#منكوشات_تطورية – التطوريون وصندوق العسل !! لماذا يهرب التطوريون من مناظرة الإنسان الفاهم ؟!
يُحكى أن رجلا كان لديه صندوقٌ مُغلق، ومن هذا الصندوق كان يسيل سائل غريب كريه الطعم والرائحة !! وكلما طالبه الناس بإزالة الصندوق أو التخلص منه قال لهم : أن الصندوق ليس فيه إلا العسل !!
فيعود الناس عنه، ولكن ما يلبث أن يؤذيهم السائل الكريه من جديد !!
فيتتبعون آثاره فيجدونه يخرج من ذات الصندوق !!
فيتجهون للرجل يشكون إليه فيقول لهم : انظروا إلى لون هذا السائل : أليس هو نفسه لون العسل ؟ انظروا إلى قوام هذا السائل : أليس هو نفسه قوام العسل ؟ انظروا إلى لزوجته ؟ إلى انعكاس الضوء عليه ؟ إلى إلى إلى …..
وظل هكذا حال الناس مع ذاك الرجل !! كلما أتوه يشتكون من هذا السائل الكريه : أخذ يدور بهم ويلف على الصفات المشتبهة بين العسل الذي يعرفونه وبين هذا السائل الكريه الطعم والرائحة حتى ينصرفوا !!
إلى أن جاء أحدهم يوما – وكان جديدا عليهم ولكنه فاهم ولا يرضى بالأمور المعلقة المائعة بهذه الصورة – فقال له ولهم :
لماذا تقضون الأوقات الطويلة في التشعيبات والتفاصيل التي يكثر فيها القيل والقال والأخذ والرد والمُشتبهات ؟ لماذا لا نفتح الصندوق ونرى ما فيه مباشرة : فإن كان عسل صدقناه – وإن كان غير ذلك عرفنا كذبه ؟
————————-
بهذه القصة الرمزية القصيرة نبدأ هذا المقال الهام …!
كثيرا ما يأتينا سؤال على الخاص أو العام : ما هو أقصر رد على دعاة التطور ؟ ما هو أقصر رد قاصم للتطوريين ؟ لماذا يخشاكم التطوريون ولا يتجرأوا على مناظرتكم رغم ثرثرتهم الكبيرة في اختراع ردود عليكم ؟
لماذا يتهربون من المناظرة المباشرة ؟
والإجابة :
هي أننا مثل هذا الرجل الفاهم في القصة السابقة !!
فنحن لسنا بالبساطة التي تجعلنا ندور مع التطوريين أينما داروا بين المُشتبهات ويتفرعون بنا ويتشعبون بين عشرات التفاصيل المكذوبة والحكايات والتدليسات العلمية والتخليطات بين (افتراضات) لم تقع وبين علامات (تكيف) أو (تنوع جيني للصفة الواحدة) إلخ إلخ إلخ – رغم وجود ردود على كل ذلك ولكنه طريق طويل كما ترون تضييع الحقيقة بين ثناياه على غير المتخصصين –
ولكننا نحن الذين نتحكم في الحوار بالتدرج المنطقي السليم فنسأل :
اليوم عرفنا أن كل صفة في الكائن الحي وكل عضو بالتالي : يدخل في تركيبه وتنظيمه وعمله (البروتينات) – وكذلك أي خلية حية تشكل (البروتينات) حوالي ثلثي مكوناتها من الداخل !!
ولأن صفات الكائنات الحية كثيرة : فيوجد لدينا أكثر من 10 مليون بروتين متخصص تقريبا ليستوعبوا كل صفات الكائنات الحية المعروفة من البكتريا إلى الأسماك والحشرات والبرمائيات والزواحف والنباتات والفطريات والثدييات والطيور إلخ إلخ
والبروتينات هي مركبات معقدة التركيب جدا (تتركب من مئات إلى آلاف إلى عشرات الآلاف من الأحماض الأمينية في تكوين ثلاثي الأبعاد محدد ومعين) فإذا اختلف ترتيب الأحماض الأمينية أو الشكل الثلاثي الأبعاد للبروتين : يمكن أن يتحول من وظيفته المفيدة إلى مرض !!!
