ارتفاع الكوليسترول
كل ما عليك معرفته عنه
لابد أنك سمعت كثيرًا عن خطورة ارتفاع الكوليسترول، وما يعقبه من أمراضٍ مميتةٍ، وكثرة التحذيرات من الطعام تقريبًا في كل مقال… لكن هل تساءلت يوماً ماهو الكوليسترول؟! ما أسباب ارتفاعه؟ وما خطورة ذلك؟ ما علاجه وكيفية الوقاية منه؟ وهل له من فوائد؟!
كل هذا سنجيب عنه في هذا المقال إن شاء الله.
1) ماهو الكولستيرول؟
الكوليسترول هو مادة شمعية بالأساس، موجودة في الدم، يحتاجه الجسم بمعدلاته الطبيعية لبناء خلايا سليمة، وكذلك لصناعة بعض الهرمونات، فهو مكون أساسي من مكونات الجسم البشري، لا يمكن الاستغناء عنه، ولكن ارتفاع مستوياته قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
2) ما أعراض ارتفاع الكوليسترول؟
في الحقيقة ارتفاع الكوليسترول لوحده ليس له أعراض، لكن يمكن اكتشافه من خلال فحص مستوياته في الدم. معقول؟! كل هذه الخطورة وفي النهاية ليس له أعراض؟! أين المشكلة في ارتفاعه إذن؟!….تابع لتعرف.
3) مخاطره ومضاعفاته:
يمكن أن يؤدي ارتفاع الكوليسترول إلى تراكمه وترسبه على جدران الشرايين،متسببًا فيما يعرف ﺑ “تصلب الشرايين العصيدي”، ويمكن لهذه الرواسب (اللويحات) تقليل تدفق الدم عبر الشرايين، مما قد يسبب مضاعفات، مثل:
☆ ألم في الصدر بسبب نقص تروية القلب: إذا تأثرت الشرايين التي تمد القلب بالدم (الشرايين التاجية)، فقد يكون لديك ألم في الصدر (الذبحة الصدرية) وأعراض أخرى لمرض الشريان التاجي.
☆ نوبة قلبية أو سكتة دماغية: في حال تمزق اللويحات أو انفجارها، يمكن أن تتشكل جلطة دموية في موقع تمزق اللويحات، مما يعيق تدفق الدم، وإذا توقف التدفق فستصاب بالنوبة أو السكتة!.
4) بما أنه ليس له أعراض، فكيف سأعرف بأنه يجب علي التحقق من مستوياته؟
عادةً ما يُجرى اختبار الكولسترول عند الأطفال والشباب الذين لا يملكون عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب مرةً واحدةً بين سن 9 و11 سنة، ومرة أخرى بين سن 17 و 19 عامًا، ويُعاد اختبار البالغين الذين لا يملكون عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب كل خمس سنوات.
قد يوصي الطبيب بإعادة القياسات بشكل أكثر تواتراً إذا لم تكن نتائج الاختبار ضمن المستويات الطبيعية، أو إذا كان لدى المريض قصة عائلية لارتفاع الكوليسترول أو أمراض القلب أو عوامل الخطر الأخرى.
5) هل هنالك أنواع من الكولسترول في الجسم؟
الكولسترول لا ينتقل لوحده في الجسم، بل مرتبطًا بالبروتينات، ويسمى هذا المزيج من البروتينات والكوليسترول: “بروتين دهني”، ونحن عندما نقول ارتفاع في الكولسترول فإننا نقصد أحد هذه البروتينات الدهنية، وإليك المفارقة: ارتفاع أحدها خطير، وارتفاع الآخر جيد.
إذًا ما هي هذه البروتينات الدهنية؟ أيُّها الجيد وأيُّها السيء لأعلم عند التحليل؟
أهمها:
☆ البروتين الدهني منخفض الكثافة(LDL): وهو الكوليسترول الضار، حيث ينقُل جزيئات الكوليسترول في جميع أنحاء الجسم مما يتسبب في تراكمها على جدران الشرايين مما يجعلها ضيقة وصلبة.
☆ البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL): أو الكوليسترول الجيد، يلتقط الكوليسترول الزائد ويعيده إلى الكبد.
6) حسنًا جميل، لكن ما الذي يسبب ارتفاع الكولسترول السيء عندي؟
تنقسم العوامل التي قد تؤدي للإصابة إلى:
¤ عوامل يمكن التحكم بها، مثل: قلة النشاط، البدانة، والنظام الغذائي الغير صحي، وهي تساهم في ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار وانخفاض نسبة الكوليسترول الجيد.
¤ عوامل لا يمكن التحكم بها، مثل: اختلاف التركيب الجيني للخلايا، الذي يمكن أن يمنع إزالة الكوليسترول الضار من الدم بكفاءة أو يتسبب في إنتاج الكبد للكثير من الكوليسترول.
والآن سنتحدث عن كل عامل بشيءٍ من التفصيل حتى تستفيد وتعلم ما عليك فعله وما عليك تجنبه:
• نظام التغذية السيئ: يمكن أن يؤدي تناول الدهون المشبعة والمتحولة إلى رفع مستوى الكوليسترول لديك، وكذلك الأطعمة التي تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الكوليسترول، مثل: اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان كاملة الدسم.
• السمنة وعدم ممارسة الرياضة: إن وجود مؤشر كتلة الجسم (BMI) 30 أو أكثر يعرضك لخطر ارتفاع الكوليسترول.
• التدخين: يدمر تدخين السجائر جدران الأوعية الدموية، مما يجعلها أكثر عرضة لتجمع الرواسب الدهنية عليها، وقد يقلل أيضًا من مستوى الكوليسترول الجيد.
• العمر: إن خطر ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم يزداد مع تقدم العمر، فعلى سبيل المثال: مع تقدمك في العمر يصبح الكبد أقل قدرة على إزالة الكوليسترول الضار.
• داء السكري.
7) حسناً… هل من علاج؟!
نعم يوجد علاج، لكن تغيير نمط الحياة، مثل: ممارسة الرياضة وتناول نظام غذائي صحي هو خط الدفاع الأول ضد ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.
فإذا حدث ذلك وبقيت مستويات الكوليسترول مرتفعة، فقد يوصي الطبيب بالأدوية. هنالك مجموعات من الأدوية يمكن أن تساهم في خفض الكولسترول، منها ما ينقِصها من الدم، ومنها ما يمنع وصولها إليه من الأساس، وغير ذلك. يختار الطبيب لك حسب الأنسب لحالتك.
8) ما هي سبل الوقاية من كل هذا؟
للوقاية يجب اتباع نمط حياة صحي، ويتمثل ذلك فيما يلي:
¤ تقليل الملح والتركيز على الفواكه، الخضروات، والحبوب الكاملة.
¤ تقليل كمية الدهون الحيوانية واستخدام الدهون الجيدة باعتدال، مثل: زيت الزيتون.
¤ تخفيف الوزن الزائد، والإقلاع عن التدخين.
¤ ممارسة الرياضة في معظم أيام الأسبوع لمدة 30 دقيقة يومياً على الأقل.
¤ الامتناع عن شرب الكحول (الحمد لله الذي عافانا).
¤ تقليل التوتر وهو أمرٌ هام جدًا.
أدام الله عليكم الصحة والعافية إخواني، ونذكركم بأهم نقطتين لهما دور كبير في حمايتكم من هذا وهما:
قوله تعالى: ﴿وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين﴾ [الأعراف: 31]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «ما ملأَ آدميٌّ وعاءً شرًّا مِن بطنٍ، بحسبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقمنَ صُلبَهُ، فإن كانَ لا محالةَ فثُلثٌ لطعامِهِ وثُلثٌ لشرابِهِ وثُلثٌ لنفَسِهِ» أخرجه الترمذي (2380).