لاحقًا أن سديم أندروميدا هو أبعد بكثير من ذلك وهو على بعد 2.48 مليون سنة ضوئية تقريبًا (من خلال المزيد من التحليلات للمؤشرات المكانية لضوء النجوم). تم تغيير اسم سديم أندروميدا فيما بعد إلى مجرة أندروميدا.
ميلتون هوماسون Milton Humason:
في أوائل منتصف القرن العشرين، بدأ هابل في إجراء بحث جديد، إلى جانب زميله الفلكي ميلتون هوماسون، حول التحولات الطيفية للمجرات والمسافات الفريدة، بالنظر إلى علاقتها بالأرض خاصة. ثم قام هو وهومسون بنشر بحثهما في عام 1929. إذ افترضا أن الانزياحات الحمراء في انبعاثات ضوء المجرات التي تظهر أن المجرات تتحرك بعيدًا عن بعضها البعض، تتحرك بمعدل خطي إلى المسافة بينهما. بعبارة أخرى،
كان هابل يشير إلى أن الانزياح الأحمر للمجرة يضاعف قيمته عندما يبتعد عن مجرة أخرى ضعف المسافة. وقد لقي بحث الرجلين استقبالًا جيدًا.
في عام 1936، نشر هابل كتابه “عالم السدم” (The Realm of the Nebulae)، وهو قطعة تاريخية وتفسيرية عن بحثه في مجال علم الفلك خارج المجرة. عمل هابل في مرصد ماونت ويلسون حتى عام 1942، ثم غادر للعمل في أبردين بروفينج جراندز في ماريلاند خلال الحرب العالمية الثانية للخدمة، وفي عام 1946، حصل هابل على وسام الاستحقاق.
وفاته و إنجازاته:
استمر هابل في إجراء أبحاث في مرصد ماونت ويلسون، وكذلك في مرصد بالومار في كاليفورنيا، حتى وفاته في 28 أيلول 1953. وقد أصيب بسكتة دماغية، وكان عمره 63 عامًا في ذلك الوقت.
كان عمل هابل في مجال علم الفلك ثوريًا حقًا. بفضل إظهاره وجود مجرات أخرى، وكونت لدى العلماء فكرة أفضل عن مفهوم حجم الكون وإمكانية وجود الكواكب الأخرى. وتم استخدام نظام تصنيف المجرات الذي أنشأه (المعروف الآن باسم تسلسل هابل) من قبل باحثين آخرين لما يقرب من قرن.
ساعد عمل هابل مع همسون على تعزيز النظرية أن الكون في توسع والآن يمكن أن يتم التيقن منها بسهولة. مع أنه نفاها بشدة قبلا، ونشر أفكاره بمساعدة الكيميائي ريتشارد تولمان Richard Tolman في منتصف الثلاثينيات. منذ ذلك الحين.
تم قبول نظرية الكون المتوسع إلى حد كبير من قبل العلماء في جميع أنحاء العالم. ساعدت أبحاث هابل وهومسون أيضًا في إثبات أن المجرات جاءت من نقطة مركزية أصلية، وقد استخدمها بعض العلماء لدعم نظرية الانفجار الكبير – وهي إحدى النظريات الأكثر شيوعًا حول أصل الكون ، والتي اقترحها جورج ليميتر لأول مرة عام 1929.
لا يزال هابل أحد أشهر علماء الفلك في العالم. بالإضافة إلى حصوله على وسام الاستحقاق (1946)، حصل على ميدالية فرانكلين (في الفيزياء)، وسام بروس وميدالية ذهبية (من الجمعية الفلكية الملكية).
وتكريمًا لعمل هابل الرائد في الفيزياء الفلكية، قامت وكالة ناسا بتسمية تلسكوب هابل الفضائي باسم إدوين هابل. ومرافق جامعية لا تعد ولا تحصى وقبة سماوية وكويكب وجزء من الطريق السريع في ولاية ميسوري تشترك أيضًا في اسمه.
حياته الشخصية:
تزوج هابل من جريس بورك في 26 شباط 1924. ولم يرزق الزوجان بأطفال.
المصدر :
https://www.biography.com/scientist/edwin-hubble?fbclid=IwAR0fbxdktagw67iiZLId5XUUEskihPkfaHwbOtbNPKdLqpLyppSxwsAUVNc