وهذه الأحماض الأمينية تستدعيها شفرات وراثية داخل خلايا كل كائن حي (يعني مثل برامج الكمبيوتر ولغات البرمجة بالضبط) – بحيث كل 3 قواعد من الحمض الوراثي تستدعي حمضا أمينيا بنفس ترتيبهم لتكوين البروتين المطلوب !!
إذن – وهنا الخلاصة وأسرع نهاية للحوار مع أي تطوري مهما كان – :
نريد منك شيئين :
1- تفسير ظهور أول خلية حية التي تزعمون أنها تطورت بعد ذلك !!
2- تفسير ظهور ملايين البروتينات الجديدة لتشمل كل الكائنات !!
————————–
وهنا سترون العجب العجاب – وتهربات من أكثر فطاحل دعاة التطور المعروفين على أي ساحة (سواء أفراد أو مواقع أو مراكز أو باحثون أو الذين يزعمون تصديق العلم إلخ إلخ) !!
الكل سيتفنن في التهرب مذعورا من الإجابة عن أي سؤال من السؤالين أو فتح (صندوق العسل) !! إما باتهامك بانك لا تفهم – وإما بأنهما خارج موضوع التطور !! وإما أنهما لم يُكتشفا بعد (تخيل تبني خرافة كاملة على أشياء لم تكتشف بعد ولا يوجد دليل واحد تجريبي عليها بل وتقول للناس أن خرافتك حقيقة !!) وإما سيكررون شبهاتهم الأخرى متجاهلين إلزامك لهم بالسؤالين تماما وكأنك لم تقل شيئا (أذن من طين والأخرى من عجين !!) وإما سيكررون عليك بعض الافتراضات والمزاعم التي تحاول إضفاء (النظام) على الصدفة والعشوائية (وكل ذلك لا علاقة له بالبيولوجيا ولم يتم إثبات شيء واحد منه معمليا أبدا) !!!! والسؤال :
هل تعرفون لماذا كل هذا الهلع من (فتح صندوق العسل) ؟!
————————–
فبالنسبة للسؤال الأول – كيف ظهرت أول خلية حية – :
فأغلبهم سيتحح بأن (خرافة التطور) لا علاقة لها بنشأة الحياة وإنما هي أتت فقط (يا سبحان الله) لتفسير كيف تنوعت الحياة وظهرت الأنواع الكثيرة للكائنات الحية كلها (وهو نفس السؤال الثاني عندما نأتي له)
وبالطبع هذا الكلام باطل من كل وجه !!
فأولا بالنسبة لداروين نفسه مؤسس (خرافة التطور) حديثا : فنظرته كلها كانت قائمة على أساس واحد وهو (استبعاد أي تدخل إلهي في الحياة) !! وأنه بإمكان (العلم) تفسير كل شيء بعيدا عن (الإله) !!
هذا ما صرح به في كتابه (كما في الفصل السادس في معضلة العين المعقدة) – وكذلك في رسائله !!
ودليلا على ذلك أنه ذكر فكرة (التطور الكيميائي التلقائي) لأول مكونات حية في حساء عضوي دافيء في جو الأرض البدائي من ملايين السنين !! وذلك كما في رسالته إلى زميله جوزيف دالتون هوكر بتاريخ 1 فبراير 1871م
وكذلك نفس الفكرة عند الكسندر أوبارين – ثم يوري وميلر – وهكذا توالت التجارب الكيميائية للحصول على البروتينات (صدفة) : وهكذا توالى (الفشل التام) وكما اعترف أكابر علماؤهم مثل دين كانيون صاحب كتاب الحتمية الكيميائية Chemical Predestination عام 1969 والذي حاول فيه إثبات أن البروتينات مثلها مثل باقي المركبات العضوية التي تتشكل (تلقائيا) بتوافر مكوناتها !!
كل ذلك كان ينهار دوما على حافة (التجربة) !!
فلم يستطع أحد إلى الآن (واحفظوا هذا الكلام) أن يأتي بـ (بروتين) واحد كامل (جديد) وظيفي : بالصدفة والعشوائية !!
