ابن سينا يصف رؤيته للمُستعِر الأعظم (السوبرنوفا) 1006 !!
قدّم عددٌ من الباحثين الألمان ورقة بحثية تُبيّن أنّ ابنَ سينا كان قد وصف حادثة المُستعِر الأعظم لعام 1006 للميلاد، وذلك في كتابه (الشفاء).
وقال الباحثون أنّ هذه الفقرةَ مِن كتابِ ابنِ سينا لم تكن مُدرَجة مِن قبلُ ضِمنَ المراجع الفلكيّة التي تتحدّث عن هذه الظاهرة، وأضافوا أنّ هذه الملحوظات مُتّسِقة مع تقاريرَ أُخرى عربيّة وغير عربيّة قدّمت وصفًا للمُستعِر الأعظم 1006، إلّا أنّ تقريرَ ابنِ سينا يتميّز ببعض الأمور، مثل استخدامِه لعبارةِ كوكبٍ من الكواكب، وشرحِه اللونَ الذي كان عليه، وكذلك وصفه له بأنّه يرمي بالشرر؛ مما يَجعل هذا التقريرَ مُتميِّزًا عن غيره.
يعتقد الباحثون أنّ مُلاحظاتِ ابنِ سينا سوف يكون لها دورٌ كبيرٌ في إتاحة فهمٍ أفضلَ لحادثة المُستعِر الأعظم 1006.
والمُستعِرُ الأعظمُ هو حادثةُ انفجارِ نجمٍ ذي كتلة هائلة قاذفًا غلافَه إلى الفضاء، وهو أكبرُ انفجارٍ مُمكِنِ الحُدُوثِ في الكون. ويدرسُ العلماءُ هذه الحوادثَ لِمَا تُوفِّرُه مِن معلوماتٍ مُهِمّة لفَهمِ الكون؛ فهي تُبيِّن أننا نعيش في كونٍ مُتوسِّع، وكذلك تُعطي معلوماتٍ مُهِمّة عن توزُّع العناصر في الكون، فالعديدُ مِن العناصر الموجودة على الأرض أُنتجِتْ في مراكز النجوم، ومِن ثَمَّ انتقلَتْ إلى الأرض وكواكبَ أخرى في هذا الكون.
يَحدثُ المُستعِر الأعظمُ نتيجةَ تغيُّرٍ في قلبِ النجم أو مركزه، وهذا التغيُّرُ يُمكِن أنْ يَحدُثَ بطريقتين مُختلِفتَين، لذلك هناك نوعان من المُستعِر الأعظم:
النوعُ الأوَّلُ يَحدثُ نتيجةَ انفجارِ قزمٍ أبيضَ في نظامِ نجمٍ ثنائيٍّ (نظامُ النجمِ الثنائيِّ هو عبارة عن نجمَين يدوران حولَ نقطة واحدة). عندما يكون النجمُ المُصاحِب للقزمِ الأبيضِ كبيرًا بما فيه الكفايةُ، تنتقلُ بعضُ المواد منه إلى القزمِ الأبيضِ؛ مما يُؤدِّي إلى زيادةٍ في كتلته، وعندما تزدادُ الكتلةُ عن حدٍّ مُعيَّنٍ يُعرَف بِحَدِّ “تشاندراسيكار” (تُقدَّر هذه الكتلة الحَدِّيَّةِ بـ 1.4 من كتلة شمسنا)، فإنَّ انفجارًا سيَحدُثُ في قلبِ النجم مُسبِّبًا المُستعِرَ الأعظمَ.
أمّا النوعُ الثاني فهو يَحدُثُ نتيجةَ انتهاءِ حياةِ نجمٍ أُحاديٍّ هائلِ الكُتلةِ (8 أضعاف كتلة شمسنا)، فبسبب قلّةِ الوقودِ النوويِّ في قلبِ النجمِ أو انتهائه تتغلَّبُ قوى الثقالةُ الناتجةُ عن الكتلةِ الهائلةِ للنّجمِ على القوى النوويّةِ؛ مما يُؤدِّي إلى انكماشِ النجمِ وانهيارِ قلبِه، فيَحدُثُ انفجارٌ ضخمٌ للنجمِ مُسبِّبًا المُستعِرَ الأعظمَ.
وعلى الرغم مِن أنَّ شمسَنا تُعَدُّ نجمًا، إلّا أنّها لن تنفجرَ ولن تَتَسبَّبَ في حدوثِ مُستعِرٍ أعظمَ؛ وذلك لصغرِ كُتلتِها، ولكن عندَ انتهاءِ حياتها سوف تنكمشُ لتُشكِّلَ قزمًا أبيضَ.
المصدر: