إصابة الكفَّة المدوَّرة (إصابة الكَتِف) عند ممارسة الرياضة وكيف يُمكِن الوقاية منها؟
جميعُنا يمارسُ الرياضات والنشاطات المختلفة خلال حياتنا اليومية، وكلُّنا مُعرَّضون للإصابات أثناء هذه الممارسات. وأكثرها شيوعًا إصابات المفاصِل؛ لكثرة حركتِها وضَعْفِ بنيتها مقارنةً بالعِظام المَحميَّة بترسانةٍ من العضلات، ولا بدَّ أننا سمعنا جميعًا عن إصابات تمزُّق الأربطة وخلوع المفاصِل، ولكِنْ هل سبق وأنْ سمِعتَ عن إصاباتِ الكفَّة المدوَّرة (rodatur cuff injuries) ؟!
بسم الله نبدأ..
لمحةٌ تشريحية:
الكفَّة المدوَّرة عبارة عن مجموعة من أربعة أوتار لعضلات (العضلة فوق الشَّوكيَّة، العضلة تحت الشَّوكيَّة، العضلة تحت الكتفيَّة، العضلة المدوَّرة الصغيرة)؛ تُثبِّت مِفصل الكتف وتحميه وتمنحه هذا المجال الواسع من الحركة والحريَّة وتُثبِّت الذّراع عليه. ولكِنَّها ضعيفة! فأثناء الممارسات الرياضيَّة العنيفة والحركات الخاطئة من المُحتَمَل جدًا أنْ تُصاب بالتهابٍ حاد وتتورَّم وخاصة عند تمزُّق أربطتها.
أسبابُ الإصابة:
كما تحدثنا سابقًا فإنَّ معظم إصابات الكفَّة المدوَّرة ناجمةٌ عن الضغط والإجهاد العنيف المُتكرِّر على مِفصل الكَتِف، وعلى أوتار الكفَّة المدوَّرة وخاصة الرياضات التي يكثر فيها استخدام الذراع، وتَعتمِد على حركات مِفصل الكَتِف ومنها التنس والسباحة وكرة القدم وغيرها.
هناك أسبابٌ أخرى مُحتَمَلة كنقصِ التروية -الذي يحدث عند التقدُّم بالعمر-، والزيادة الشاذة في نُمو العِظام المُجاوِرة ممَّا يضغط على أوتار الكفَّة المدوَّرة ويُسبِّب أذيتها.
التمزُّقُ الحاد للكفّة المدوّرة:
يَحصُل التمزُّق الحاد في الكفَّة المدوَّرة عندما يكون هناك شدّ مُفرِط على أوتار الكفَّة المدوَّرة ممَّا يؤدِّي إلى تمزُّقِها. وهذا يَحصُل عادةً عند أصحابِ المِهن المُجهِدة كعمال البناء المُعرَّضون للإصابات والانزلاقات الخطيرة دومًا.
والجديرُ بالذِكر أنَّ القوة المُسبِّبة لهذا التمزُّق الحاد تختلف من شخصٍ لآخر وفقًا لعدة عوامل!
التمزُّق المُزمِن للكفَّة المدوَّرة:
هذه الإصابة تَستَغرِق فترةً طويلة من الزمن، وتَكثُر عند الرياضيين المُمارِسين للرياضات المُجهِدة لمِفصل الكَتِف بشكلٍ دائِم كلاعبي البيسبول والتنس.
التهاب المفاصل:
مع التقدُّم في العُمر ونُقصان التروية الدمويَّة لمِفصل الكَتِف فإنَّ أي إجهادٍ (وليس من الضروري أن يكون إجهادًا حادًّا) للكَتِف قد يؤهِّب لالتهابِ أوتارِ الكفَّة المدوَّرة، والذي يَظهر في صورة ألمٍ شديدٍ وحَرارةٍ وصعوبةٍ في تحريكِ المِفصل عند المُسنِّين.
الأعراض:
تظهرُ الأعراضُ نتيجة الالتهابِ والتورُّم في منطقة الكفَّة المدوَّرة، ومن أكثر الأعراض شيوعًا نذكر:
1- ألمٌ في الكَتِف والذراع، ويَكثُر ليلًا خاصةً عند النومِ على الجانِب المُصاب أو أثناء تحريكِه.
2- إذا كانت الإصابة حادَّة يكون الألمُ شديدًا ومفاجئًا.
3- في الإصاباتِ المُزمِنَة يكون الألمُ متوسِّطًا في البداية، ثمَّ يشتدُّ مع تقدُّم الإصابة.
4- ضَعْفٌ وصعوبة في حركات المِفصل.
5- يَظهرُ صوتُ طقطقةٍ عند تحريكِ الكَتِف.
إذا ظَهَرت هذه الأعراضُ وخاصة بعد الشكِّ بالإصابة (ممارسات عنيفة) يُفضَّل زيارة الطبيب.
والآن ننتقل إلى العلاج!
العلاج:
يتضمَّنُ الخط الأوَّل في العلاج الراحة وعدم إجهادِ المِفصل، والتبريد المُستَمِرّ لمكانِ الإصابة.
وقد يتطلَّب علاجاتٍ مُساعِدَة وهي على ثلاثة أنماط:
1- العلاج الدوائي:
مضادات الالتهاب، مثل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية NSAIDs مثل الإيبوبروفين (ibuprofen) ؛ لمُعالَجَة الالتهاب وتخفيف الألم.
2- العلاج الفيزيائي:
هذه العلاجات تجعلُ الكَتِف أقوى وأكثر ثباتًا، وهي بحاجةٍ إلى أشخاصٍ ذوي خبرة (المُعالِجون الفيزيائيون).
3- العلاج الجراحي:
غالبًا لا نلجأ لهذا العلاج إلا في الحالاتِ الشديدة؛ كالحالاتِ التي يَحدُث فيها انقطاعٌ كامِل لأحد أو بعض الأوتار، أو بحالاتِ فشل العلاجات السابقة واستمرار الألم. ولكِنْ يَجدرُ الإشارة هنا أنَّه بعد المُعالَجَة الجراحيَّة لا بد من العلاج الفيزيائي!الوِقاية:
وهي أهمُّ فقرة!
كيف يُمكِنُنا ممارسة الرياضة ونشاطاتنا اليومية دون التعرُّضِ لمِثل هذه الإصابات؟
إليكم بعض القواعد المفيدة:
1- التحمية وإجراءُ تمارين خفيفةٍ قبل ممارسة الرياضات المُجهِدة.
2- التمرينُ المستمر لعضلاتِ الكَتِف لأنَّ ذلك سيجعله أقوى وأكثر ثباتًا.
3- تَجنُّب حَمل الأثقال والأوزان الثقيلة جدًا عبر الذراع ولفتراتٍ طويلة.
4- أخذُ استراحاتٍ دوريَّة أثناء المُمارساتِ الرياضيَّة.
ودمتم سالمين!
https://www.medicinenet.com/rotator_cuff_injury_pictures_slideshow/article.htm?ecd=mnl_spc_041618
مرجع ماكلاود الفحص السريري (Macloed