في خضم موجة الكشف عن حوادث التحرش التي يشهدها المجتمع الغربي والتي لم تقتصر على رموز السياسة ومشاهير هوليود، بل شملت أيضًا شخصيات يعتبرها البعض شخصيات علمية بارزة، مثل الفيزيائي الملحد لورانس كراوس الذي طُرد من جامعة أريزونا بعد ثبوت تورطه بحوادث تحرش.
وكذلك امتدَّت للمجتمع الثقافي كما في مقالنا اليوم، فقد أعلنت الأكاديمية السويدية (المسئولة عن اختيار الفائزين بجائزة نوبل للأدب) منذ شهور عن تأجيل الإعلان عن الفائزين بجائزة نوبل للأدب لهذا العام 2018 ليتم الإعلان عنها جنبًا إلى جنب مع إعلان الفائزين بجائزة نوبل لعام 2019 وذلك بسبب اتهامات بالتحرش الجنسي والاغتصاب.
طالت اتهامات التحرش الجنسي والاغتصاب المصوِّر الفرنسي ورجل الثقافة الشهير بالسويد “جان كلود أرنو” مستغلًا في ذلك نفوذه وعلاقاته بالمجتمع الثقافي وهو زوج الشاعرة “كاترينا فروستنسن” عضوة الأكاديمية السويدية، واللذان يديران معًا منتدى ثقافي تموّله الأكاديمية السويدية، كذلك “أرنو” صديق مقرّب لعددٍ من أعضاء الأكاديمية السويدية.
وُجهت لـ “أرنو” اتهامات بالتحرش واغتصاب 18 امرأة وجاء على رأسهم اتهام الفنانة “آنا كارين” له باغتصابها والتي قالت أنها اشتكته لذلك إلى الأكاديمية عام 1996، وكذلك جاء اتهام الروائية “جابريلا هاكانسون” له باغتصابها عام 2007 ومؤخرًا اتهمته ولية العهد السويدية الأميرة فيكتوريا بالتحرش بها.
في الحقيقة، لم تقتصر الاتهامات التي وُجهت له على التحرش والاغتصاب فقط، بل امتدَّت لاتهامه بتسريب أسماء الفائزين بنوبل للأدب قبل إعلانها رسميًا وهو بمثابة كَنز للمراهنين والشخصيات التي تُبدي توقعاتها بالفائزين في وسائل الإعلام المختلفة. هذا وقد رجَّحت تحقيقات الأكاديمية إمكانية تسريب “أرنو” لأسماء 6 من الفائزين بجائزة نوبل للأدب لأعوامٍ مضت.
والجدير بالذكر أن قرار الأكاديمية بتأجيل إعلان الجائزة جاء بعد تنحي “سارة دانيوس” السكرتيرة الدائمة للأكاديمية (وكذلك كانت تشرف على التحقيقات بشأن الاتهامات التي وجهت إلى”أرنو”) عن منصبها اعتراضًا على السياسة التي تسير بها الأكاديمية، وتلاها استقالة عدد من أعضاء الأكاديمية، ولم يتبقَ سوى 8 أعضاء من أصل 18 عضو بالأكاديمية*.
*بعض الأعضاء غير المتواجدين في إجازة.