الأدخنة الناجمة عن عوادم السيارات، وعن عملية حرق بقايا المزروعات، وعن مدافئ الحطب؛ تزيد احتمالية ولادة الجنين قبل أوانه.
حوالي 2,7 مليون طفل يولدون سنويًا قبل أوانهم، أي ما يقارب 18% من إجمالي المواليد سنويًا، وقد يكون لتلوث الهواء علاقة بذلك!
عندما تلد النساء قبل أن يمضي على حملهن 37 أسبوعاً، فإن المولود غالبًا ما يموت في طفولته، أو قد يعاني من صعوبات في التعلم، أو مشاكل في السمع أو الرؤية تصاحبه طيلة حياته.
يقول كريس مولي رئيس الفريق القائم على الدراسة: “إن هذه الدراسة توضح أن التلوث لا يؤثر فقط على الأشخاص الذين يتنفسون الهواء بشكل مباشر؛ بل حتى على الأجنة في أرحام أمهاتهم”.
وكانت إحدى الأبحاث السابقة أكدت أن ارتفاع مستوى الجسيمات الصغيرة -PM 2.5 – في الهواء؛ هو أحد الأسباب التي تؤثر على معدل الولادة المبكرة، أما في الدراسة الحالية فقد أخذ العلماء النتائج وأسقطوها على حالة الهواء في 2010، وعلى البيانات الصحية لـ 183 دولة ليستطيعوا تقييم النطاق العالمي لهذه المعضلة.
ووجد الباحثون أن النساء الحوامل في الصين والهند والشرق الأوسط وغرب إفريقيا؛ كن يذهبن غالبًا إلى العمل في الصباح الباكر أي عندما تكون السماء ممتلئة بهذه الجسيمات.
ويقول المشارك في الدراسة جوهان كويلنستيرنا مدير السياسات في معهد البئية في استوكهولم: “إن النساء الحوامل بشكل عام لا يستطعن تجنب استنشاق الهواء الملوث، لذا لابد أن تتناول الحلول مصادر التلوث”. ويضيف: “نحن نحاول أن ندعم عدة دول لتطوّر استراتيجيات تخفض التلوث”. كما أضاف كلايمت هوم: “إن كل منطقة تملك مصادر تلوث خاصة بها”.
العديد من هذه السياسات التي تعالج موضوع الجسيمات الضارة؛ هي أيضًا تساهم في تخفيض انبعاث الغازات التي قد تساعد في تشكل ظاهرة الاحتباس الحراري، والذي يؤدي بدوره إلى التغير المناخي. من هذه السياسات مثلًا: استبدال السيارات العاملة على المازوت “الديزل” بأخرى تعمل على وقود أكثر نظافة، أو دفن المخلفات الزراعية في الأرض عوضًا عن حرقها .
ويعتقد كويلنستيرنا بوجود أمل يجنب الأطفال هذه الأمراض، والذي قد يشجع أصحاب القرار على اتخاذ الإجراءات المناسبة، كما أن السبب الذي خصصنا هذه الدراسة لأجله؛ هو أن العديد من التقارير السابقة تحدثت عن الضرر الصحي للجسيمات الصغيرة وتناولت موضوع الموت المبكر وسرطان الرئة وأمراض القلب.
ويقول كويلنستيرنا : “أحيانًا عند الحديث مع صناع القرار في الدول النامية حول أهمية هذا الموضوع؛ لايبدون أي حماس و يستغربون كيف للطفل حديث الولادة أن يتأثر؟! والواقع أن التأثير ينتقل إليهم من الأشخاص الأكبر سنًا. هم يريدون دليلًا على أثر صحي واسع النطاق وخاصة على الأطفال، ونحن نأمل أن يساعد هذا الدليل الذي قدمناه على زيادة اهتمامهم لعلاج هذه المشكلة وحضهم على تخفيض مصادر التلوث”.
وقد أدرجت العلاقة المشتركة بين تغير المناخ و التلوث والصحة كموضوع للبحث في قمة أتلانتا في الولايات المتحدة، إلا أن مراكز السيطرة والوقاية من الأمراض ألغته بعدما تولى دونالد ترامب الرئاسة، لكن “آل غور” أعاد الاجتماع للحياة مرة أخرى في تحد واضح لسياسة ترامب.
و قد دعم معهد هارفرد للصحة العالمية، والرابطة الأمريكية للصحة العامة إجراء هذا الاجتماع في وجه إدارة تعتبر عدوة لدودة لدعوات الحفاظ على البيئة العالمية.
يقول آل غور نائب الرئيس السابق والمدافع عن المناخ: “اليوم نواجه مزاجًا سياسيًا متغيرًا، ولكن أزمة المناخ لا يجب أن تسيس”، ويضيف: ” إنها ليست فقط أكبر أزمة مصيرية تواجهنا؛ بل إنها تسبب خطرًا على الصحة العالمية جمعاء” .
وكانت إحدى المداخلات في مؤتمر آفاق للصحة البيئية، قد سلطت الضوء على الأخطار التي تهدد صحة الأطفال نتيجة استنشاقهم دخان الوقود الأحفوريٍ.
تقول فريدريكا بيريرا البروفيسورة في جامعة كولومبيا في تصريح لها: ” إن موقف العلم واضح، فتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري بكل تأكيد سوف يحقق فوائد صحية واقتصادية هامة للأطفال حول العالم، سواء على المدى القريب أو البعيد. كما أن معرفتنا بهذه الحقائق يلزمنا أخلاقيًا بسَنّ سياسات تأخذ بعين الاعتبار الاعتماد على مصادر طاقة لا تؤذي الأطفال، ولا تلحق الضرر بالمناخ لأجل حماية أضعف فئات المجتمع.”