نبذة عن الكتاب:
كتاب (التطور الموجه بين العلم والدين) من تأليف الدكتور هشام عزمي و موضوعه هو تقديم النقد العلمي والشرعي لنظرية التطور ، من مميزاته أنه تم اهتمام فيه بأن يكون بعيدا عن التناول السطحي وعن التناول التخصصي العسير على القارئ المهتم ، فهو مفيد لمن يقرأ أو يدرس نقد الداروينية لأول مرة ، لأنه يقدم النقد العلمي بشكل يعرف القارئ ما هو حقيقة الإشكال العلمي في النظرية وما يقع فيه دعاة التطور الموجه من تناقضات ذاتية ، وكذلك لأنه يقدم له جوهر النقد الإسلامي الشرعي للنظرية وأنه ليس مجرد تعارض مع بعض النصوص يمكن تجاوزه والتسامح معه ببعض التأويلات المتكلفة فيتعلم القارئ المسلم ما ينبغي عليه شرعا ومنهجيا تجاه نظرية التطور ..
هو كتاب رائع ونتمنى أن يكون في أيدي كل المسلمين المتعلمين الفاهمين الراغبين في المعرفة ، فالمسلم الفاهم الحكيم هو الذي يعرف متى يتصالح مع النظريات العلمية ويعرف متى يقف ليقول كلمة الحق لا يخشى فيها لومة لائم !
الكتاب يقع 247 صفحة في بابين :
الباب الأول: نظرية التطور و العلم
في هذا الكتاب ركز المؤلف على تحرير المصطلحات منعا لأي تدليس و يغوص بنظرة أعمق لجوانب الفرق بين التطور الصغروي و التطور الكبروي كما تم استعراض مسألة التشابه بين الكائنات الحية الباب الثاني: التطور الموجه و الدين :
يضع فيه الكتاب على جوهر الإشكال الحقيقي لأنصار التطور الموجه ، و تصوره المشوه لصفحة الحكمة الإلهية ، كما يكشف اللثام عن التناقضات المعرفية التي يقع في دعاته
يوجد ملحق حول خرافة نسبة التطور للمسلمين من قبل دارووين
دواعي تأليف الكتاب على لسان مؤلفه :
لماذا هذا الكتاب؟
يشاكس بعض المسلمين باستماتة لإقناعنا بما يسمى بالتطور الإلهي أو الموجه بالرغم من أن غالبيتهم يفتقرون إلى اطلاع حقيقي على هذا ، Theistic Evolution المنهج الملفق! والنتيجة الطبيعية لذلك هي تناقض فوق تناقض في أدبياتهم المنشورة. وبعيدا عن التناقضات العلمية والمنهجية الجسيمة −سواء في المنهج الغربي أو في الصورة العربية المشوهة− التي لا يتسع المجال لشرحها هنا، فالحقيقة التي لا يمكن إغفالها أننا حين نطالع أفكار أشهر دعاة التطور الموجه في الغرب Only a ( أمثال فرانسيس كولينز −في كتابه ) لغة الإله (− وكينيث ميللر −في كتابه نجدهم يتبنون التطور الدارويني العشوائي باعتباره التفسير الوحيد −)Theory الحقيقي لأشكال الحياة على الأرض، ويرفضون أي احتمال لتدخل مصمم ذكي أو خالق. والأمر لديهم أن ) الإله ( في سبيل خلق العالم استخدم عمليات عشوائية لكي التي تدعي أن الله − Deism يحقق غاياته! وهو بذلك لا يختلف كثيرا عن الربوبية قد خلق العالم وتركه−، وفي الصورة العربية نجد استساغة غريبة للتطور والتصميم!
المشكلة الكبرى التي نحن بصددها، هي عدم إدراك أو تغافل إخواننا من المؤيدين لهذا المنهج لحقيقة أن تلك القوانين وضعت لتكون بديلا عن الإله وليست أدوات بيده، فالطفرات والانتخاب الطبيعي كآليات طبيعية لتفسير التنوع الحيوي لن يك ون لها أي معني إذا كان هناك تصميم مسبق ومسار واضح وتدخل مستمر في العالم لتطبيق أهداف مقررة سلفا.
