اكتشاف مجرة بدون وجود مادة مظلمة معها ..!!
ما زلنا لا نعرف الكثير عن ماهية المادة المظلمة، مؤخرًا، تم القيام باستكشافات مذهلة لبعض الآليات الديناميكية للمجرات، حيث يعتقد أن أغلب المجرات تحتوي على مادة مظلمة أكثر من المادة العادية.
لذلك تعتبر هذه المجرة المستكشفة حديثًا محيرة بشكل كبير؛ إذ إنه وفقًا للفكرة السائدة حاليًا حول تطور ونمو المجرات، فإن المادة المظلمة لا تعتبر مجرد إحدى مكونات المجرة؛ بل هي إحدى متطلبات المجرة لكي تولد في الأساس.
تبعد المجرة المسماة NGC1052-DF2 حوالي 65 مليون سنة ضوئية في كوكبة Cetus. إن حجم هذه المجرة يماثل تقريبًا حجم مجرة درب التبانة، أما بالنسبة لعدد النجوم فهي أقل بكثير من عدد نجوم درب التبانة حيث إن نجمًا واحد من مجرة NGC1052-DF2 يقابله 200 نجم في مجرة درب التبانة.
ويتميز ضوءها بالضآلة؛ حيث تستطيع فقط رؤيتها بين المجرات في صورة تلسكوب هابل. كتلة هذه المجرة قليلة بسبب قلة عدد نجومها وأيضًا قلة ما تحتويه من المادة المظلمة، وتتطابق كتلتها المرصودة مع كتلة المادة العادية (الباريونية) التي تم رصدها في هذه المجرة.
وقال المؤلف الرئيسي للبحث (بيتر فان دوكوم – Pieter van Dokkum) من جامعة ييل: ( إن استكشاف مجرة لا تحتوي على المادة المظلمة هو أمر غير متوقع؛ لأن هذه المادة غامضة وغير مرئية، وهي تشكل المادة المهيمنة على أي مجرة).
ويضيف (فان دوكوم) : (خلال العقود الماضية، كنا نظن أن المجرات تبدأ حياتها في صورة سائل من المادة المظلمة، وبعد ذلك يسقط الغاز في حفر من المادة المظلمة ويتحول إلى نجوم والتي تنمو ببطء، لتنتهي على شكل مجرة مثل درب التبانة، لكن وجود المجرة NGC1052-DF2 شكل تحديًا للنماذج القياسية حول كيفية تشكل المجرات).
ويضيف أيضًا : ( بالإضافة إلى ذلك تشكل هذه المجرة مجالًا كبيرًا لدراسة المادة المظلمة، كونها لا تحتويها، ولكنها تحتوي فقط على نجوم، ستساعدنا المجرة NGC1052-DF2 على إثبات أن المادة المظلمة موجودة في مجرات أخرى وهي منفصلة عن المادة العادية (الباريونية).
لقد اكتشف (فان دوكوم) وفريقه المجرة باستخدام مصفوفة تلسكوب (Dragonfly) والتي قاموا بتصميمها خصيصًا لتصوير الأجسام الباهتة جدًا، حيث قاموا بمتابعة أرصاد تلسكوبات أخرى لهذه المجرة، وقد تم تصنيفها على أنها (مجرة منتشرة هائلة) وذلك بسبب حجمها الهائل وخفتها الكبير.
ووجد الباحثون مجموعة كبيرة غير عادية من العناقيد الكروية، وهي مجموعات على شكل كرة تضمن عادة بين 100000 إلى 1 مليون نجم، ووجدوها تتحرك ببطء شديد حول مركز المجرة على عكس ما توقعوا.
لقد استخدموا معلومة سابقة والتي تحدد كتلة المجرة بسرعة الأجسام حولها، وذلك لحساب كتلة مجرة NGC1052-DF2، حيث إن قلة كمية المادة المظلمة جعلت هذه المجرة لا تشبه أي مجرة أخرى قد اكتشفت من قبل.
وقال (دوكوم) : (يبدو الأمر وكأنك بدأت بصناعة مجرة ما وكان لديك فقط الهالة النجمية والعناقيد الكروية، لكنك قد نسيت بطريقة ما بعض الأشياء الأخرى).
ويضيف قائلًا : ( لا توجد نظرية تشرح طريقة نشوء مثل هذا النوع من المجرات، حيث أن هذه المجرة هي لغز معقد حيث تبدو جميع الأشياء غريبة).
هناك تفسير واحد يشرح وضع هذه المجرة، وهو أن توجد مجرة أخرى تدعى بـ NGC 1052 وهي مجرة إهليلجيه شديدة الكثافة تهيمن على هذه المجرة وقد قامت المجرة المهيمنة بلعب دور في تشكل المجرة NGC1052-DF2.
ووفقًا للتقرير الذي يشرح هذا التفسير، فإن المجرة NGC1052-DF2 قد تشكلت من انهيار الغاز نحو المجرة NGC 1052، لكن هذا الغاز لم يكمل طريقه نحوها وبالتالي تشكلت المجرة NGC1052-DF2.
ومن الممكن أيضًا أن تكون المجرة NGC1052-DF2 قد تشكلت بسبب الغاز الذي قذف من اندماج مجرتين، أو تكون المجرة NGC1052-DF2 قد تأثرت بحدث كوني هائل قام بقذف الغاز والمادة المظلمة خارج هذه المجرة.
ولكن لم يقدم أي من هذه الافتراضات المتضاربة شرحًا لسبب خصوصية هذه المجرة، لذلك يقوم فريق البحث باستخدام مصفوفة تلسكوب (Dragonfly) بالبحث عن مجرات تشبه المجرة NGC1052-DF2 وذلك على أمل أن يستطيعوا البدء بتجميع صورة إحصائية عن هذا النوع من المجرات.
ويقول (دوكوم): (إن لدى جميع المجرات التي نعرفها من قبل مادة مظلمة، وهي منظمة بمجموعة من الفئات المتشابهة مثل المجرات الحلزونية أو الإهليلجية”.
المصدر : https://www.sciencealert.com/galaxy-ncg1052-df2-no-dark-matter-ultra-diffuse-dragonfly-array