سنستعرض سريعًا ما ذكرناه في الجزء الأول من سلسلتنا عن “مرض نقص المناعة المكتسبة “AIDs:
• تحدثنا أولًا عن جهاز المناعة في الجسم، وهو المستهدف الرئيسي للفيروس، فهذا المرض يستهدف جهاز المناعة وخاصة خلية محددة فيه تعد من أهم الخلايا.
• قلنا: إن المناعة في الإنسان نوعان، قد تكون طبيعية (Innate) يولد بها الإنسان، وتوجد في كل البشر على السواء، وقد تكون حواجز كيميائية مثل: الدموع واللعاب، حيث يكون فيها أجسام مضادة ضد البكتريا (IgA)، وقد تكون ميكانيكية مثل: الجلد، يحول دون دخول بكتيريا عديدة، وأجسام مضادة معينة تنتقل من الأم للجنين تكسبه مناعة أثناء الحمل أو أثناء الرضاعة، بالإضافة لخلايا معينة في الدم؛ وهذه المناعة بكاملها خط الدفاع الأول ضد أي ميكروب.
• النوع الثاني: التلاؤمية (Adaptive) وتنقسم إلى نوعين: خلطية (Humoral) حيث تُنتج أجسامًا مضادة (Abs) من الخلايا البائية (B-lymphocytes) تكون مخصصة لمهاجمة ميكروبات معينة (وتسمى مناعة بائية)، وقد تكون خلوية (Cell-Mediated) عن طريق الخلايا التائية (T-Lymphocytes) (وتسمى مناعة تائية)، من أهم الخلايا فيها والتي سنتحدث عنها هي (CD4-T Helper-Lymphocytes) وهي التي تساعد كل خلايا الجهاز المناعي للقيام بوظيفته.
(HIV) أو (Human Immunodeficiency Virus).
أول حالة سُجلت بهذا المرض ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية سنة (1981) لمريض يعاني من تعب في رئته؛ بسبب عدوى فطرية تسمى (P. jiroveci)، وهي عدوى فطرية تصيب مرضى الإيدز خاصة، والجدير بالذكر هنا أن هذا المريض كان مثليّ الجنس، إذ أنّ النسبة الأكبر الحاملة للفيروس بين الشواذ جنسيًا (Homosexuality)!
وبعد ذلك سنة (1982) بدأت حالات تظهر لها نفس الأعراض، لكن مع الإصابة بأنواع مختلفة من البكتريا أو الفيروسات أو الفطريات في الشخص الواحد… وكل ذلك بسبب نقص المناعة الذي سبّبه الفيروس!
وقد أقرت منظمة الصحة العالمية (WHO) أنه منذ ظهور المرض إلى وقت قريب تسبب الفيروس في قتل (25) مليون إنسان، ويسبب موت (2) مليون إنسان سنويًا!!
فما هذا الفيروس الذي ليس له علاج شافٍ كافٍ حتى الآن!! تابعوا معنا…
هذا الفيروس من النوع (RetroViruses) أي أن الجينوم بداخله عبارة عن (RNA) وليس (DNA) (جينوم خلايا الإنسان، والتي يهاجمها الفيروس هو DNA)
وهو قد يكون (HIV-1) أو (HIV-2) المنتشر في جنوب إفريقيا وبعض الأماكن وهو أقل وطأة من (HIV-1)، لكن كلا النوعين لهما نفس الدورة الحياتية ونفس المرض.
يدخل هذا الفيروس الجسم عن طريق الممارسة الجنسية سواء بين الشواذ جنسيًا أو بين الجنسين، وقد ينتقل إلى الجسم عن طريق نقل الدم من مريض مصاب بالفيروس، ونقول نقل دم كامل وليس مجرد خدش إبرة أو ملامسة دم مريض مصاب بالفيروس؛ لأن الجرعة التي من المفترض أن تنقل المرض عالية، غير أن هناك نسبة (0.3 %) فقط ظهر فيهم المرض من مجرد خدش بإبرة مريض مصاب. وبسهولة جدًا تنقل الأم المصابة بالفيروس المرض إلى ابنها: إما عن طريق المشيمة أثناء الحمل، أو أثناء الولادة واختلاط دمها مع دمه، أو حتى أثناء الرضاعة!
ولا يوجد أي دليل واحد حتى الآن مقنع بأن الفيروس قد ينتقل عن طريق البعوض أو الحشرات الماصة للدم.
في الجزء القادم والأخير -إن شاء الله- سوف نتحدث عن مراحل المرض التي تظهر على المريض، وكيف أنه قد يعيش لعشر سنوات أو يزيد دون أن يظهر عليه عرض واحد أو يعاني من أي شيء!
ونختم بمحاولات العلاج حتى الآن إن شاء الله
دمتم بصحة وعافية
المصادر: Rubin’s Pathology Clinicopathologic Foundations of Medicine 6th Edition. Pages 148, 149, 150, 152
مصدر الصورة : Robbins Basic Pathology (9th Edition، Page 148