يتكرر حدوث الاعتدال مرتين كل عام، المرة الأولى في آذار (مارس)، والثانية في أيلول (سبتمبر)
حيث تكون الشمس متعامدة على خط الاستواء، ويتساوى -تقريبا- الليل والنهار في كل الأرض
الاعتدال ما بين الشمال والجنوب
تكون الفصول متعاكسة في نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، وكذلك الانقلابان الصيفي والشتوي والاعتدالان الربيعي والخريفي، ففي حين يكون اعتدال أيلول الاعتدال الخريفي في نصف الكرة الشمالي مؤذناً ببدء فصل الخريف، يكون اليوم نفسه الاعتدال الربيعي في نصف الكرة الجنوبي مؤذناً ببدء فصل الربيع
توقيت الاعتدال
سيقع الاعتدال غداً الاثنين، الثالث والعشرين من شهر أيلول، الساعة 7:50 صباحا بحسب التوقيت العالمي.
وستعبر الشمس خط الاستواء السماوي في هذه اللحظة من الشمال إلى الجنوب، لتصل بعد ذلك إلى مدار الجدي في شهر ديسمبر القادم.
الاعتدالان والانقلابان وتعاقب الفصول
يعتقد بعض الناس خطأً أن بعد الشمس وقربها هو ما يسبب تعاقب الفصول، بينما السبب الحقيقي لذلك هو ميلان محور دوران الأرض، الأمر الذي يسبب اختلاف زاوية سقوط أشعة الشمس على خطوط العرض المختلفة وتفاوت ساعات الليل والنهار
معلومات سريعة:
1- اعتدال أيلول هو ثاني اعتدال في العام، بعد اعتدال آذار.
2- الاعتدال لحظةٌ واحدةٌ وليس يوماً كاملاً
وهي لحظة عبور الشمس لخط الاستواء السماوي، من الشمال إلى الجنوب في اعتدال أيلول، ومن الجنوب إلى الشمال في اعتدال آذار
3- يقع الاعتدال عادة في الثاني والعشرين(22) أو الثالث والعشرين(23) من أيلول في كل عام، لكنه قد يقع بشكل نادر في الحادي والعشرين(21) أو الرابع والعشرين(24) من نفس الشهر
لم يحدث اعتدال أيلول في الحادي والعشرين(21) منذ عدة آلاف من السنين، لكنه سيحدث في هذا التاريخ مرتين في هذا القرن، عامي 2092 و 2096.
بينما كان آخر اعتدال وقع في الرابع والعشرين (24) من أيلول في عام 1931، والتالي سيكون في عام 2303.
ويعود سبب اختلاف توقيت الاعتدال إلى نظام التقويم، حيث تعتمد أغلب الدول التقويم الغريغوري (التقويم الميلادي) الذي تتكون السنة العادية فيه من 365 يومًا، والسنة الكبيسة من 366 يومًا، وكلاهما يختلف عن السنة المدارية.
السنة المدارية هي المدة التي تحتاجها الأرض للدوران حول الشمس دورةً واحدة، وتساوي تقريبًا 365.242199 يوما أرضيًّا، وتختلف بشكل طفيف من سنة إلى سنة بسبب تأثير الكواكب الأخرى.
4- في هذا اليوم يتساوى الليل والنهار، لكن ليس تماما!
في هذا اليوم يتساوى الليل والنهار تقريبا في كل الأرض، لكن باختلافات بسيطة لعدة أسباب منها
أ- أن الشمس تشرق قبل موعدها الحقيقي وتغرب بعد غروبها الحقيقي ببضع دقائق بسبب انكسار أشعتها في الغلاف الجوي
ب- الطبيعة الجغرافية للمنطقة من ارتفاع وانخفاض
5- تحتفل العديد من الحضارات بهذا اليوم عبر العالم.
يصف ابن قتيبة الدينوري (توفي 276هجري) الاعتدالين والانقلابين ومنازل الشمس في كتابه (الأنواء في مواسم العرب) فيقول:
أما أصحاب الحساب فيحددون أوقات فصول السنة بحلول الشمس بنجم من هذه النجوم الثمانية والعشرين، ويجعلون لكل زمان من الأزمنة الأربعة سبعة أنجم منها.
ويبدؤن من الأزمنة بالفصل الذى تسميه عوام الناس الربيع، وهو عند العرب الصيف.
ونجوم هذا الفصل الشرطان، والبطين، والثريا، والدبران، والهقعة، والهنعة، والذراع.
والشمس تحلّ بالشرطين بالغداة لعشرين ليلة تخلو من أذار، فتسترها وتستر المنزل قبلها فلا يزال الشرطان مستورين إلى أن يطلعها بالغداة لست عشرة ليلة تخلو من نيسان، فيكون بين حلول الشمس بهذا المنزل وبين أن تبدو لعيون الناظرين بالغداة ستة وعشرون يوما، وذلك نوءان، وعلى هذا سائر هذه المنازل فى حلول الشمس بها وطلوعها.
وإذا حلّت الشمس برأس الحمل، اعتدل الليل والنهار، فصار كل واحد منهما اثنتى عشرة ساعة يوما واحدا وليلة واحدة.
ثم يزيد النهار وينقص الليل إلى أن يمضى من حزيران اثنتان وعشرون ليلة، وذلك بعد أربع وتسعين ليلة من وقت اعتدالهما. وينتهى طول- النهار وينتهى قصر الليل.
وينقضى فصل الربيع، ويدخل الفصل الذى يليه، وهو الصيف، ودخول الصيف بحلول الشمس برأس السرطان ونجومه النثرة، والطرف، والجبهة، والزبرة، والصرفة، والعوّاء، والسماك.
ثم يأخذ الليل فى الزيادة والنهار فى النقصان إلى ثلث وعشرين ليلة تخلو من أيلول، وذلك ثلث وتسعون ليلة، وعند ذلك يعتدل الليل والنهار ثانية، فيكون كل واحد منهما اثنتى عشرة ساعة يوما واحدا وليلة واحدة. وينقضى فصل الصيف ويدخل فصل الخريف ودخول فصل الخريف بحلول الشمس برأس الميزان. ونجومه الغفر، والزبانى، والإكليل، والقلب، والشولة، والنعائم، والبلدة. ثم يأخذ الليل فى الزيادة، والنهار فى النقصان إلى أن يمضى من كانون الأول أحد وعشرون يوما وذلك تسع وثمانون ليلة. وعند ذلك ينتهى طول الليل، وينتهى قصر النهار، وينقضى فصل الخريف. ويدخل فصل الشتاء بحلول الشمس برأس الجدى [وهو سعد الذابح] ونجومه سعد الذابح، وسعد بلع، وسعد السعود، وسعد الأخبية، والفرغ المقدّم والفرغ المؤخّر والحوت، ويأخذ النهار فى الزيادة والليل فى النقصان، الى أن تعود الشمس إلى رأس الحمل، ويعتدل الليل والنهار، وينقضى فصل الشتاء. وذلك تسع وثمانون ليلة وربع.
فجميع أيام السنة على هذا العدد ثلاثمائة وخمسة وستون يوما وربع.
وهذا الحساب لا يتغير ولا يزول على مرّ الدهور.
المصادر: 1 2 3 4 (كتاب الأنواء في مواسم العرب لابن قتيبة الدينوري)