” العلماء مؤمنون بالتطور وأنتم لا ” – ” قدموا اوراقكم لنوبل ” – ” مَن انتم ؟ “
كلها اعتراضات نقرؤها كل يوم من المصدومين بالتطور على صفحاتنا أو تعليقاتهم علينا في صفحاتهم – ولأن كلام التطوريين مليء بالمغالطات -المنطقية قبل العلمية- مما يجعل الرد عليها مضيعةً للوقت، فإننا سنحاول الاختصار في هذا المقال بإذن الله.
وما الذي جعله حقيقة؟ ما الدليل؟
فالحقيقة هي ما تم رصدها أو ملاحظتها أو تجربتها – سواء هي أو الآثار الدالة عليها – وهذا كله منتفي في خرافة التطور !! فلا أحد رصد تطور نوع إلى نوع آخر !! ولا لاحظه – ولا حتى جربه !! وكل أدلتهم التي يعلنونها للناس إما خاطئة علميا (كقولهم بتوريث الصفات الجسمية المكتسبة من الكائن لأبنائه – وتقديمهم للتكيف على أنه تطور أو للطفرات التي لا تزيد شفرات المحتوى الجيني بجينات جديدة على أنها تطور) – وإما أدلة مزورة وملفقة (مثل الكثير من فضائح الأحافير : رجل بلتداون رجل نبراسكا رجل أورك رجل جاوه إلخ) وإما أدلة ليست في الحقيقة إلا احتجاج بالجهل (تماما مثل إله الثغرات المعرفية : كل ثغرة علمية يملأونها بخرافة التطور) !! حتى أنهم أول ما اخترعوا وصف الأعضاء الضامرة أو الآثارية أو غير ذات الوظيفة : وضعوا فيها كل ما كان يجهل العلم وظيفته في القرن التاسع عشر مثل الغدد الصماء نفسها !!!! (تخيلوا الغدد الصماء أعضاء بلا وظيفة) !! إنه الجهل يا سادة ولا شيء غير الجهل !! وإلى اليوم لا زال نفس المنهج وكما وقعوا في وصف أغلب الحمض النووي الوراثي بأنه (خردة) أو (جانك) ل فائدة منه و (بقايا تطور) : ثم ظهر كله بوظائف وفوائد لا زال العلماء مبهورين بها إلى الآن !!
فهل هذا هو التطور الذي هو (حقيقة) ؟!!!
أم هو مجرد الكلام بصوت عالي مستغلا الإعلام والانتشار وانخداع الناس بك وبحياديتك العلمية (المفترض أنها لديك) ؟!
لقد أقر علماء الأدب والمناظرة قاعدة أصيلة تقول :
” إن كنت ناقلا : فالصحة .. أو مُدعيا : فالدليل ” !!
فما هي أشهر أكاذيبهم وتدليساتهم التي لا ينقلون لمتابعيهم وقرائهم الردود عليها ؟
ولكن لنختصر، ولنتكلم في صلب التطور في ضوء العلم الحديث والحمض النووي والجينات والبروتينات التي ينشروا بين البسطاء للأسف أنها (أكدت التطور) أكثر من ذي قبل !!
ولنسأل سؤالا كالتالي :
التطور يقول أنه بدأ من كائن وحيد الخلية (أصغر نوع بكتريا وحيدة الخلية يجب أن يكون فيها 397 بروتين تقريبا ولكي تعمل مكونات الخلية معًا) وأما المتوسط الموجود في البكتريا عموما فهو (2000 بروتين) والآن … هذا الكائن وحيد الخلية لكي يرتقي في شجرة أو سلم التطور إلى كائنات أكثر تعقيدًا ووظائفًا من عديدة الخلايا كالإنسان مثلا : فيجب أن تزداد هذه البروتينات إلى عشرات الآلاف لأن كل صفة جديدة للكائن الحي يقابلها بروتين أو أكثر (الإنسان فيه 100 ألف بروتين – يعني بفارق 98 ألف بروتين عن أول خلية حية) إذن :
التطور = زيادة صفات = زيادة الجينات التي ستكون البروتينات (الجديدة) أي زيادة في “المحتوى الجيني”؛ أي “طفرات إضافة” للمحتوى الجيني بمعلومات “جديدة” كاملة ومشفرة وليست مجرد تكرارًا أو إعادة نسخ لما هو موجود أصلًا، أو تغييرًا للتعبير الجيني لجينات موجوة أصلًا وكما يحدث في التكيف !!
