في سعي لتطوير تقنية كريسبر؛ اكتشاف جديد حول آلية إصلاح الخلية لحمضها!
في سعي لتطوير تقنية كريسبر كاس 9 (CRISPR-Cas9)، قام فريق من جامعة جنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة بدراسة ردة فعل الخلية للأضرار الحاصلة في حمضها النووي وكيفية إصلاحه.
وأجريت العملية على خلايا من فئران و من ذبابة الفاكهة وعلى جزء من الحمض النووي يسمى الحمض النووي المغاير (heterochromatin) والذي يتميز بأنه شريط شديد الالتفاف والانضغاط وحاوٍ على تسلسلات مكررة من الحمض النووي، وعرف لفترة ليست بقصيرة بأنه “خردة”.
ولاحظ الباحثون أن الخلية استجابت بصورة سريعة جدًا وشديدة لكسر حصل في شريط الحمض النووي المغاير هذا وكأنها دخلت في حالة طوارئ.
وفد كان من المعروف استنادًا لأبحاث سابقة أن الحمض النووي المكسور يتم سحبه لمواقع معينة من النواة تسمى المسامات النووية (Nuclear pore) والتي هي عبارة عن بروتينات معقدة في غشاء النواة؛ ولكن آلية النقل لم تكن معروفة وهي التي اكتشفت في هذه الدراسة
حيث لاحظ الباحثون أن الخلية كونت جسورًا من بروتين معين يسمى الأكتين بين طرفي الشريط المكسور والمسام النووي ومن ثم يأتي بروتين آخر يتميز بقدرته على الحركة ويسمى الميوسين والذي يسحب الحمض النووي المكسور على طول خيط الأكتين ليوصله للمسام النووي لتبدأ عملية الإصلاح.
وقد نبه البحث إلى أن الكروماتين المغاير عُرضة لما يسمى إعادة تركيب منتبذة (ectopic recombination) وفيها يتم الإصلاح بصورة غير متناسقة تسبب مشاكل عدة،
ولكن عملية النقل هذه والتي سبقت عملية الإصلاح الفعلية أدت لأن يكون الإصلاح “آمنًا” كما وصفه البحث
وقد وضح البحث الدور المحوري للأكتين والميوسين في عملية حركة الحمض النووي المغاير وإصلاح الآمنة هذه وأن أي خلل في هذا النظام سيقود لمشاكل في عملية الإصلاح وإخلال توازن الخلية
ومن الطريف أن الخبر الذي نشره موقع الجامعة عن البحث تظمن عدة مقاطع استهل كل منها بعنوان معين وكان أحد هذه العناوين “DNA repair: Don’t call it junk” أي “لا تصفه بالخردة” استهلت بأن التسلسلات المكررة من الحمض النووي كانت تسمى بإسم “سيء” وهو “خردة” في العشرين السنة الماضية ولكن منذ ذلك الوقت ظهرت وظائف مهمة لها وكذلك أمراض قد تسببها في حالة فشل إصلاحها بصورة صحيحة
من ذلك ما نشرناه قبل مدة عن الجين “الخردة” الذي تبين أنه يتحكم بتحديد جنس الجنين منفرداً! (مرفق الرابط)
ولكن معزة ولو طارت
خبر الوظيفة الجديدة للجينات الخردة