اكتشاف نوع جديد من الخلايا في جسم الإنسان!!
تتوالى الاكتشافات في جسم الإنسان، ولا يزال العلماء يحاولون اكتشاف خباياه رغم صغر حجمه.
نشرت مجلة (Nature Neuroscience) بتاريخ 27 آب بحثًا جديدًا عن اكتشاف نوع من الخلايا العصبية الحديثة والتي يُعتقد حتى الآن أنها موجودة فقط عند الإنسان، وتوجد هذه الخلايا في الدماغ ولها القدرة على إسكات باقي الخلايا.
خلايا (rosehip): خلايا على شكل ثمار الورد، وهي عبارة عنمجموعة متنوعة من خلايا الدماغ اكتشفت حديثًا، أي أنها خلايا مدمجة ومكثفة، وهي مسؤولة عن إخبار باقي الخلايا العصبية بالسكوت (التثبيط).
ما يجعل هذه الخلايا مثيرة للاهتمام أنَّها لم تُكتشف إلا في الخلايا العصبية للإنسان فقط، ولكن من الممكن أن يتغير سريعًا هذا الاعتقاد لأننا أصبحنا نعرف ما الذي نبحث عنه في الأنواع الأخرى من الكائنات الحية.
من المثير للدهشة أن هذه النتائج المبدئية توصل لها مجموعتان مختلفتان من الباحثين وبطرق مختلفة، وبعد ذلك قام الفريقان بتوحيد وتنظيم أبحاثهم معًا في تحليل هذا الاكتشاف بدلًا من التنافس.
فقد أُخذت عينات من الطبقة الأولى للقشرة المخية الحديثة.
التسمية:
تبدو هذه الخلايا تحت المجهر غريبة وشاذة قليلًا فإنها تبدو مدمجة (متراصة) وتأخذ شكل الأشجار الملتفة، وهذا الشكل يذكرنا بشكل الوردة التي تمت إزالة بتلاتها المحيطة بها ومن هنا سميت هذا الخلايا (rosehip).
اكتشف الباحثون أيضًا وجود نوع من البروتينات التي تغطي أغشية الخلايا العصبية والتي تم تصنيفها فيما بعد على أنها نوع متميز من أنواع الخلايا التي لا توجد فقط في الإنسان، ولكن لا يوجد لها مثيل في خلايا الجهاز العصبي للفأر شديد الفحص أيضًا.
وقام العلماء بتصنيف هذه الخلايا إلى عشرة أنواع وتعرف ب (الخلايا المنتجة لحمض الغاما أمينوبيوتيريك GABAergic interneuron)، وذلك اعتمادًا على التشريح والجينات التي يتم تنشيطها عن طريق الخلايا.
تواجدها في دماغ الإنسان:
الطبقة الأولى في القشرة المخية الحديثة ليست ممتلئة بالخلايا العصبية، ولكن الخلايا الموجودة فيها عمومًا ترتبط ارتباطا جيدًا بالألياف التي تمتد قريبًا وبعيدًا في أجزاء الدماغ، ويبدو أن الخلايا المكتشفة حديثًا (rosehip) تمثل فقط ما يقرب من 10 إلى 13% من الخلايا العصبية المثبطة لنشاط الجهاز العصبي في الطبقة الأولى، ويندر وجودها في باقي أجزاء الدماغ.
وبالنظر للأمر بمجمله من أماكن تواجدها وتركيبة هذه الخلايا المكتشفة حديثًا (rosehip) فيبدو أنَّها تقوم بدور عالي الدقة في حجب ومنع الإشارات من خلايا الإثارة والتنشيط للجهاز العصبي.
يقول عالم الأعصاب تريجيف باكن من معهد الين لعلم الدماغ أننا كلنا نمتلك خلايا عصبية للإثارة وأخرى للتثبيط ولكن هذا النوع من خلايا التثبيط المكتشفة حديثًا محل اهتمام ودراسة .
أهمية أخرى لها:
قد تساعدنا هذه الخلايا في فهم الاختلافات الأساسية بين الأنواع وذلك لعدم وجودها في الفئران، ولكن بمزيد من الأبحاث قد يكون من الممكن أن تُكتشف في الحيوانات الرئيسية أو أي حيوانات أخرى.
ولكن عندما نجد اختلافًا كبيرًا بين تركيب ووظائف الخلايا العصبية في دماغ الإنسان وأدمغة الفئران فهذا سبب جيد كي نتوقف ونأخذ حرصنا ونسجل الكثير من الملاحظات، ذلك أنَّ الفئران نموذج مهم نعتمد عليه في دراساتنا بدل الدراسة على البشر، فلها فوائد (مقارنة مع غيرها من الحيوانات) تشمل سهولة الحصول عليها وسرعة دورات التكاثر وقصر حياتها، ولذلك فقد تكون الفئران نقطة بداية جديدة في دراسات علم الأعصاب.
فكلما استطعنا أن نفهم أكثر عن التباعد والاختلاف بين أدمغتنا و أدمغة الفئران والصفات العصبية المتشابهة بيينا فإنَّ استنتاجاتنا ستصبح أكثر دقة.
وستكون الخطوة القادمة للباحثين هي تطوير خرائط دقيقة توضح تنظيم هذه الخلايا العصبية المكتشفة حديثًا (rosehip) في ارتباطها بالمنطقة الهرمية من الخلايا العصبية.
وسبحان الله، كلما ظنَّ الإنسان أنه ارتقى بعلمه لدرجةٍ لم يعد معها بشرًا كما كان البشر رأى أن جسده البشري أعقد من كل ما توصل له من العلم، وفهم قوله تعالى {{ وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}} [الإسراء: 85] وذكر قوله تعالى: {{ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}} [طه: 114]
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا.