1543- اشترِ بعض الجراثيم وتناولها لتحافظ على صحتك
(فوائد مؤكدة وتطلعات لفوائد محتملة في المستقبل)
أصابني مرض شديد فذهبت للطبيب ووصف لي بعض الصادات الحيوية وتحسنت والحمد لله، لكن قبل أن أشفى تماماً أصابتني حالة غريبة من الإسهال!!!
فراجعت الطبيب خوفاً من أن تكون حالتي تدهورت دون أن أشعر وأخبرته بما حدث، فقال لي لا بأس إنه أمر عادي، سأصف لك بعض الجراثيم لتتناولها!!
0.o جراثيم!! نعم #جراثيم أو بكتيريا وتحديداً مستحضرات البروبيوتيك Probiotics الحاوية على الجراثيم! فما أصابك هو حالة من نقص الجراثيم الصديقة التي توجد طبيعياً في أمعائك وتساعدك في بعض تفاصيل عملية الهضم وغيره.
هل تعلم أن هناك ملايين الجراثيم في جسمك! لكن لا داعي للذعر، فمعظمها غير مؤذٍ ابداً، بل إنَّ لها العديد من الفوائد الصحية، والاعتناء بها قد يكون مهماً جداً للمحافظة على الصحة.
—————————————–
–#إذاً ما هي Probiotics كتعريف أفضل؟؟
حسب التعريف الرسمي: هي كائنات حية دقيقة، عندما تعطى بكميات مناسبة، تقدم فوائد صحية للكائن المعيل لها، وهي عادة ما تكون بكتيريا، ولكن هناك أيضاً نوع من الخمائر يمكن أن تعمل كـ (probiotic).
يمكن الحصول على تلك الجراثيم والكائنات من خلال مستحضرات المكملات الغذائية الحاوية عليها والمباعة في الصيدلية أو من خلال الأطعمة التي تعد من خلال تخمر الجراثيم، كمثال: اللبن الرائب، الكفير (او شراب الفطر الهندي)، الملفوف المخلل.
ويوجد في الحقيقة العشرات من الجراثيم البروبيوتك التي ثبت أن لها فوائد صحية، أشهرها (العصيات البكتيرية اللبنية “لاكتوباسيلاس” وبايفيدوبكتيريوم) ولكن بالنسبة للمستحضرات فهي تحوي نوعاً محدداً أو أكثر وتختلف الفائدة حسب اختلاف نوع الجرثوم التي تقدمه، ولذلك فان اختيار النوع المناسب منها هو أمر ضروري.
—————————————–
-ما هي #أهمية وجود هذه #الكائنات الدقيقة في الأمعاء؟
تحتوي أمعاء الإنسان بالفعل مئات الأنواع المختلفة من الكائنات الحية الدقيقة، وأحياناً تصل إلى 1000 نوع. وتشمل جراثيم وخمائر وفيروسات (لكن الغالبية العظمى من البكتيريا). ويتواجد معظمها في القولون أو الأمعاء الغليظة (اي في الجزء الاخير من الجهاز الهضمي)، أما وظائفها:
1. تمارس نشاطاً استقلابياً وكأنها بالفعل أحد أعضاء الجسم (لذلك يسميها بعض العلماء بـ العضو المنسي).
2. تقوم بتصنيع بعض الفيتامينات التي يحتاجها الجسم (كفيتامين K وبعض فيتامينات B)
3. تحول الألياف إلى أحماض دهنية مفيدة
4. تعزز المناعة وتحافظ على سلامة الجهاز الهضمي مما يمنع المواد الضارة في الأمعاء من اختراقها إلى داخل الجسم وتسبيب رد فعل مناعي ضار.
5. كما أن عدم وجودها يزيح التوازن في الأمعاء لتكاثر الجراثيم الضارة، فبنقص الجراثيم الصديقة تزداد الجراثيم الضارة.
(أي أنه توجد في الأمعاء جراثيم ضارة أيضاً لكن بنسب قليلة، وحتى الجراثيم الصديقة يجب ألا تزيد عن حد معين).
لذلك فإن #تناول الـ probiotics والـ prebiotics يمكن أن يساعد في تصحيح التوازن الناجم عن اضطراب في وجود هذه الكائنات، مما يضمن عمل هذا (العضو المنسي) على الوجه الامثل.
