الموضوع غريب نوعًا ما، حيث يتمثل الانتباذ الرحمي بكون النسج المبطنة طبيعيًا لداخل الرحم موجودة خارج الرحم، ويمكن أن يحصل في المبيضين أو قناة فالوب، وفي حالات نادرة يمتد إلى ما خلف الأعضاء ضمن الحوض.
ما المشكلة في هذا؟
كما تعلمين بأن الدورة الشهرية التي تنتهي بالطمث (menopause) تتمثل بنزف عند الأنثى البالغة فسيخضع هذا النسيج المنتبذ لنفس التبدلات الشهرية التي تحدث للرحم، لكن في أماكن أخرى!
ومن هنا تأتي خطورتها في حال كانت ضمن مكان حيوي؛ كأن تكون في القناة الناقلة للبيوض فتسبب التصاقات وتليفات خطيرة.
الأعراض:
أهم أعراضه ومضاعفاته هي:
١. عسرة الطمث dysmenorrhea.. ونقصد بذلك وجود ألم حوضي يزيد بشدة في فترة الطمث.
٢.ألم أثناء الجماع Pain with intercourse.
٣.عقم Infertility: وهو غالبًا أول تشخيص يكون عند المرأة العقيم.
٤.نزف غزير في فترة الطمث.
-ملاحظة ١: شدة الألم لا تتماشى مع السير السريري للمرض، فلا تظني إنْ أصابكِ ألم شديد أن حالتكِ شديدة. وبالمثل قد يكون المرض في مرحلة متقدمة ولا يوجد ألم على الإطلاق.
-ملاحظة ٢: غالبًا ما نواجه كأطباء صعوبة في تشخيص هذا المرض، وذلك لأن أعراضه تشبه أعراض أمراض أخرى أكثر شيوعًا مثل متلازمة الأمعاء الهيوجة والداء الالتهابي الحوضي.
كما لاحظتم أن أغلب الأعراض تكون خطيرة ومزعجة أحيانًا في الحياة اليومية (كالنزف والألم مثلًا)
ومن ثم ننصحكِ بزيارة الطبيب في حال ظهور أي من هذه الأعراض.
الأسباب:
ليس هنالك سبب محدد، وقد يكون السبب ما يلي:
١. الحيض المرتجع: في الحيض المرتجع، يتدفق دم الحيض الذي يحتوي على خلايا بطانة الرحم من خلال قناة فالوب إلى تجويف الحوض بدلًا من أن يتدفق خارج الجسم، فتلتصق هذه الخلايا بجدار الحوض وعلى سطح الأعضاء الحوضية حيث تزداد سماكتها ونزيفها في كل دورة طمثية.
٢.تحول الخلايا الصفاقية: في البطن هناك ما يدعى الخلايا الصفاقية.. يظن العلماء أن هذه الخلايا قد تصبح خلايا بطانية رحمية تحت تأثير الحث الهرموني أو عوامل أخرى.
٣.قد يحصل بعد العمليات الجراحية على الرحم.
٤.انتقال خلايا بطانة الرحم:
قد تَنقُل الأوعية الدموية أو اللمفاوية خلايا بطانة الرحم إلى أجزاء أخرى من الجسم.
٥.اضطراب النظام المناعي:
من المحتمل أنَّ حصول مشكلة في جهاز المناعة قد تجعل الجسم غير قادر على رصد وتدمير أنسجة بطانة الرحم التي تنمو خارج الرحم.
عوامل الخطورة:
إن عبارة “عوامل الخطورة”
تعني أنكِ قد تكونين مؤهبة لإصابتك بهذا الاضطراب في حال وجود واحد او أكثر مما يلي:
١.عدم الإنجاب.
٢.البلوغ المبكر.
٣.دورة شهرية في عمر متقدم.
٤.الكحولية.
٥.شذوذات الرحم.
ومن أهم المضاعفات المرضية التي قد تحدث:
١. العقم: وذلك غالبًا بسبب انسداد القناة الناقلة للبيوض.
٢.سرطان المبيض: حيث وجد أن نسبة النساء المصابات بالانتباذ الرحمي أكثر عرضة للإصابة بسرطان المبيض.
وأخيرا تُشَخَّص الحالة بعد إجراء الفحوصات وأخذ صور شعاعية
وقد نحتاج أحيانًا لتنظير البطن لتأكيد التشخيص.
لكن، العلاج موجود
ويكون العلاج إما محافظًا (أي بإعطاء أدوية هرمونية تنقص من قدرة الخلايا البطانية المنتبذة)
أو جراحيًا (كأن تستأصل الكتلة المنتبذة في حال سدِّها للقناة الناقلة للبيوض في حال رغبْتِ بالحمل)
يُعطى مع العلاج الأساسي مسكنات ألم ومهدئات.
دمتنَّ بخير دائمًا!