ونقول احفظوا هذا الكلام (ولا تتركوه إلى غيره في أي حوار) إذا كنتم تريدون كسب الحوار أو المناظرة في دقائق معدودات !!
لم يستطيع أحد ولن يستطيع أحد (وحتى المركبات العضوية التي قد يجدونها على كواكب أو نيازك إلخ : فكلها ليس فيها بروتين واحد صدفة وعشوائية) – أتعرفون لماذا ؟
1- الاستحالة الرياضية أو استحالة الاحتمالات
حيث يتطلب بروتين متوسط الطول من 500 حمض أميني : احتمالية رياضية تماثل أنك تسحب ورقة صحيحة من بين عدد ورق يساوي تقريبا :
10 وأمامها 950 صفر !!!
إنه رقم مهول (المليار = 1 وأمامها 9 أصفار فقط !!)
إنها احتمالية لو افترضنا أننا لدينا في كل ذرة في الكون تجارب عشوائية بسرعة الضوء في كل ثانية : فلن يكفينا حتى عمر الكون نفسه الذي يقارب (14 مليار سنة) !!!!
بمعنى آخر – وركزوا جيدا – :
لكي نحصل على بروتين واحد فقط (واحد فقط !!) فنحن نواجه احتمال رياضي لن يكفيه عمر الكون نفسه ولو تضاعف مليارات مليارات مليارات مليارات مليارات مليارات مليارات مليارات مليارات مليارات مليارات مليارات مليارات مليارات مليارات مليارات مليارات مليارات مليارات مليارات مليارات مليارات ……. إلخ المرات !!
فماذا عن 10 مليون بروتين يصل طول أحدها إلى 34 ألف حمض أميني وليس 500 فقط ؟!
وماذا عن ظهور أبسط خلية حية (بكتريا الميكوبلازما) والذي يتطلب على الأقل لكي تعمل معا : 468 بروتين في وقت واحد ؟!!
وماذا عن البكتريا العادية (وهي كائن حي من خلية واحدة) وفيها 2000 بروتين على الأقل ؟!!!
وماذا عن خرافة التطور وظهور كل هذه الملايين من البروتينات جديدة للصفات الجديدة ؟!! ماذا عن الإنسان اليوم وفيه قرابة 100 ألف بروتين ؟!!
فهل علمتم الآن لماذا لا يريد التطوريون (فتح صندوق العسل) أو حتى مجرد الاقتراب منه ؟!!
2- ولاحظوا أن كل ذلك كان في الاستحالة الرياضية فقط ولبروتين واحد فقط !! فماذا لو علمتم بأن هناك استحالة أخرى لا تقل عنها وهي استحالة الوصول للتشكيل المجسم أو الثلاثي الأبعاد لطية البروتين ؟!!
تخيلوا معكم سلسلة طويلة من حبات اللؤلؤ المرتبطة معا بخيط واحد (مثلا 500 حبة بعدد الأحماض الأمينية في المثال السابق) :
وهذه السلسلة مهما تحركها وتضمها معا بين يديك : ستعطيك أشكالا لا حصر لها تقريبا في كل مرة !! وشكل واحد فقط من هذه الأشكال هو المطلوب لوظيفة البروتين !!!
ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها !!
هذا هو حال خرافة التطور في صميمها – في صندوقها المغلق !!
————————–
وأما بالنسبة للسؤال الثاني – ظهور البروتينات الجديدة مع التطور -:
فكذلك سيلجأ معظمهم إلى إلحاقها بالسؤال عن نشأة الحياة : وأن ذلك ليس من اختصاص (خرافة التطور) !!
رغم أن أي انتقال أو تطور أو تحور من نوع إلى نوع أو حتى ظهور عضو جديد لم يكن في النوع من قبل (ظهور أجنحة لدى الزواحف مثلا أو الديناصورات كما يزعمون) : فإن ذلك يتطلب بصورة بديهية كما نعرف اليوم : إضافة الكثير من البروتينات والتي – ويا للحظ السيء للتطوريين – يجب أن (تتكامل معا وظيفيا) أيضا !!!