—————————————–
(هل لاحظت الفرق بين الكلمتين!؟ هو حرف e وo في السابقة) يجب التمييز بين probiotics وهي المستحضرات الحاوية على الكائنات الدقيقة المفيدة والـ prebiotics وهي ألياف غذائية تتغذى عليها الجراثيم الصديقة في الأمعاء.
—————————————–
-استخدام الـ probiotics للمحافظة على صحة الجهاز#الهضمي
أقوى دليل علمي على استخدام هذه المستحضرات يخص حالات الإسهال المرتبط بالمضادات الحيوية..
فكثيراً ما يعاني الأشخاص المتناولون للمضادات الحيوية وخاصة لفترات طويلة من الزمن من الإسهال بعد التخلص من الالتهاب. والسبب في ذلك هو ان المضادات الحيوية تقتل الجراثيم الطبيعية في الأمعاء فيختل التوازن ويسمح بالجراثيم “الضارة” بالنمو مما يسبب الإسهال. وقدمت عشرات الدراسات أدلة قوية على أنه يمكن للـ probiotics أن تساعد في علاج هذا النوع من الإسهال.
أما باقي الفوائد المكتشفة لها فتحتاج المزيد من الدراسات.
حيث برزت الـ probiotics في استخدامها لعلاج اضطراب القولون العصبي بمختلف أعراضه، بالإضافة إلى مرض الأمعاء المتهيجة، وقتل بكتريا قرحة المعدة والأمعاء (H.Pylori) والتي يمكن أن تسبب سرطان المعدة.
-فوائدها الملاحظة والمرتقبة على الجسم في غير الجهاز الهضمي:
الـ probiotics وانقاص الوزن: حيث وجد أنَّ جراثيم أمعاء الأشخاص البدينين تختلف عنها عند الهزيلين!
كما أظهرت الدراسات الحيوانية وبعض الدراسات البشرية اثر الـ probiotics في انقاص الوزن، بالرغم من الحاجة للمزيد من الدراسات لتأكيد ذلك.
وتشمل الفوائد الصحية الأخرى على: الالتهاب على اختلاف اسبابه والقلق والاكتئاب وارتفاع كولسترول دم وضغط الدم المرتفع ومناعة الجسم وصحة الجلد. وهذا غيض من فيض!
—————————————–
-هل هناك أي آثار جانبية لاستخدامها؟
تعتبر الـ probiotics آمنة بالنسبة لمعظم الناس، إلا أنَّها قد تسبب في الأيام الأولى من تناولها بعض الاعراض الجانبية كغازات #الأمعاء وشعور بسيط بعدم الارتياح في البطن، لكن سرعان ما يشعر المرء بالتحسن وأن جهازه الهضمي أصبح أفضل من السابق.
لكن قد تكون الـ probiotics خطيرة بالنسبة للمصابين بنقص مناعي، وتؤدى إلى إصابتهم بالالتهابات الإنتانية (كما عند مرضى الإيدز مثلاً).
بكل الاحوال: استشر الطبيب قبل البدء بتناول الprobiotic لعلاج حالة طبية.
—————————————–
-تذكروا هذه الرسالة:
1-تتطلب المحافظة على الصحة أكثر بكثير من مجرد تناول مكملات الprobiotic الغذائية
2-لا تقلل من أهمية العادات الصحية اليومية، إذ أن جميع الأفعال الداخلة في أسلوب الحياة تؤثر على الكائنات الدقيقة الموجودة في الأمعاء، ولا سيما نوع الطعام المتناول.
3-الأساس في المحافظة على صحة الأمعاء هو اتباع أسلوب حياة صحي والنوم الجيد وتناول طعام صحي مع الكثير من الألياف.
4-وفي كثير من الحالات تكون الأغذية والمكملات المحتوية على الـ probiotics ذات فوائد مهمة لتنظم وضع الأمعاء وقاطنيها من كائنات دقيقة.
((وضع في اعتبارك ان هذا المجال من البحوث الطبية هو جديد لكنه يتوسع بسرعة! وعلى الرغم من ان الادلة عليه مبشرة بخير، إلا انه لا يمكن القطع نهائيا بفائدتها لجميع الحالات الطبية المذكورة في هذا المقالة! لكنه قد يضفي فرحاً وسعادة لمحبي اللبن الرائب))
—————————————–