البدانة!
ما سببها؟ وهل للأمر أهمية؟
ازدادت حالات البدانة كثيرًا مع تطور الحياة، وذلك لانتشار الأطعمة السريعة ونمط الحياة الخامل وابتعاد الناس عن ممارسة الرياضة أو النشاط عمومًا، ولكن كيف تعرف أنّك مصاب بالسمنة أو بزيادة الوزن؟
يعتمد الأطباء عادةً على مؤشر كتلة الجسم BMI (تعرف عليه أكثر واحسبه لجسمك من الرابط في التعليقات). وعلى قياس محيط الخصر، ومن جهة أخرى يعتمد آخرون على أساس نسبة الدهون في الجسم، وهي كالتالي:
– الرجل: يعتبر بدينًا عندما تكون النسبة المئوية للدهون في الجسم أعلى من 25 ٪، وتعد نسبة 21-25 ٪ مقبولة.
– المرأة: تُعتبَر بدينة عندما تكون النسبة المئوية للدهون في الجسم أعلى من 33 ٪، وتكون نسبة 31-33 ٪ مقبولة.
#سؤال يهمكم جميعًا:
هل فقط كثرة الطعام هي ما تسبب زيادة الوزن؟
الآن بعد أن علمت كيف تُحدد حالة زيادة الوزن، ربما تتساءل ما الذي يترافق مع البدانة، وماهي الأمراض المؤهبة لها؟ وغيرها من الأمور التي سنناقشها في مقالنا هذا…
بدايةً عليك أن تعرف أن البدانة حالة طبية جديِّة وخطيرة يمكن أن تُسبب مضاعفات عديدة سنذكرها في الفقرات التالية…
تنجم حالة زيادة الوزن عن زيادة عدد وحجم الخلايا الدهنية في الجسم والتي تكون #أسبابها:
أ- عدم التوازن الطاقي: بمعنى أن الداخل من الطاقة يتجاوز الخارج منها، وتقاس هذه الطاقة بـ الكالوري (السعرة الحرارية، وقد تحدثنا عنه في مقال سابق) فتكون:
1. الطاقة الداخلة IN: كمية السعرات الحرارية التي تحصل عليها من الطعام والشراب.
2. الطاقة الخارجة Out: مقدار السعرات الحرارية التي يستخدمها جسمك لأشياء مثل التنفس والهضم والنشاط البدني وتنظيم درجة حرارة الجسم وغيرها.
فتحدث زيادة الوزن والبدانة بمرور الوقت عندما تأخذ سعرات حرارية أكثر مما تستخدم.
ب- حالة مرضية طبية:
1. متلازمات وراثية: كمتلازمة كوهين Cohen syndrome، ومتلازمة آلستروم Alstrom syndrome وغيرها…
2.أمراض غديّة: كقصور الدرق، وداء السكري، ومتلازمة كوشينغ، وبعض الأورام كالورم القحفي البلعومي (قد يتطور جانب الجزء الدماغي المسؤول عن التحكم بالجوع).
ج- كما تُسبب بعض الأدوية البدانة أو السمنة.
إن هذه الحالات الطبية تُشخَّص بمعزل عن البدانة وتُستطَب بعلاج دوائي مع متابعة طبية متخصصة، كما يجب الإشارة أنه لا يمكن إيقاف أي دواء حتى لو كان مسببًا للسمنة دون استشارة الطبيب المعالج الذي يحدِّد إمكانية إيقاف هذا الدواء أو إعطاء بديل.
هل البدانة #خطيرة؟
في الحقيقة تساهم البدانة في التسبب للإنسان بعدة أمراض. وقد أشرنا سابقًا أن البدانة حالة طبية خطيرة وجديِّة، حيث أن الوزن الزائد يُزيد من خطر العديد من المشاكل الصحية بما في ذلك:
1. داء السكري من النوع 2.
2. ارتفاع ضغط الدم.
3. أمراض القلب والسكتات الدماغية.
4. أنواع معينة من السرطان: كسرطان الثدي أو سرطان الأمعاء.
5. متلازمة توقف التنفس أثناء النوم.
6. التهاب المفصل التنكسي (الفصال العظمي).
7. أمراض الكبد الشحمية.
8. أمراض الكلية.
9. مشاكل حملية (عند النساء): مثل ارتفاع نسبة السكر في الدم أثناء الحمل وارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر استطباب الولادة القيصرية.
10. كما تؤثر البدانة على نوعية الحياة مؤدية لمشاكل نفسية كالاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس.
#العلاج
الآن بعد أن تعرفت على أسباب البدانة والأمراض التي تؤهب لها، سنتطرق لكيفية #علاجها؟
إن علاج زيادة الوزن والبدانة يعتمد على المسبب وشدة الحالة، حيث يجب استشارة طبيب مختص للإشراف على العلاج. وتشمل العلاجات الممكنة:
أ- تغييرات في نمط الحياة: للوصول للوزن المثالي والصحي قد يوصي طبيبك باتباع تغيرات صحية طول الحياة في نمط حياتك مثل:
1. تناول طعام صحي للقلب.
2. الرياضة والتمارين البدنية.
3. النوم بكميات كافية: حيث أظهرت بعض الدراسات وجود علاقة بين الحرمان من النوم والبدانة.
ب- البرامج السلوكية لخسارة الوزن: حيث يشرف أخصائي تغذية متمرِّس على الخطة المتبعة لإنقاص الوزن متضمنًا: اتباع نظام غذائي معتدل ومنخفض السعرات الحرارية، والأهداف المرجوة من النشاط البدني، والاستراتيجيات السلوكية لمساعدتك على إجراء هذه التغييرات في نمط الحياة والمحافظة عليها.
ج- الأدوية: ويلجأ لها الطبيب المعالج في حال عدم تحقق الفائدة من العلاجات السابقة وتعمل على قسمين:
1. الدماغ: حيث تغير هذه الأدوية من الطريقة التي ينظم بها الدماغ الرغبة في تناول الطعام (أي تقلل الشهية وتُفقد المرء الرغبة بتناول الطعام، إلا أنَّه ثبتَ لمعظمها أضرارًا منعت استخدامها).
2. الجهاز الهضمي: أورليستات هو الدواء الوحيد المتاح حيث يمنع الأمعاء من امتصاص الدهون من الأطعمة في نظامك الغذائي.
لا ينصح باستخدام الأدوية كعلاج وحيد لفقدان الوزن حيث تكون نتائجها أفضل حينما تُقترَن بتعديل في نمط الحياة، كما أنها لا تؤخذ عند تناول أدوية أخرى، لذا ينبغي استشارة الطبيب بشأن البدء بتناولها.
د- الجراحة: يُلجأ للجراحة كحل أخير عند المرضى الذين لا يستفيدون من غيرها.
وللمزيد من التفاصيل عن أنواعها وما لها وما عليها راجع الرابط في التعليقات .
ملاحظة: لا تجعلوا شكلكم ووزنكم يؤثران على نفسيتكم. فالإنسان بدينه وأخلاقه وعمله. لكن هذا لا يعني إهمال صحتنا فباعتبار أن الوزن يزيد إمكانية الإصابة بأمراض متعددة فإنقاصه واجب عليك كمسلم، وهو عبادة إن ابتغيت بها وجه الله، والحفاظ على جسدك الذي وهبك إياه وامتثالًا لأمره وسنة نبيه. لكن دون مغالاةٍ في ذلك وإيذاءٍ للنفس.
قال رسول الله ﷺ:(مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْن،ٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ).
وقوله تعالى: {{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}} [الأعراف: 31]