التصلب الجانبي الضموري (amyotrophic lateral sclerosis (ALS
تحدثنا في مقالات سابقة عن الجهاز العصبي وكيف نتحكم من خلاله بعضلاتنا (هنا)، وننقل إليكم اليوم مرضًا يتعلق بمشكلة في هذا الجهاز الذي أمدنا الله به، وهي: التصلب الجانبي الضموري.
يعرف أيضًا بـ(Lou Gehrig’s Disease)، ويعود هذا الاسم للاعب البيسبول الأمريكي (بفريق نيويورك يانكيز) الذي تمّ تشخيصه بهذا المرض سنة (1939)؛ مما اضطره إلى إيقاف اللعب.
ينتج المرض عن تخرّب الخلايا العصبية والأعصاب الحركية في الجهاز العصبي المركزي، وهذه الأعصاب هي المسؤولة عن نقل إشارات الحركة للعضلات الإرادية، فعندما ينقص الإمداد العصبي لعضلات الجسم تضعف وتصبح غير قادرة على أداء مهامها ويحدث الضمور تدريجيًا.
تتوقف الأعراض الأولية للمرض على نوع العضلات التي تُصاب أولًا، فمثلًا يمكن أن تبدأ الأعراض بارتعاشات وضعف في عضلات الأيدي والأطراف السفلية، أما إذا كانت عضلات الوجه والحلق هي المصابة أولًا فسيعاني المريض من صعوبات في التكلم، أو المضغ، أو البلع، أو تحريك اللسان والوجه، وأما إذا ما أصيبت عضلات الصدر فسيعاني المريض من صعوبات في التنفس.
في البداية تُصاب عضلات طرف واحد من الجسم، لكن بمرور الوقت فإن المزيد والمزيد من العضلات في كلا الجانبين ستضمر إلى أن يصبح الشخص مشلولًا بالكامل، لكنه ومن المثير أنّ الغالبية العظمى من المرضى لا يتأثر نشاط أدمغتهم (أي تبقى قواهم الذهنية كما هي).
للأسف، لا يوجد إلى الآن أيّ علاج شافٍ تمامًا، لكن من الجدير بالذكر أنّ (FDA) رخّصت أول عقار يفيد في العلاج واسمه (riluzole) (يُعتقد أنّ هذا العقار يَحدّ من فقدان العصبونات، لكنه لا يزيل الضرر الحاصل بالفعل للخلايا العصبية الحركية).
أدامكم الله بصحة وعافية والحمد لله على نعمه ((قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۖ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ)) [سورة تبارك، 23].
.