وكما يحكي ” دافييد كوامن ” في كتابه: ” ( دارووين متردّداً ): إن مبدأ الانتخاب الطبيعي قد اقتلع فكرة الهدف الرباني من جذورها ، و أجهز تماما عن أي نظرة غائية في العالم الحي ، وقوض الاعتقاد السابق بأننا نحر البشر — خلافا لكل أكشال الحياة المختلفة – نسمو روحيًّا ، و نحضى بمنزلة ربانية خاصة ، و نحوز جوهرا غير مادي مخلَّد ، ، وهو ما يمكننا من أن يكون لنا توقعات خاصة بالأبدية، ولذلك اصطدم داروين مباشرة مع المسيحية واليهودية والإسلام، وربما مع معظم الديانات الأخرى.
يدرك أنصار التطور الموجه بالغرب معنى التطور جيدا، لذلك لم يتجرأوا على انتزاع مضمونه بإسقاط آلياته المحورية، وحين نطالع كتابات أحد أهم منظري هذه الفكرة فرانسيس كولينز في كتابه (لغة الإله) −والذي احتفى به كثيرون كدليل على الإيمان− نجد أنه لا يعدو كونه عرضا مكررا للداروينية الحديثة ممتزجا بـ “افتراض الكاتب الشخصي” بأن الله استخدم التطور كطريقة للخلق، بل أن عنوان الكتاب مضلل للغاية، فلغة الإله يعني بها الشفرة الوراثية وهي اللغة التي تكتب بها المعلومات المُشكِّلة للحياة، ومنها يتوقع القارئ خلال فصوله أن يقوم كولينز بتبرير زعمه وتقديم الأدلة بأن الشفرة الوراثية أتت من قبل الله، لكنه يصاب بالإحباط، فكولينز لا يقول أي شيء كهذا على الإطلاق، لكنه يضع اعترافًا بالجهل حول منشأ تلك اللغة فيقول في الصفحة 92: «لا يمكن لعالم جاد في الوقت الحالي أن يزعم أن التفسير الطبيعي لأصل الحياة قريب… هذا صحيح اليوم، لكنه قد لا يكون صحيحًا غدا». لكن حتى هذا الاعتراف بالجهل مجرد قناعة مؤقتة زالت في الصفحة 200 من كتابه حين قال: «بينما الآلية المحددة لأصل الحياة على الأرض تظل غير معروفة، فإنه بمجرد نشأة الحياة، سمحت عمليات التطور والانتقاء الطبيعي بتطوير التنوع والتعقيد البيولوجي على مدى فترات زمنية طويلة للغاية، وبمجرد حدوث التطور لم تعد هناك حاجة لتدخل فوق طبيعي، إننا ليس لدينا أدني فكرة عن أية آلية طبيعية لأصل لغة الإله». فرانسيس كولينز المنظر الأشهر للتطور الموجه بالغرب فرغ إلهه من كل صلاحياته التي قد تؤهله لذلك، ويبقى إيمانه به دخيلًا متناقضًا على المادية، لا يبرره إلا بالطبيعة الروحية المميزة لنا نحن البشر.
الخلاصة؛ فكرة الإله الموجِهُ للتطور الدارويني لا يمكن أن تستقيم مع قيوميته وكماله، وتجعل من وجوده فرضًا دخيلًا زائدًا على التفسير، وفي أكثر التفسيرات تنزلا يمكن وصفه أنه إله يتعمد إخفاء وجوده وعدم إعلان نفسه لخليقته. فهل أنصف أنصار التطور الموجه الإله؟
الخبر الجديد هذه المرة أن الكتاب صدرت له طبعة جديدة عن مركز براهين ، وسوف يكون متوفرا في جناحهم بمعرض الكتاب بالقاهرة إن شاء الله في صالة 1 – جناح C63 .