يعني ليس مجرد الظهور فقط الذي رأينا استحالته الرياضية والثلاثية الأبعاد منذ لحظات للبروتين الواحد بل : على عشرات أو مئات البروتينات الجديدة التي ستظهر : أن تكون على توافق معا كلها !!
فأجنحة الطيور كمثال تعمل بكل توافق في تركيبها العظمي (العظام ملتحمة) وكذلك في خفة العظام نفسها رغم قوتها – وكذلك ارتباط العضلات المرنة بها وبعظمة القص – وأيضا نظام مدهش في التنفس غير متواجد عند أي صف آخر من الكائنات !! وذلك ليوفر لها نظام تغذية دم وأيض وطاقة فريد يكفيها في سرعة الرفرفة والحركة بالجناحين !!
هذا مثال بسيط ومختصر فقط – والأمر أعقد من ذلك بكثير – إذن :
الحديث عن (خرافة) تطور نوع إلى نوع أو ظهور صفات أو أعضاء جديدة تماما لم تكن في النوع من قبل : يجب ترجمته (عمليا) من التطوريين إلى تفسير كيفية ظهور هذا العدد الهائل من البروتينات طيلة التاريخ التطوري المزعوم ؟!! والذي لا يمت بأي صلة للـ (طفرات) العشوائية التي تعبث في المحتوى الجيني ولا تضيف إليه شفرات جديدة !! (تماما مثل الذي يعبث على لوحة المفاتيح في أحد برامج الحاسوب) !!
وهذا ما لن تجدوا عليه أي دليل إلا تهربات وقصص مكذوبة وتدليس على العوام والبسطاء وغير المتخصصين وخلط بين وقوع تكيفات Adaptition نتيجة تغير الظروف وبين وقوع التطور الخرافي !!
فالتكيف مهما كان : هو مجرد إظهار لصفات وبروتينات كانت موجودة أصلا في شفرة الحمض الوراثي للكائن ولكنها غير مفعلة إلا وقت الحاجة واختلاف الظروف وخاصة ظروف الغذاء !!
فمثلا تغير ظروف الكائن الحي سواء كان بكتريا أو حشرات أو ذباب أو دبابير أو سحالي أو إنسان : يعمل على ظهور صفات كانت موجودة فيه أصلا يتم تفعيلها بواسطة ما يُسمى بالوراثة فوق الجينية !! وهي الخاصة باختلاف التعبير الجيني للصفة الواحدة بل :
وإلى اليوم والعلماء يكتشفون تعقيدات مذهلة فيما تحمله لغة الحمض الوراثي وبرمجته من معلومات يستحيل ظهورها صدفة !!
وأي لغة هذه التي يزعم عاقل أنها تظهر صدفة فيفهما الراسل والمُستقبِل ؟!!
الجين الواحد اليوم اكتشف العلماء أنه يتحكم في توليد أكثر من بروتين عن طريق التحكم في الإكسونات والإنترونات وأيهم يُستبعد وأيهم يرتبط وبأي ترتيب !!!! يعني الأمر يدخل في (إعجازات) إلهية يُصمم التطوريون على التغاضي والتعامي عنها :
تماما مثلما يفعل شخص معه فيل في غرفته الصغيرة ويقول لا يراه !!
أو تماما مثلما يفعل صاحب كذبة (صندوق العسل) المُغلق !!
وفي هذه السلسلة معكم سنتابع بإذن الله تعالى كشف باقي أكاذيبهم (التي تعد فروعا وتشعيبات يجيدون اللعب حولها بعيدا عن الأصل وصندوق العسل) فقط : لكي يعرف أي صادق مع نفسه أن الباطل لا أقدام له ولا داعم إلا الكذب والتدليس !!
سنرى أكذوبة تطور السحالي الإيطالية في سنوات معدودات بعد أن وجعوا رؤوسنا بأن التطور يأخذ ملايين السنين ولذلك لا يراه أحد !!
وسنرى بعده أكذوبة تطور 3 أنواع جديدة من الدبابير والتي نشرتها إحدى صفحات الترويج لخرافة التطور باسم العلم بالأمس !!
ثم نواصل مسيرتنا بعون الله