** والسؤال الآن للتطوريين هو :
نريد إثبات علمي تجريبي معملي لإمكانية تكوين بروتين جديد واحد ((واحد فقط وليس 98 ألف بروتين)) أو حتى إنزيم جديد واحد فقط (وعادة الإنزيمات أصغر تركيبا من البروتينات) : وذلك بالصدف والعشوائية أو الطفرات !!!
اذهبوا لكل المجلات العلمية التي تعتدون بها وتناصر خرافة التطور :
نيتشر – ساينس – سيل – ناشيونال جيوغرافيك …. أي مجلة أو جامعة أو عالم !!
هاتوا لنا هذا الدليل : ونحن نسلم لكم أن التطور الخرافي صار ممكنا بالفعل علميا !!
ونعتذر لكم رسميا عن كل (الجهل) الذي بدر منا ساعتها !!
ولاحظوا : نحن لا نسألكم عن معضلة ظهور أول خلية حية (يعني مئات البروتينات معا وفي وقت واحد) !! نحن لا نسألكم عن نشأة الحياوة المعجز الذي تتهربون منه وتقولون أنه خارج التطور
نحن نسألكم عن (بروتين واحد فقط) من الضروري ظهوره كحدث عادي جدا جدا إذا كان التطور حقيقة بالفعل !!!!
فهل عجزتم عما نجحت فيه الصدفة والعشوائية عبر ملايين السنين على حد قولكم ؟!
وعندئذ سنعلم إن كان التطور حقيقةً فعلًا أم قصصَ ما قبل النوم لا أكثر ولا أقل !!
أولا : لا توجد مرة واحدة نقدنا فيها خرافة التطور بالدين ابتداء – وإنما التطوريون دوما عندما لا يستطيعون الرد : هم الذين ينتقلون للتحجج بالدين وأننا نعارض التطور من منطلق ديني !!!
فيا سبحان الله !!
مَن الذي يهرب إلى الدين هنا ويترك العلم الذي هو (اختصاصه) من المفترض ؟!
وهذا كثير جدا في تعليقات التطوريين على صفحتنا
لا تجد أحدهم (((أبدا))) قادر على الرد !!
ولذلك مباشرة تجده يتحدث عن الإسراء والمعراج !! يهود بني قريظة !! الإسلام لم يساهم في العلم !! العلماء تم تكفيرهم !! إلى آخر كل هذه الشبهات المردود عليها في صفحتنا وفي النت عموما مئات المرات لو أنه يبحث بحق ولكن (ومرة أخرى) : ما علاقة كل ذلك بالتهرب من إجابة أسئلتنا وانتقاداتنا العلمية ؟!!
حسنا – وماذا لو أردنا الرد عليهم بنفس كلامهم ؟؟
بمعنى :
لماذا لا يكون الطلب بالعكس: لا تضعوا أنتم العلم في مواجهة الدين وإنكار الخالق أو تحجيم دوره الذي لا يمكن القيام به إلا هو (ظهور الحياة من المادة الصماء – ظهور حرية الاختيار من الذرات المحكومة بقوانين لا تحيد عنها – إبداع الخلق والعلم بكل قوانين الفيزياء التي نراها في مختلف الكائنات الحية وإبهار لا ينتهي ويتعلم الإنسان نفسه منه) ؟!!
لماذا لا يكون : لا تضعوا الإلحاد مرادفا للعلم !! بحيث صورتم للناس أن العلم الحقيقي لن يتم تحصيله إلا بالفكر الإلحادي المادي الذي لا يعترف إلا بالمرصود (ويا ليتكم طبقتموه على خرافة التطور ذاتها) !!!
