إزالة اللوزتين واللحمية قبل عُمر التاسعة تزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي حتى الثلاثين
يظن البعض أنّ اللوزتان لا فائدة منهما، ويظن آخرون أنّ سيئاتها أكثر من حسناتها، لكن ما يجهله هؤلاء أنّ ﺍﻟﻠﻮﺯﺗﺎﻥ ﻭﺍﻟﻠﺤﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭًﺍ ﻣﻬﻤًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺿﺪ ﺍﻟﺠﺮﺍﺛﻴﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
وقد أبدت دراسة جديدة أنّ التأثير أكبر مما كنا نحسبه، فوفقًا للدراسة المنشورة في السابع من الشهر الماضي في مجلة
JAMA Otolaryngology–Head & Neck Surgery
والتي أُجريت على 1.2 مليون شخص من المولودين بين عامي 1979 و1999 والذين تمت متابعتهم حتى عام 2009 فإنّ إزالة اللوزتين قبل عمر تسع سنوات تُضاعف حتى ثلاث مرات خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي العلوي، كما أنّ إزلة اللحمية في نفس الفئة العمرية تُضاعف مرتين خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المُزمن، وكذلك أمراض الجهاز التنفسي العلوي (مثل التهاب الجيوب الأنفية والأذن الوسطى) والتهاب ملتحمة العين.
شَملت الدراسة الخاضعين لعمليات إزالة اللوزتين فقط أو اللحمية أو كليهما بجانب مجموعات المقارنة (الذين لم يخضعوا لأية جراحة)، وضَّح الباحثون أنّه غالبًا ما يُجرِي الأطباء ذلك النوع من الجراحات بسبب تكرر التهاب اللوزتين أو عدوى الأذن الوسطى لكن ذلك -وفقًا لتحليلهم في ضوء النتائج- يُضعف من إكتمال ونضج جهاز المناعة عند الأطفال، فلا عجب أنّ إزالتهما تصيب مناعة الأطفال بالوهن وتجعلهم أكثر عرضة لأمراض الجهاز التنفسي المُعدية والحساسية في المستقبل.
وقد أوصى الباحثون بضرورة البحث عن بدائل علاجية غير جراحية لعلاج الالتهابات.
على الجانب الآخر فإنّ النتائج لم تقتصر على السلبيات، فإزالة اللحمية مثلًا قللت من اضطرابات النوم، ومن هذه الجهة جاء نقد الدراسة، فعلى الرغم من قوة تصميم الدراسة (الدراسة الاستطلاعية Prospective Study) إلا أنّها تتضمن الكثير من عوامل الالتباس والتي تَحُول دون الربط السببي بين جراحات الإزالة والأمراض التنفسية، كما علَّق أحد أساتذة الأذن والحنجرة، تلك العوامل مثل التعرض للتدخين أو أن يكون الأطفال مصابون سلفًا قبل العملية بمرض الربو، أو أنواع الحساسية أو العدوى المتكررة فبذلك تكون تلك الإصابات هي السبب في اللجوء للجراحة وليس العكس، مع الإشارة إلى أنّ بعض الحالات تستدعي الحل الجراحي لتفادي عواقب أخطر كما هو الحال في متلازمة انقطاع النفس الانسدادي النومي.
تعقيبنا:
وكل ذلك يُؤخذ في عين الاعتبار عند اتخاذ القرار من جانب الآباء، فلا يتم التفريط والتهاون في الحالات الخطرة، ولا الإفراط في اللجوء للجراحة بدون داعي حقيقي وخصوصًا في سن مبكرة مما يُعرِّض مناعة الأطفال للضعف ومن ثَّم احتمال المضاعفات الصحية في المستقبل.