إن استخدام الألوان الطبيعية في الأطعمة والمستحضرات التجميلية لهو شيء مطلوب، لكن ما المصدر الطبيعي للصبغات الزرقاء؟! الصبغات الزرقاء من الكائنات الحية تكون صعبة التعبئة، فمثلا الألوان الزرقاء الرائعة في طيور الجايريد (jaybirds) والفراشات واليعسوب (dragonflies) هي نتيجة تشتت الضوء (consequence of light scattering)؛ لذلك لا توجد صبغة لعزلها، وكذلك عصر التوت الأزرق ليس خيارًا ممتازا؛ لأن الصبغة لا تدوم ولونه الأزرق يمكن أن يتغير أو يختفي.
لذا عمل فريق في جامعة ساو باولو في البرازيل على استخراج مُكسِبات لون من البنجر الأحمر معدلة كيميائيا. نشر البحث في (science advances).
تمكن الفريق من ضبط لون بعض الجزيئات بإضافة رابطة فردية أحيانا وزوجية أحيانا أخرى، فتتكون الروابط متناوبةً في هيكلها الكيميائي بحيث تمتص الجزيئات الجديدة اللونين الأصفر والبرتقالي ومن ثم تبدو زرقاء.
صبغة البنجر الحمراء لديها بالفعل بعض الروابط في هذا الترتيب البديل( منفردة ومزدوجة…)، ولكنها ليست كافية للشكل الذي يجعلها تظهر زرقاء. افترض قائد الفريق البحثي “باستوس” أنه يمكن الوصول إلى صبغة زرقاء من خلال كسر جزء من البنية الجزيئية لصبغة البنجر واستبدال مركب (2,4-dimethylpyrrole) بها، وهو الذي يحتوي على روابط متبادلة ومن ثم زيادة النمط التبادلي في الروابط المنفردة والمزدوجة.
تدعى هذه الصبغة “البنجر الأزرق (BeetBlue)”، وتصمد تحت الظروف الحمضية التي تُلاشي أو تُغيِّر العديد من الملونات الزرقاء، أُضيفت في الاختبارات المعملية إلى النسيج والزبادي والشعر ونتج عن ذلك العديدُ من درجات اللون الأزرق!
بعض الصبغات الزرقاء تحتوي على معادن سامة على عكس (BeetBlue)، فهي غير سامة على حياة أجنة أسماك الزرد (zebrafish embryos) والخلايا البشرية المزروعة.
قال باستوس: “ما زلنا لا نعرف ما إذا كان يمكن للمرء أن يأكل هذه الصبغة (BeetBlue) أم لا”، لأنه يستغرق العديد من الاختبارات الإضافية لإثبات أن شيئًا جديدًا آمنٌ للاستهلاك.
في حين أن (2,4-dimethylpyrrole) ليس من أصل طبيعي، يشتبه باستوس في إمكانية إنتاج فريقه اللون الأزرق بمركبات طبيعية تماما في العمل المستقبلي، ومن ثم إنشاء عائلة من الألوان الزرقاء بحيث تكون مناسبة للعديد من الاستخدامات.
المصدر:
https://www.sciencenews.org/article/chemistry-tweak-beets-red-juice-create-true-natural-blue-dye