التنمر والغربة عن المحيط، بوصفها عوامل خطر للشذوذ (المثلية الجنسية):
يركز الأطباء النفسيون كثيرًا على أنَّ أحد محفزات المثلية عند الذكور هو الشعور بالتنمر من المحيط، أو أنهم يفتقدون الصلة مع ذكورٍ آخرين، فيبحثون عنها لاحقًا بطرق جنسية. مع العلم بأن عامل الخطر هو أمر يزيد من احتمال الإصابة، وليس سببًا للإصابة، فهو ليس عذرًا، لكن يجب التعامل معه.
جاء في كتاب “رحلة رجل” من ترجمة آدم رمزي والطبيب شهاب الهواري:
“وهكذا فإن الجنسية المثلية متأصلة بطبيعتها كصراع.. وعادةً ما يكون هناك صراع بسبب النبذ والرفض من الأقران من نفس الجنس”.
وقد ذكر من ضمن المحفزات الشائعة: “الشعور بالاغتراب عن عالم الرجال بسبب الشعور بالاختلاف أو الرفض أو المضايقات أو الإساءة…” لذا عزيزَيَّ الأب والأم، عليكما الانتباه لمحيط ابنكما وما يحدث معه فيه، فالأمر ليس مشكلة وقتية لابنكما هذه الفترة فقط ليصبر عليها، بل ذلك قد يورده المهالك لاحقًا برفضه هويته الجنسية، مما قد يستدعي علاجًا طويلًا ليعود إلى هويته الصحيحة.
وراقبوا ما يشاهده أطفالكم من الأفلام والكثير من أفلام الكرتون الحديثة، فهي تورث التنمر والعدوانية للأسف حسب دراسة نشرناها سابقًا، فيفسد المجتمع. ملاحظة ختامية: هذا مجرد محفز من محفزات الشذوذ، وليس سببًا حتميًّا ولا وحيدًا؛ فيمكن معالجة الأمر، وقد كان محفزًا للبعض بسبب قبول الفكرة هناك. وكثيرون تعالجوا، لكن الأمر يحتاج وقتًا وعزيمة واستعانة بالله.
فأحسنوا تربية أبنائكم، والابن الذي تعرض لإساءة من والده تذكر أن الحياة ربما كانت صعبة عليه فأخطأ، فانهض أنت رجلًا قاوم الحياة مستعينًا بالله. وأهم نقطتين في العلاج: ترك كل ما يذكّر بالمثلية، خصوصًا ما يُنشر حاليًّا من أفلام ومسلسلات وألعاب تظهر فيها بعض المقاطع، بالذات ما يسمى نتفلكس (والتي باتت أهدافها واضحة لكل من يعقل)، والنقطة الأخرى هي التربية الدينية. واحذر.. إن وقعت، فالخروج قد يكون صعبًا للغاية.
يذكر الدكتور الهواري في الكتاب المترجم “رحلة رجل” عن علاج الشذوذ: “عندما أدركنا أن الفرد –وفي نواحٍ كثيرة– يتحول إلى ما يماثل تصرفاته وما يفكر به، استبدلنا أي سمات ومظاهر وطريقة كلام وسلوكيات واهتمامات مثلية بصفات واهتمامات أكثر ارتباطًا بالرجل الغيري (أي الذي يرتبط عاطفيًّا بالنساء)، وابتعدنا عن الأماكن والأنشطة والفعاليات والناس الذين قد يبقوننا مقيدين إلى الهوية الجنسية المثلية”.
والالتزام الديني المانع لهذا أمرٌ هام، ففي الدول المسيحية ساعد الالتزام بالمسيحية بعض الناس، فجاء في كتاب “جيناتي جعلتني أفعله”: “وتقول مجموعات دعم الشواذ السابقين إن مئات من الشواذ جنسيًّا قد تحولوا بصورة كبيرة إلى النزعة الجنسية الغيرية نتيجة لالتزامهم المسيحي، والدعم المتخصص والخدمات التي يقدمونها”.
فما بالك بالنهج الإسلامي الذي لا يبيح هذا ويرفضه، ويضع الذنب على الفعل لا على الشعور حتى يعالج المرء نفسه!