اكتشف علماء الفلك نوعًا جديدًا من النّظام الشّمسيّ الذي يتحدّى كلّ ما نعرفه عن تشكّل هذه الأنظمة، وهذا النّوع الجديد معروفٌ باسم (النّظام الثنائي-الثنائي’binary-binary’)، وللنّظام اثنتان من الشموس (نجوم) تدور حول بعضهما البعض بمسافةٍ قريبةٍ بشكلٍ لا يُصدّق (مثل نظامٍ ثنائيٍّ تقليديٍّ)، ولكن النّجم الأساسيّ يمتلك اثنين من الهياكل(أجسام) الضخمة التي تدور في مداره. وهذا هو أول نظامٍ (ثنائيٍّ-ثنائيٍّ) يتم اكتشافه، واكتشافه يوحي بأننا قد نكون مخطئين بمعلوماتنا حول كيفيّة تكوّن الأنظمة الشّمسيّة.
هذه ليست المرّة الأولى التي يُشكك فيها العلماء حول إدراكنا الحاليّ لكيفيّة تشكيل النّظام الشمسيّ فكوكب بلوتو و مداره الغريب لا يزال شوكةً في خاصرة أفضل الفرضيات لدينا، ولكن الأدلة الجديدة تشير إلى أن الوقت قد حان للنّظر في خياراتٍ أخرى حول كيفيّة تشكّل المراحل المبكرة للأنظمة الشمسيّة.
الآن، يعتقد معظم العلماء أن نظامنا الشمسي وغيره من الأنظمة تشكلت من خلال سحابةٍ غازيةٍ منهارةٍ تشبه القرص حول شمسنا، هذا الأمر يبدو معقولًا، ولكن لا يمكن أبدًا حساب كوكب بلوتو ومداره المائل الغريب مع هذه الفرضية، فإذا افترضنا أن بلوتو تشكّل من خلال سحابةٍ قرصيةٍ من الغازات المنهارة مثل جميع الكواكب والكويكبات الأخرى في نظامنا، لماذا لا يزال بلوتو يدور على نفس المستوى المائل ؟
وقد تمكن الباحثون من تفسير هذا التناقض عن طريق الإيحاء بأن جميع الكواكب في نظامنا الشمسي هاجرت أثناء نموها، ولكن النظام (الثنائي-الثنائي) الجديد يضرب مرةً أُخرى نموذج القرص الغازيّ المنهار، ذلك لأن الجسمين العملاقين اللذين يدوران حول النجم الأساسيّ يراكمان الكثير من الغبار والغاز أكثر مما هو ممكنٌ في ذلك السيناريو، مما دفع الباحثون إلى أن يشيروا إلى أنها تشكلت من خلال آليّةٍ أُخرى غير معروفةٍ.
ويوضح بيانٌ من جامعة ولاية فلوريدا، والتي تقود الأبحاث: <>.
والنّظام (الثنائي-الثنائي)، والذي يعرف رسميًا باسم HD 87646 شوهد لأول مرةٍ في عام [2006] ، وتشير التقديرات إلى أنه يبعد نحو [240] سنةٍ ضوئيّةٍ، ولكن كان اكتشافًا غريبًا جدًا، كما يقول الباحث BO Ma، حيث إنه استغرق ثماني سنواتٍ لجمع بيانات المتابعة باستخدام التلسكوبات المنتشرة في جميع أنحاء العالم قبل أن يستطيع الباحثون تأكيد ما شاهدوه.
ويتكون النّظام من اثنين من النجوم اللذين يبعدان عن بعضها البعض [22] وحدةً فلكيةً، ويكون تقريبًا مماثلًا للمسافة بين الشمس وأورانوس. (الوحدة الفلكية هي المسافة بين مركز الأرض والشمس)، الشمس(النجم) الأساسية هي أكبربـ [12٪] في الحجم من شمسنا، والشمس الثانوية أقل بـ [10٪] في الحجم من شمسنا، و هاتان الشمسان قريبتان جدًّا لبعضها البعض بحسب علم الفلك.
ولكن الغريب حول هذا النظام الجديد هو أن الشمس الأساسية تمتلك اثنين من الكواكب (أجسام) الضخمة التي تدور حولها، الكوكب العملاق الأول أضخم ب [12] مرّةً من كوكب المشتري، والكوكب الثاني (القزم البني أو النجم الهزيل ) أضخم بـ [57] مرّة من كوكب المشتري.
وأحجامهما كبيرةٌ بشكلٍ لا يصدق، وتلك الأجسام تبعد فقط ما بين [0.1 و 1.5] وحدةً فلكيةً عن شمسهما، وهذا يعني أنهما يبعدان تقريبًا نفس المسافة التي تبعدها الأرض عن الشمس.
الباحثون حاليًّا يستكملون المزيد من البحث و الملاحظة حول هذا النّظام في محاولةٍ لمعرفة كيف أن لهذه الأجسام أن تبقى مستقرّةً وثابتةً على الرغم من أنها قريبةٌ من بعضها البعض بشكلٍ كبيرٍ، ثم عليهم وضع فرضيّاتٍ جديدةٍ حول كيفية تشكّل هذا النظام الغريب.
لكن ما زال من السابق لأوانه أن نؤكد فهمنا لكيفية تشكيل نظامنا الشمسي، وهل تحتاج فرضيات نظامنا الشمسي إلى التغيير والتبديل أم لا، حيث إنه يمكن أن يكون ما يحدث في ذلك النّظام الغريب(الثنائي-الثنائي) شيءٌ مختلفٌ تمامًا عما يحدث في نظامنا الشمسي.
.