صارت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياة الإنسان؛ بل نتجرأ ونقول: إن التكنولوجيا باتت الجزء الأكبر من الحياة المادية لهذا الكائن المميز، ولعل الجزء الأكبر من هذه التكنولوجيا اليومية يكمن في أجهزة الإلكترونيات التي ترافقه أينما حل وارتحل.
لا يكاد يخلو منزل على سطح هذه البسيطة من تلفاز وغسالة وثلاجة بل أصبحت هذه الأجهزة تلفازًا ذكيًّا وغسالة ذكية وثلاجة ذكية.
ولا يكاد يخلو جيب من هاتف ذكي، ولا يكاد يخلو مكتب من حاسوب ذكي، وأصبحت تكنولوجيا الألعاب الإلكترونية ومشغلاتها من بلاي ستيشن وإكس بوكس سوقًا ضخمًا يغزو اقتصاد هذا الكوكب.
وفي السنوات الأخيرة ظهرت طفرة تكنولوجية جديدة متمثلة في أجهزة الواقع الإفتراضي virtual reality- VR وأجهزة الواقع المعزز augmented realty – AR.
تكنولوجيا المعلومات والشبكات جعلت العالم- حرفيًا- قريةً صغيرة، وغدا الوصول إلى معلومة ما وتحري دقتها لا يكلف المرءَ أكثر من ضغطة على شاشة هاتفه الزجاجية.
الطائرات رباعية الشفرات المسيرة عن بعد: درونز Drones صارت تُستخدم سلاحًا فتاكًا في الأعمال الحربية من جهة، وجهازًا خِدميًّا في المحال التجارية من جهة أخرى، والروبوتات أيضًا صار لها ظهور تجاوز وجودها في مختبرات الأبحاث.
لا بد لهذه الوسائل التكنولوجية فائقة الذكاء من وسيلة للتواصل مع المخلوق الرباني الأكثر ذكاء: لغة يفهمها كلا الطرفين، فما هذه اللغة؟ ما هذه اللغة التي تجمع بين مختلف أطياف هذه التطبيقات المتنوعة الأسس والغايات؟
إنها لغة البرمجة.
وكما أن البشر مختلفون في لغاتهم (ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم)؛ فكذلك تختلف لغات البرمجة بحسب طبيعة وغاية الوسيلة التي تستعملها.
فما اللغات البرمجية؟ وكيف تتواصل مع الآلات المتنوعة المذكورة سابقًا؟ وما أكثر اللغات البرمجية فعالية؟ وما أكثرها شهرة؟ ولماذا؟
في هذه السلسلة- كبسولة برمجية- سوف نجيب عن هذه الأسئلة إضافة إلى أسئلة تفصيلية أخرى تميطُ اللثام عن هذا العالم المهم الذي صار ينحت شكل التكنولوجيا التي غدت بدورها تتحكم في مجريات حياتنا اليومية.