نشر أحد المواقع الطبية المعروفة: التفرقة العنصرية تهدد حياة المرضى من ذوي البشرة السوداء!
صادقت هيئة الدواء والغذاء الأمريكية FDA عام ٢٠١٥ على دواء تحت مسمّى Ninlaro بعد أن أظهرت بعض التجارب السريرية فعاليته في إيقاف انتشار السرطان النقوي المتعدد multiple myeloma في الجسد لستة أشهر على التوالي. رغم أنَّ هذا الدواء لا يمنع انتشار أي نوع من السرطان؛ لكنه يعمل على السرطان النقوي المتعدد الذي هو أحد أكثر أنواع سرطان الدم شراسة وفتكًا بحياة الإنسان.
يمكن تناول هذا الدواء فمويًا على شكل حبوب؛ الأمر الذي يجنّب المريض آلام الحقن وتكاليفه الباهظة. لكن ما يعكّر صفو هذه التجارب والنتائج هو: التفرقة العنصرية.
يُصاب الأمريكيون من ذوي البشرة السوداء بسرطان الدم بأضعاف عدد أصحاب البشرة البيضاء. فمن بين كل ٥ مصابين بالسرطان النقوي المتعدد هناك ١ من ذوي البشرة السوداء. غير أنّ كل ذلك لم يوضع في عين الاعتبار عند القيام بتجربة دواء نينلارو؛ فقد كان عدد الأمريكيين من ذوي البشرة السوداء الذين خضعوا لهذه التجربة ١٣ فردًا من أصل ٧٢٢؛ أي ما يعادل ١.٨% فقط من إجمالي عدد الخاضعين للتجربة.
قد يتسائل البعض: ما المشكلة في ذلك؟ بل هذا جيد فهم لا يجرّبون الدواء عليهم!
في الحقيقة بالنسبة للباحثين تكمن المشكلة بأنَّ استثناء ذوي البشرة السوداء من الدراسة يجعلها لا تجيب على سؤال ما إذا كان الدواء فعالًا لعلاج السود والبيض من مرضى سرطان الدم النقوي المتعدد على حد سواء.
وهذه التفرقة ليست بغريبة على التجارب السريرية الأمريكية؛ فهي تعكس بشكل صريح عدم رغبة هيئة الدواء والغذاء الأمريكية في إرغام مصممي الدواء على ضم عدد أكبر من الأقلية من ذوي البشرة السوداء في تجاربهم رغم أنهم أكثر عرضة بمرتين من البيض للإصابة بسرطان الدم بأشكاله المتنوعة.
والنتيجة؟
يستهلك مرضى السرطان النقوي المتعدد عديدًا من الأدوية غير الفعّالة وغير المصرَّح بها أحيانًا، والتي تسبب أضرارًا جانبية أخرى إلى جانب ما يعانونه بعد أن يسيطر عليهم المرض؛ في حين أنهم أولى بالخضوع لبعض التجارب السريرية التي يُرجى لهم الشفاء على إثرها.