كثيرًا ما نصادف أشخاصًا في حياتنا لهم مشاكلهم وطرقهم في التعامل مع الطعام، وقد تحدثنا في مبادرتنا عن مرضَيْن شائعَين يصيبان كثيرًا من الأشخاص، واليوم سنحدثكم عن اضطرابات جديدة في ذلك، تابعونا
من منّا لا يحب تناول الطعام والتفنّن بتحضيره وطبخه!! حتى أننا نمرّ أحيانًا بفترات نأكل فيها كميات كبيرة وأكثر من حاجتنا.
لكن، عندما تتكرر هذه الفترات بشكل دوري مع الشعور بفقدان السيطرة على النفس، وفقدان التحكم بشعور الشبع والجوع، فمن الممكن أن تكون مصابًا بـ: النّهام (binge eating).
الأشخاص المصابون بـ(binge eating) يعانون دومًا من مشاعر الذنب، والكراهية والاشمئزاز من أنفسهم، والاكتئاب.
هم دائمًا قلقون حول تأثير الأكل المفرط القهري على أجسامهم، كما أنهم يقرّعون أنفسهم لعدم قدرتهم على التحكم بأنفسهم، ويحاولون التوقف عن الأكل الشرِه، لكن محاولاتهم دائمًا يائسة وغير مجدية.
لنتعرف أكثر على هذا الاضطراب:
هو اضطراب طعامي يتميز بثلاث صفات:
1-فترات متكررة من الأكل الشره غير المسيطر عليه.
2-الشعور بالحزن واليأس الشديد خلال أو بعد الأكل الشره.
3-بخلاف النهم العصبي (البوليميا)، لا يوجد هنا أي محاولات للتخلص من الطعام المتناول عن طريق الإقياء، أو الصيام، أو التمارين الشديدة.
يبدأ المرض نموذجيًا في بداية البلوغ أو نهاية المراهقة، وغالبًا بعد اتباع نظام غذائي صارم.
يؤدي هذا المرض غالبًا إلى كسب الوزن والإصابة بالسّمنة، والتي تعزز من حالات الأكل القهري. فكلما ازداد شعورك بالأسى على مظهرك واليأس من نفسك؛ كلما ازداد استخدامك الطعام كوسيلة للتغلب على ذلك. وهذا ما يدخل المريض ضمن حلقة مفرغة من: الأكل بشراهة لتحسين المزاج، فيصبح المزاج بحالة أسوأ، ومن ثم العودة للأكل للشعور بالراحة.
• عدم القدرة على التوقف عن الأكل، وفقدان المقدرة على التحكم بالطعام.
• أكل كميات كبيرة من الطعام بسرعة.
• الأكل حتى عند الشعور بالامتلاء.
• إخفاء الطعام لتناوله سرًا.
• الأكل بشكل طبيعي مع الآخرين، والنهم والأكل الشره عندما يختلون بأنفسهم.
• الأكل بشكل مستمر خلال اليوم، دون وقت منظم للوجبات.
• الشعور بالضغط والتوتر الذي لا يمكن تحمله إلا عن طريق الأكل.
• القلق والحيرة من كمية الطعام المتناولة.
• الشعور بالخدر أو الشلل أثناء نوبة النهم (فقدان التحكم بنفسه).
• عدم الشعور بالرضى والاقتناع، مهما كانت كمية الطعام المتناولة.
• الشعور بالذنب وتأنيب الضمير والاكتئاب بعد نوبة الإفراط في الطعام.
• اليأس من السيطرة على الوزن والعادات الغذائية.
بشكل عام، هناك العديد من العوامل التي تؤثر مجتمعة على قابلية الإصابة باضطراب (binge eating)، تتضمن هذه العوامل أسبابًا جينية، وعاطفية، ومكتسبة من تجارب سابقة.
يعتبر الإدمان على الطعام كغيره من أنواع الإدمان، وبالتالي يتطلب التحلّي بالعزم والإرادة للتغلب عليه.
• حاول التمييز بين الجوع الفيزيائي والجوع العاطفي.
• ركّز على نوعية الطعام الذي تتناوله، وحاول تناوله ببطء ليس فقط لتقلل الكمية المتناولة وإنما لتستمتع بالطعام أيضًا.
• حاول أن تنظم أوقات تناولك الطعام في أوقات محددة.
• حاول أن تجد نشاطات أخرى لتقوم بها حين تشعر بالملل بدلًا من تناول الطعام.
• تجنب التفكر في اتباع حمية؛ لأنّ ذلك غالبًا ما سيشعرك بالضغط والتوتر وبالتالي العودة للأكل بإفراط.
• حاول البوح بمشاعرك لشخص مقرب واطلب مساعدته.
في النهاية نجد أنّ الاعتدال في كل أمور الحياة -ومنها الطعام- هو السبيل للحياة الهانئة السعيدة؛ فإنّ كلًا من الإسراف أو التقتير على النفس سيوقع الإنسان في متاهة من الضغوطات والأمراض النفسية.
متمثلين بقوله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)
.