لماذا ليس كل ذلك ؟ أم تراهم هم الموضوعيون والحياديون في العلم فقط بعكسنا ؟
المفاجأة أن نسبة الملاحدة واللادينيين والمفكرين الأحرار من جوائز نوبل هي 11% فقط لثلاتهم مجتمعة (يعني الملحدين أصغر من ذلك) !! في حين الغالبية العظمى لعلماء ينتمون إلى أديان (وأكثرها النصرانية) بل وأشهر العلماء، ومؤسسي فروع العلم الحديث وخاصة الفيزياء من نيوتن إلى إينشتاين إلى جاليلو إلى ماكس بلانك وغيرهم من العلماء سواء في اختصاصهم أو غيره (مثل جوزيف هوتن تايلور صاحب نوبل للفيزياء 1991 :
الرابط : هنا
حيث كلهم يحترمون عقولهم ويؤمنون بخالق كتفسير عقلي وحيد لدقة قوانين الكون وغائيته وجماله وتناسقه !! فساعتها :
لا يسعنا القول إلا أنكم لم ولن تقدموا للعلم شيئا أمام العلماء المؤمنين بوجود الخالق من مختلف الأديان، والذين طالما ربطوا الدين بالعلم، ولم يدعوا أنهما متضادين كما تفعلون أو تحاولون نشره !!
فأنتم من وضع العلم في مواجهة مع الدين، لا نحن !!
وهل نحن قلنا -مثلًا- أننا لا نؤمن بالتطور لأنه يناقض الدين فقط؟ أم لأنه لم يقم على دليل علمي تجريبي واحد محترم وحقيقي؟ ناهيك عن أن التطور أكثر فكرة تم الكذب والتزوير والتلفيق والغش والخداع في الأدلة من أجلها !! فهل هذه تكون حقيقة أم دوغمائية يتم فدائها بكل غالي ونفيس ؟!
وهذا هو المهرب الأخير الذي يلجأ إليه التطوريون؛ إذ إنهم -بطرحهم هذه الجملة- يقومون بالتالي:
ونتابع باقي مغالطاتهم :
* تجاهل فيلم وثائقي كامل وهام وواضح الدلالة مهما حاولوا تشويهه (لأأن فيه شهادات مباشرة يستحيل التحايل عليها بالكذب) وهو فيلم “مطرودون: غير مسموح بالذكاء”، حيث يظهر فيه علماء معروفون ومختصون تم طردهم من عملهم وجامعاتهم أو التضييق عليهم ووقف ترقياتهم أو سحب الدعم البحثي منهم ؛ فقط لذكرهم كلمة التصميم الذكي ! بالتالي : تجاهل قضية تسييس العلم في الغرب !!
الرابط : هنا
إذن : مَن يقول لك : إذا كنت معترض على التطور قدم بحثك واحصل على جائزة نوبل : فقل له : وهل حصل أصلا أي عالم على جائزة نوبل في التطور ؟!!!!
وأخيرا :
* الاستخفاف بالعلم والمنهج العلمي؛ إذ إن العلم يناقش بالدليل العلمي، لا بنسبة التأييد !! فالعلم -ولسوء حظهم- ليس “ديمقراطيا” !! وإنما يتبع ((الدليل))
إذ إنهم -وبعد إفلاسهم العلمي- يسألوننا: من أنتم؟ من يكتب المقالات؟ تقعون في أخطاء طلاب الابتدائي!
وغير ذلك من جمل الشخصنة، لتجاهل الفكرة الرئيسية، والمراجع، والنقولات التي نوردها دعمًا لكل مقال.
أو محاولات تشويه الدرجات العلمية لأعضاء الفريق، ورميهم بالجهل، وكل ذلك ضربٌ من ضروب الحقد، إذ كيف يُطلَق هكذا حكم دونما بينة، فإن كان هؤلاء بأشخاص الفريق جاهلين، فهم بدرجات أعضاء الفريق العلمية أجهل !!
