نبذة عن الكتاب:
بلغة واضحة، وأسلوب شيق، واستدلالات صلبة، يمزق بيهي الفكرة الرئيسية للتطور الدارويني؛ فكرة أن الكون عشوائي.
في هذا الكتاب الذي طال انتظاره، يطرح بيهي أكثر من مجرد تحد للداروينية؛ حيث يطرح الدليل المباشر الأول لمسارات طفرات الطبيعة؛ والذي سيعيد تعريف المناظرة حول الداروينية بشكل كامل.
ما القدر الذي يمكن لنظرية داروين شرحه لنا عن الحياة؟ يؤمن أكثر العلماء اليوم أنها قادرة على شرح كل شيء، من آلية عمل الخلية إلى تاريخ الحياة على الأرض مرروا بالعقل والأخلاق والتنوع العرقي للبشر، بل إن أفكار داروين امتدت لتصل إلى مجالات الثقافة والسياسة والقانون. ولكن الآن فقط سمح لنا العلم، علم الوراثة تحديدا، بالحصول على دليل مباشر يمكننا من فحص النظرية، حيث تم تتبع جينوم العديد من الكائنات، وتم تحليل آلية عمل الخلية بتفاصيل دقيقة.
النتائج صادمة، الطفرات العشوائية والانتقاء الطبيعي يشرحان القليل جدا من آلية عمل الحياة، وبالتالي فحافة التطور؛ الحد الفاصل بين الطفرات العشوائية وغير العشوائية، يقع بعيدا جدا عما أشار إليه داروين. أظهر بيهي أن بناء العديد من القواعد البيولوجية المعقدة، بل وحتى البروتينات، تتطلب على الأرجح العديد من الطفرات المنسقة. إذا كنا بحاجة لطفرتين فأكثر، لتفسير ظهور أحد الأشياء، فلا يوجد لدينا لا الوقت ولا عدد الكائنات الكافي لظهور الطفرتين بشكل متناسق. بعبارة أخرى، أثبت بيهي بالأدلة العملية استحالة تفسير الطفرات العشوائية لظهور ما يحتاج لطفرتين فما أكثر.
ليس فقط أن الطفرات العشوائية لا تملك تفسيرًا لظهور التعقيد المشاهد في الحياة، وليس فقط أن دورها محدود لأقصى درجة ممكنة، بل إن ما توصل إليه العلم الآن عن أسلوبها في العمل، يؤكد على أن معدل الطفرات التي تضيف وظيفة عن طريق كسر شيء ما أكبر بمئات المرات من تلك التي تضيف وظيفة عن طريق القيام بشيء جديد. بمعنى أنه لو كان الأمر متروك بالكامل للطفرات العشوائية، لتدمرت الحياة قبل أن تبدأ. وبالطبع، لا نحتاج للقول أن التفسير الآخر الذي يتبناه بيهي لنشأة التعقيد الحيوي هو التصميم الذكي، وقد توسع في عرض أفكاره عن التصميم الذكي في كتابه (صندوق داروين الأسود)، واكتفى في هذا الكتاب بالبناء على ما قدمه من قبل.