التصلّب المتعدد
عندما يتأذى غشاء الأعصاب فقط!
أنت تعلم أن للأعصاب قدرةٌ على إرسال إشارات للجسم كله لتنفيذ بعض الأوامر؛ فترسل إشارات الحركة مثلًا، والتفكير والأحاسيس، والإشارات السمعية والبصرية. وأن الجهاز العصبي هو المسؤول عن إصدار تلك الأوامر.
لهذا، فإن أي خلل فيها يمكن أن يؤدي إلى نتائج مدمرة، لكن ماذا عن الأذية في غلاف الأعصاب! هل يمكن أن تؤثر؟ هل هو مجرد غلاف؟
تابع معنا: “التصلب المتعدد”، وهي حالة بازدياد مؤخرًا.
التصلب المتعدد Multiple Sclerosis:
ويسميه البعض التصلب اللويحي.
وهو: تلفٌ أو تدمير يحصل لأغشية الميالين Demyelination (الغشاء العازل المحيط بالعصب) الموجودة على طول العصبون في الخلايا العصبية في الجهاز العصبي المركزي .هذه الأغشية مسؤولة عن عزل السيال (أو النبض) العصبي وزيادة سرعة نقل الإشارة؛ فهي بالنهاية مهمة جدًا لنقل السيال بطريقة سليمة.
ومحصلة هذا التلف هو: خلايا عصبية بأغشية ميالين غير فعّالة أو عَطبة؛ الأمر الذي يؤدي إلى خلل في نقل الإشارات والأوامر بشكلها الصحيح بواسطة هذه الخلايا.
فما الذي يحصل يا ترى؟
يبدأ المرض كثيرًا بازدواجية في الرؤية، ثم يشعر المريض بعد فترة بخدرٍ وضعف في أعضاء من جسده. وتراه أحيانًا يشعر بالدوار. وحتى يفقد التنسيق بين عضلاته، فتراه تارة يسقط في المشي، وتارة لا يستطيع تحريك يديه كما يريد؛ حتى أن كلامه قد يصبحُ في مرحلة ما غير واضح.
السبب الرئيسي في هذا الخلل أو التدمير ما زال غير واضح بعد ولكن يعتقد العُلماء بأنه مرض مناعة ذاتي.
هل له أنواع؟
قسّم الأطباء المرض الى أربعة أنواع اعتمادًا على سلوكه ونوبات تفاقمه.
وعمومًا، فإن أكثر الأنواع شيوعًا هو: التصلب المتعدد الانتكاسي RRMS؛ حيث تتفاقم فيه الأعراض لبعض الوقت ويتبعُ ذلك فترات تخف فيها حدة الأعراض وتتحسن. أما بقية الأنواع فهي أندر في الحدوث وتختلف فقط في كيفية تفاقم الأعراض، لكنها مشابهة من حيث المبدأ.
التشخيص:
ويقوم الطبيب المختص بعمل الفحص السريري لتقييم الأعراض والتعرف عليها بدقة.
أما أدق التشخيصات للمرض فهو إجراء صورة الرنين المغناطيسي MRI لرؤية الأماكن المتضررة من الجهاز العصبي.
العلاج:
هدف العلاج في هذا المرض هو التعديل على حالة المريض والتقليل من نوبات التفاقم للأعراض فقط، وذلك من خلال استخدام:
– الستيرويدات المضادة للالتهاب: وهي من أشهر الأدوية التي توصف؛ حيث إنها تعمل على تثبيط المناعة وقد تمنع تطور المرض.
– بيتا إنترفيرون: وهي مادة طبيعية تفرزها خلايا المناعة ولها تأثير مُضاد للفايروس المسبب للمرض. وطريقة عمله مع المرض مجهولة؛ لكنه يحسن حالة المريض ويمنع تقدُّم المرض.
وهناك علاجات كثيرة أخرى يتم استخدامها، تقوم في غالب عملها على تعديل جهاز المناعة أو تثبيطه فقط.
أما عن العلاج بشكل جذري فلا يوجد حتى الآن.
ودمتم بصحة وعافية دائمًا. وطاعة لله.