التفاعل التحسسي أو الحساسية ماهي؟ وكيف تحدث؟ ولماذا؟
نقصد به التفاعل التحسسي من النمط الأول المعروف والشائع عند عامة الناس، وهو من الأعراض التي تصادفنا يومياً، لذلك سنتحدث عن آليته في هذا المقال، ونشرح نوبة فرط التحسس (الصدمة التأقية) في مقال لاحق بإذن الله:
كما تعلمون من مقالتنا السابقة فإن الجهاز المناعي هو الآلية الدفاعية عن الجسم ضد الغزو الخارجي وخصوصاً العدوى، فهو يتعرف ويتفاعل مع المواد الغريبة والتي تدعى بـ (المستضدات – Antigen).
وتقود الأجسام الغريبة غالباً لاستجابة مناعية من خلال إنتاج أجسام مضادة (أضداد-Antibodies) عبارة عن بروتينات تسمى (Immuno globulins)؛ ترتبط بشكل نوعي بالمستضد الهدف، وتتنوع الأجسام المضادة لحماية أجسامنا، ومنها نوع يسمى (الغلوبيولين المناعي Ig E)؛ والذي يلعب الدور الأساسي في الحساسية، واكتشف عام 1967م على يد “كيميشيغو تيريكو إشيزاكا”، ويُنتج بعد دخول بعض الأجسام الغريبة إلى جسدنا.
وتُنتج أجسام جميع الناس أضداد (IgE) لكن بكميات قليلة في حين ينتجه الأشخاص الحساسون بكميات كبيرة عموماً استجابة لعامل محدد حسب كل شخص.
*العوامل الأكثر شيوعاً المسببة للحساسية:
لسعات بعض الحشرات.
بعض أنواع الطعام (أكثرها الفستق).
بعض الأدوية (مثل الصادات الحيوية) وتعتبر الحساسية تجاه الادوية من أخطر الأنواع لذلك على الطبيب والصيدلي سؤال المريض عن هذه النقطة.
غبار الطلع أو حبوب اللقاح.
وبر القطط، الغبار، البهارات، روائح معينة.
*أهم أعراض التحسس:
حكة.
سعال جاف غالباً أو قشعي.
طفح جلدي أو وذمة موضعية.
سيلان وعطاس.
إدماع العينين.
*آلية حدوثها:
1. عند دخول العامل المُسبب للتحسس لجسم الشخص، يصنع جسمه كميات كبيرة من الأضداد (IgE) ويكون نوعياً فلا يرتبط مع غيره.
لهذه الأضداد طرفين: أحدها نوعي للمستضد مصمم بحيث لا يرتبط إلا معه والآخر يمكن أن يرتبط بمواقع أخرى.
2. تغطي هذه الأضداد خلايا تشارك في الاستجابة التحسسية، ومن أهم هذه الخلايا: الخلايا البدينة (mast cells) والأسسات (basophils) وتحوي هذه الخلايا على أنواع مختلفة من الوسائط مثل (الهيستامين).
ويستغرق صنع الضد النوعي في الجسم فترة من الزمن، ويكون العامل المحسس قد اختفى من الجسم خلالها غالباً.
3. عند الالتقاء بالعامل المُحسِس مرة أخرى ستتعرف عليه أضداد (IgE) النوعية له، بعد أن يلتقي بها.
4. فتقوم هذه الأضداد بتفعيل الخلايا (الخلايا البدنية) الملتصقة بها، فتحرر هذه الخلايا الوسائط الالتهابية (الهيستامين) الموجودة فيها.
5. تسبب هذه المواد أعراض التحسس النموذجية مثل الوذمة الموضعية والالتهاب والحكة وزيادة إنتاج المخاط والإدماع والسعال.
6. ونتيجةً لدخول العامل المحسس مرة أخرى للجسم فيقوم الجسم بإعادة تصنيع الأضداد (IgE) مرة أخرى بكميات كبيرة أيضاً؛ وبذلك غالباً ما يزيد التفاعل التحسسي مرة بعد أخرى نتيجة إنتاج المزيد من الأضداد.
*هل ينحصر رد الفعل التحسسي بذلك؟
قد يساهم جزء آخر من النظام المناعي في الاستجابة التحسسية المتعلقة بالجلد وهي الخلايا التائية (T-cells) والتي قد تستجيب لبعض زيوت النباتات أو المعادن مثل النيكل أو الذهب، وتتسبب برد فعل التهابي، ويؤدي رد الفعل هذا للحكة والطفح والإنزعاج.
*معلومات عامة عن التحسس:
يمكن أن يحدث التحسس بأي عمر، لكن غالباً ما يبدأ التحسس لنوع من الطعام في عمر صغير.
قد يتحسس فرد من العائلة لمادة ما في حين لا يتحسس الآخر لها.
لا يحدث رد فعل تحسسي عند التماس الأول مع العامل المحسس لعدم وجود الأضداد فيه.
الآن أخبرونا أصدقاءنا…ماهي المواد أو الأطعمة التي تثير حساسيتكم؟!