إذا قُمتَ بتحليل دم ذات مرة بعد الإصابة باليرقان، أو قام به أحد تعرفه، أو كانت المشكلة كبدية، أو مشكلة صفراوية، أو حتى بعض مشاكل فقر وانحلال الدم؛ فغالبًا ما سيقوم الطبيب بتحليل للبيلوروبين! لكن ما هذا؟! ولمَ هو بهذه الأهمية؟ بسم الله نبدأ:
في جسمنا -حيث لا مكان للعبثية فيه- عندما تموت الكريات الحُمر تترك من بعدها مركبًا يسمى البيليروبين(Bilirubin)، والذي يُعد مفيدًا، لا بذاته، ولكن لمساعدته من الناحية المخبرية في تشخيص العديد من أمراض الكبد وغيرها من الأمور التي سنذكرها لاحقًا.
ما علاقة البيلوروبين بالكريات الحمراء؟
يتكون البيليروبين نتيجة تحول صباغ الهيم (جزء من خضاب الدم الهيموغلوبين) في الكريات الحمر الميتة إلى البيليروبين، وهو غير ذواب في الماء (وهذه نقطة هامة). ولكي ينتقل إلى الدم لابد أن يقوم الجسم بشيءٍ له. فماذا يفعل الجسم؟
يرتبط البيلوروبين بعد ذلك بأحد بروتينات بلازما الدم، ألا وهو الألبومين (Albumin). عندما يصل البيليروبين إلى الكبد، تقوم الخلايا الكبدية بقرنه مع أحد الحموض الكيميائية لكي يصبح ذوابًا في الماء، ويسمى “البيليروبين المقترن”، (وهي علامة هامة في مرض الإنسان أيضًا)، الذي يُفرَز من بعد ذلك إلى الصفراء ومن ثم إلى الأمعاء حيث يُطرح قسم منه مع البراز فيمنحه لونه الطبيعي، وبعضه يُطرح مع البول.
البراز الأبيض:
عجيب، أليس كذلك؟! لكن يحدث أحيانًا، ففي حال انسداد الصفراء لا يتمكن البيلوروبين من الخروج للأمعاء للبراز، مما يجعل لون البراز شاحبًا. وكذلك في أي حالة تمنع تكون البيلوروبين المقترن أو وصوله إلى الأمعاء. والبيلوروبين هذا نفسه ما يسبب اللون الأصفر للإنسان عند إصابته باليرقان. حيث تزيد مستوياته في الجسم.
تحليل البيلوروبين:
يقيس تحليل البيليروبين كمية البيليروبين في الدم لمعرفة أسباب حالات صحية معينة، مثل اليرقان وفقر الدم وأمراض الكبد.
1- إذا كانت مستويات البيلبروبين مرتفعة فإن هذا يشير بالطبع إلى تحطم الكريات الحمر بمعدل أعلى من الطبيعي، أو أن الكبد لا يقوم بتفكيك الفضلات جيدًا وإزالة البيليروبين من الدم، أو أن هناك مشكلة في مكان ما على طول طريق خروج البيليروبين من الكبد إلى خارج الجسم.
2- يطلب الطبيب تحليل البيلوروبين المباشر وغير المباشر، ليرى نسبتهما، وإن كان هنالك مشكلة في الكبد أم لا.
——————
ما الغاية من هذا الاختبار:
يستخدم الأطباء هذا الاختبار لتشخيص ورصد أمراض الكبد والقناة الصفراوية سواءً عند الأطفال أو البالغين، ويشمل ذلك تليف الكبد، والتهابه، وحصى المرارة. ويفيد أيضًا في الكشف عن فقر الدم المنجلي وغيره من الحالات التي تسبب انحلال الدم.
ويمكن أن تسبب مستويات البيليروبين المرتفعة صُفرةً في الجلد والعين، وهذا ما يسميه الأطباء باليرقان الشائع عند الأطفال حديثي الولادة، حيث يقوم الأطباء باستخدام عمر المولود ونوع البيليروبين ومستوياته لتحديد ضرورة العلاج.
ماهي الأعراض التي وفقًا لها يطلب منك الطبيب إجراء تحليل البيليروبين؟ وهي كالآتي:
1). ظهور أعراض اليرقان.
2). فقر الدم أو انخفاض عدد الكريات الحمر.
3). ردود فعل سُمية تجاه الأدوية.
4). تاريخ سابق لشرب الخمر.
5). بول غامق.
6). قيئ وغثيان.
7). ألم أو تورم في البطن.
8- براز طيني اللون.
9). إعياء أو تعب.
وفي النهاية، وقى الله الجميع الأسقام والأوجاع. وزادكم علمًا ونفع بكم.
المصادر: 1 و مرجع kaplan