أولا :
الصفحة من أقل الصفحات ترجمة للمقالات العلمية (بعكس الصفحات الأخرى)
وإنما اعتمادنا الأكبر على التفاعل ونقل المعلومة بفهمنا الخاص والمحايد ولكل ما نراه مفيدا أو جديدا يستحق التعريف به أو شحذ الأفكار والقدرة الإبداعية والبحثية عند متابعينا – ولذلك كثيرا ما نطرح أفكار خفيفة للنقاش والمشاركة – وهناك سلاسل كثيرة نحن الذين نكتبها ولا ننقلها ولا مترجمة : سواء في الطب (سلسلة الحكمة والإتقان في جهاز المناعة لدى الإنسان) أو في الفيزياء (سلسلة التعريف بالفيزياء) وسلسلة (فيزياء الجسيمات) – وسلاسل أخرى كثيرة – ومنها ما هو نقدي مثل الوجه الآخر للعلم – أو لتثبيت العلاقة بين الدين والعلم …إلخ
ففريقنا العلمي متنوع كثيرا – رغم صغر حجمه نسبيا مقارنة بالآخرين –
ونذكر في هذا المقام هنا أنه لدينا ورقة بحثية مُحكمة منشورة بالفعل في المجلة العلمية المشهورة IAEES من قبل الدكتور “أحمد إبراهيم”. وهذا مثال واحد من ناحية التطور والبيولوجي
الرابط : هنا
كما أن الناطق باسم الشباب في الأمم المتحدة هو أحد أعضاء فريقنا، وهو الأخ “إيهاب بدوي”.
ومعنا الأستاذ “مصطفى نصر القديح” الفائز بنوبل مصر الموسم السابع في الفيزياء
وغير ذلك كثير : أطباء ومهندسين وصيادلة وكيميائيين وفيزيائيين وحقوقيين ومبرمجين إلخ
فإما أن يكون المعترضون بذلك عارفين فيكونون -عندئذ- علينا مفترين !! وإما أن يكونوا بذلك جاهلين فيكونوا -عندئذ- بلا بينةٍ مدعين !! ودونما تصورٍ حاكمين !! ولقاعدة “الحكم على الشيء فَرع عن تصوره” خارقين !!
ولسنا -بكلامنا هذا- في موضع الاستعراض، إنما ردا على افتراءات اختلقها من لا يعرف أن الإنصاف عزيز !! ولا ننفي أن لنا أخطاء – مثلنا مثل أي أحد – فالكمال لله وحده – والمعصوم مَن عصمه الله – ولا نستحيي من الاعتراف بأخطائنا وشكر مَن عرفنا بها أو أهداها لنا !!
ولكن الأمر أكبر الحقيقة من الإنصاف – وحتى بلغ ببعض المعلقين (لتعرفوا أن المسألة نفسية لا أكثر) قولهم أنهم لن يأخذوا العلم عن أصحاب اللحى !! أو عن الخلقيين !! وهي مغالطة منطقية شهيرة تدعى ” تسميم البئر ” !! حيث بدلًا من الرد بالدليل -فالعلم ما قام عليه الدليل- يحقِّرون المصدر؛ وبالتالي يرفضون كل ما ينتج عنه دونما أدنى اطلاع عليه، وإن ذلك لعين التعصب الذي يرموننا به جهلًا وعدوانًا (ثم داروين نفسه كان بلحية 🙂
يقول أبو الأسود الدؤلي:
يا أيها الرجل المعلمُ غيرَه .. هلا لنفسك كان ذا التعليمُ
تَصفُ الدواءَ لذي السقا وذى الضنا .. كيما يَصحَّ به، وأنت سقيمُ
ونراك تُصلحُ بالرشادِ عقولنا .. أبداً، وأنت مِن الرشادِ عديمُ
نسأل الله العافية، ونعوذ به من الخذلان.
.