مَن منا لم يسمع أو يعرف شخصًا مصابًا بالتأتأة، ماذا لو تعرف طفلاً مصابًا بها، تعرف معنا عليها وعلى مسبباتها:
تدعى بعدم الطلاقة في #الكلام، التلعثم، تشويشٌ (خللٌ) بطريقة الكلام.
ولها عدة أشكالٍ، مثلًا قد يكرر الشخص جزءًا من الكلمة، خاصةً في بداية الكلمة، مثل (أ-أ-أريد). أحيانًا قد يظهر كإسهابٍ في الصوت، مثل (سسسس)، وأحيانًا تتضمن توقفٍ كاملٌ أثناء الكلام، أو إسقاط حرفٍ، أو تكرار مقاطعته للحديث بأصواتٍ مثل (آآه، آآم).
أيّ شخصٍ يمكنه أن يتلعثم بأيّ عمرٍ، لكنَّ الأمر أكثر شيوعًا عند الأطفال بين الثانية والخامسة من العمر فهم يتعلمون ربط الكلمات وتكوين الجمل، والأطفال الذكور قد تحدث لديهم التأتأة أكثر من الفتيات الصغيرات.
لا تعني #التأتأة الشديدة وكذلك التأتأة التي استمرت لأكثر من 66 شهرًا بالضرورة أنها ستبقى مدى الحياة.
يتخلص معظم الأطفال من التلعثم بمفردهم دون الحاجة لتدخل أخصائيّ، لكن من الممكن استمرارها عند البعض لفترةٍ طويلةٍ مما قد يسبب مشاكل في المدرسة أو العمل.
معرفتك لكيفية استجابتك لتأتأة طفلك تساعده في التحسن.
ليس من الممكن دائمًا القول بأن تلعثم الطفل سيستمر لمدةٍ تصل للمرحلة الدراسية، لكن توجد إشاراتٌ تشير إلى احتمال أنّ التلعثم قد يكون مشكلةً حقيقةً، مثلًا قد تلاحظ:
-شدّ في عضلات الوجه.
-ارتفاع نبرة الصوت في الجزء المتكرّر.
في الحالات الأشد من التأتأة، يُظهِر الطفل جهدًا كبيرًا بمحاولته التحدث.
-وفي الحالات الأشد، يُلاحَظ محاولته منع التأتأة بتغيير الكلمة أو استخدام أصواتٍ إضافيةٍ حتى يبدأ الكلام، وبعض الأحيان يحاول الطفل تجنّب الموقف الذي يدفعه للتكلم.
أربع عوامل تساهم بالتأتأة:
1- تاريخٌ عائليٌّ بالتلعثم؛ يوجد خلافٌ حول إن كان سبب التلعثم جينيٌّ، وذلك لعدم معرفة الجينات المسؤولة عنه، لكن ما يقارب الـ 60% من المتلعثمين لديهم أحدٌ في العائلة يتلعثم أو كان يتلعثم.
2- نمو الطفل؛ الطفل الذي لديه مشاكل لغويةٍ أو مشاكل أخرى في التحدث يكون أكثر عرضةً للتلعثم من غيره.
3- الفيسيولوجية العصبية؛ عند بعض الأطفال الذين يتلعثمون، تُعالَج اللّغة في مناطق من الدماغ مختلفةٍ عن مناطق المعالجة عند الأطفال غير المتلعثمين، وبالتالي اختلافٌ بالتواصل العصبيّ بين الدّماغ والعضلات المسؤولة عن التّحدث.
4- ظروفٌ عائليةٌ؛ من الشائع الاعتقاد أن التأتأة هي نتيجة أذيّةٍ جسديّةٍ أو نفسيّةٍ، نعم توجد حالاتٌ من التأتأة بسبب الأذى، لكنها حالاتٌ نادرةٌ وعادةً تكون مرتبطةً بأذىً فيزيائيّ في المراحل العمرية التالية، والأدلة التي تدعم فكرة أنّ تأتأة الأطفال سببها نفسيّ ضعيفةٌ حتى الآن.
نتابع في المقال القادم بإذن الله متى يجب قصد الأخصائيّ، وما هو دورك في علاج التلعثم عند ابنك.
دمتم ودامت أُسَرُكم بصحةٍ وعافيةٍ