{{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}}.
من عادتنا شرح الحكمة، ولكن ليكن اليوم تطبيقًا عمليًا عليها. وهو تطبيق هام جدًا. نرجو أن تكونوا مستعدين 🙂
طرحنا عليكم منذ أيام فيديو يتحدث فيه الدكتور عبد الرحمن ذاكر عن خطر الإعلام.
يصيغ الإعلام توجهات الناس بطريقة أقوى مما يتوقعه المتابع أو يخطر على باله. لا تعتقد ذلك؟ لقد خُدعت:
تجد مثلًا مسلمًا ملتزمًا يكره أن يرى شخصًا بلحية كثيفة طويلة. رغم أنه يحب الله ورسوله، ونسي أن هذه هي لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أنا لا أتأثر بالإعلام! لنضرب مثالًا مشهورًا قد يكون أقرب للناس (رغم أنه ليس مسلسلًا حقيقيًا، إلا أنه يعطي الفكرة عن تأثير الإعلام ورواية القصة والمؤثرات، وغالبًا هو مشترك بين جميع المتابعين):
كم منا يفرح عندما يقوم جيري بمقالب تجاه توم. وكم منا ينزعج عندما ينجح توم بالإمساك بجيري.
لكن إن فكرنا قليلًا لوجدنا أن جيري هو المؤذي، هو الذي يدمر المنزل والطعام ويسكن المنزل وأصحابه كارهون له، ونحن في الحالة الواقعية نقتله. بينما توم يقوم بعمله المفترض به القيام به، وعادةً نكافئ القط إن التهم الفأر! (تخيل الآن توم قتل جيري والتهمه!) فكيف جعلتنا مؤثرات الإعلام والتلفاز نُخدع هكذا متبرأين من عقلنا ومما نعلمه؟!
لكن المسلسلات الآن تحارب دين الله والمؤمنين (من تسفيه شكل المؤمن أو جعله دائمًا بمظهر المخادع أو الإرهابي أو البخيل أو الفظ الغليظ أو…)، وتأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف (خصوصًا مع النساء)، وبمشاهدة الناس لها يدعمونها (نعم، أنت بمشاهدتك لذلك تدعمهم في سعيهم فهذا كل ما يريده العاملون عليها منكم).
فما دوركم؟!
نريد منكم رجالًا ونساءً صدقوا الله أن ينشئوا إيفنتات (Events) لمقاطعة المسلسلات في رمضان.
ماذا نضع فيها؟ فقط نقول قاطعوا؟ لا، بل الكثير من العمل قبل رمضان وبعده، فيجب أن تحتوي:
1- عرضًا لتأثير الإعلام على العقل الباطن للناس. (فتبحثوا كثيرًا عن فيديوهات ومقالات عن ذلك وتنشروها فيها).
2- تذكير بأن رمضان شهر عبادة، وتلك المسلسلات مصدر آثام.
3- عرض بدائل للمسلسلات (قصص من القرآن، فيديوهات عن السيرة النبوية، سواعد الإخاء، بالقرآن اهتديت، ممكن مثلًا سلاسل مفيدة على المستوى المهني أو الديني أو النفسي، مثل سلسلة ألف باء حياة للدكتور عبد الرحمن، حفظ جزء من القرآن يبقى معك طيلة حياتك تقرأه في صلواتك بقية حياتك، تسميه رمضان 2019، المشاركة في مسابقة المبادرة 🙂 ).
4- تشجيع المنتسبين للإيفنت بعرض التزامهم للناس، حسبما يذكروا في التعليقات.
5- مشاركة من كل من يرشد الناس لنفس الأمر (قد تجدون لأمير منير مثلًا مقطع فيديو، أو لصفحة قطوف ردًا، أو لصفحة أخرى تنبيهًا).
6- ليس هنالك ضير من كثرة الإيفنتات.
[لم نقل أن الأمر سيكون بسيطًا، فالله يأجريك على السعي، وكلما زاد سعيك زادك أجرك إن أخلصت، كما أن تغيير العالم يحتاج أبطالًا امتطوا الهمم وصدقوا الله، لا أطفالًا يسبحون في التمني، ونعلم أن منكم من ينتظر من الله مثل هذه الفرصة لعمل الخيرات]