يعدُّ هذا المرض من أكثر الأمراض انتشارًا حول العالم، فالنسبة الأكبر ممن يسجل دخولهم إلى المستشفيات؛ إنما أُدخلوا بسبب أمراض في الجهاز التنفسي، سواءً أمراض الجهاز التنفسي الفيروسية المعدية، أو الالتهاب الرئوي والتهاب القصبة الهوائية، أو التهاب الشعب الهوائية. فكان لزامًا علينا نشر ما ينفع الناس، وتثقيف الأهالي حول الوقاية منه وكيفية التعامل معه.
سنتحدث في المقال الأول عن أنواعه وأعراضه، ثم نتابع في المقال اللاحق بإذن الله، عن سبل الوقاية والطريقة المثلى لتعامل الأهل مع الحالة إن وجدت.
بدايةً، لماذا اخترنا أن يكون هذا المقال عن الالتهاب الرئوي الحاد عند الأطفال تحديدًا؟!
الأرقام التالية تجيبكم على السؤال:
1- يصاب سنويًا بالالتهاب الرئوي أكثر من 100 مليون طفل، أكثر هذه الحالات في دول العالم الثالث.
2- الالتهاب الرئوي أكثر أسباب دخول الأطفال إلى المستشفيات والمراكز الصحية حول العالم (بما في ذلك الدول المتقدمة).
3- الالتهاب الرئوي الحاد هو السبب الأول لوفاة الأطفال في أغلب الدول.
4- تثبت الإحصاءات الطبية أن 61% من الأطفال (دون الخمس سنوات) الذين يموتون سنويًا خارج المستشفيات؛ إنمّا يموتون بسبب الالتهاب الرّئوي الحاد.
5- الالتهاب الرّئوي من أكثر 10 مسببات للوفاة بين الكبار والصغار حول العالم.
6- أما السبب الأهم لتخصيص هذا المقال للحديث عن الأطفال دون غيرهم؛ هو أن توعية الأهالي بهذا المرض من شأنها أن تقلل من حالات الوفاة وبدرجة كبيرة جدًا، فالوقاية من هذا المرض أو علاجه ليس أمرًا صعبًا إن تصرف الأهل بالشكل الصحيح وكانت لديهم دراية بهذا المرض.
ما هو الالتهاب الرئوي الحاد؟
هو عدوى بكتيريّة أو فيروسيّة أو فطرية قد تؤدي إلى تهتك جزء كبير من نسيج الرئة أو حتى تدمير الحويصلات الهوائيّة وغالبًا ما يصيب الأطفال دون سن الثالثة.
ما هي أنواع الالتهاب الرئوي الحاد؟ وما هي أعراضه؟
يمكن تقسيم أنواع الالتهاب الرئوي الحاد من حيث مستوى التضرر في الرئة إلى أربعة أنواع، تزيد خطورتها بزيادة رقم النوع:
1- الالتهاب الرئوي الشعيبي: يكون الالتهاب في الرئة، محصورًا حول الشعيبات الهوائية التي تنقل الهواء إلى داخل الرئة، وأكثر من يصاب به هم الأطفال ما بين سنة إلى سنتين، ويتميز بالأعراض التالية:
أ- ارتفاع درجة الحرارة للطفل بسرعة إلى حدود 39 درجة، وتستمر من 5 إلى 7 أيام.
ب- تدهور الحالة الصحية للطفل.
ج- بداية السعال عند الطفل أو زيادته في حال وجوده سابقًا.
د- ظهور علامات القصور الرئوي.
2- الالتهاب الرئوي القطعي: يمتد الالتهاب ليشمل قطاعًا كاملًا من الرئة (إذ أنَّ الرئة تتكون من فصين “للرئة اليسرى” وثلاثة “للرئة اليمنى” ويحوي كل فص عدة قطاعات)، ويصاب به غالبًا الأطفال من 3 إلى 7 سنوات. أما أعراضه فهي كالآتي:
أ- ارتفاع حاد بالحرارة قد تصل إلى 40 درجة مئوية.
ب- نادرًا ما يصاحبه سعال.
ج- ألم في الصدر والبطن في أغلب الحالات.
3- الالتهاب الرئوي الفصي: وهنا يكون الالتهاب في كامل الفص أو حتى أكثر من فص واحد في بعض الحالات، وأعراضه تظهر كالآتي:
أ- دوار وألم في الرأس.
ب- يبدأ بشكل قوي جدًا ويصف الأطباء بدايته بأنها عاصفة.
ج- ارتفاع في الحرارة.
د- قشعريرة وبرد شديدين.
ه-نادرًا ما يكون هناك سعال.
و- إقياء.
ز- ألم يمين أسفل البطن أو حول السرة.
ح- جفاف في اللسان.
4- الالتهاب الرئوي الخلالي: وهو أصعب حالات الالتهاب الرئوي، حيث يصيب الالتهاب الحويصلات الهوائية، الأمر الذي قد يؤدي إلى فقدان أغلب وظائف الرئة بشكل سريع، وظهور أعراضٍ حادّة في أغلب أو كل أجهزة الجسم. يظهر هذا النوع غالبًا عند حديثي الولادة والأطفال الخدّج (الخدج هم الأطفال الذين يولدون قبل الأسبوع السابع والثلاثين للحمل)، أو عند الأطفال المصابين بالأنيميا وأمراض نقص المناعة. أما أعراضه فتبدو كالآتي:
أ- تحوّل لون الجسد إلى الأزرق.
ب- ضيق في التنفس.
ج- خلل في الجهاز العصبي والهضمي.
د- انتفاخ في الصدر.
ه- سعال وارتفاع في الحرارة.
كذلك يمكن تقسيم المرض من حيث مصدر الإصابة: إلى التهاب رئوي حاد منزلي، وآخر في المستشفى. والفرق بينهما، أن الذي يصيب الطفل أثناء وجوده في المستشفى هو الأخطر، ذلك أنَّ الطفل كان قد دخل المستشفى بسبب أمراض أخرى تجعل من جسمه فريسة سهلة للأمراض المعدية وتسرع من ظهور الأعراض.
وسنتحدث في المقال اللاحق عن سبل الوقاية والطريقة المثلى لتعامل الأهل مع الحالة إن وجدت.