قام فريق من الخبراء من المركز الطبي الجامعي في غوتنغن بالمانيا (UMG) بتطوير مسار عمل للكشف المبكر عن الحالات الشديدة وعلاجها في حالة عدوى COVID-19 والذي يَكمُنُ باختبار البول البسيط ما قد يساعد الأطباء على التعرف على العلامات التحذيرية لمسار حاد وشيك لمرض COVID-19 في وقت سابق وما يُمَكن الأطباء ببدء علاج المضاعفات الوشيكة قبل أيام قليلة من فشل الرئتين والأعضاء الأخرى من خلال بعض المعلومات المختبرية.
هذا بمقدوره أن يمنع التدهور والوفيات التي تهدد الحياة في العديد من المرضى.
النتائج التي توصل لها علماء UMG نشرت على الإنترنت باسم “المراسلات” في المجلة المتخصصة “The Lancet”.
منذ 24 أبريل 2020 يتم إجراء دراسة رصدية كبيرة غير تدخليه بعنوان “التهاب الكلية المرتبط بـ COVID-19 كمؤشر على شدة المرض ومضاعفاته” بمشاركة العديد من المستشفيات الجامعية في ألمانيا لتحديد ما إذا كان المسار المقترح للعمل ومدى ذلك بامكانه أن يساهم في تحسين الرعاية الصحية في عدوى COVID-19.
هذا وقد لاحظ فريق الخبراء UMG خلال علاج مرضى ال COVID-19 المرقدين في المستشفى أن الكلى خاصة في المرضى الخطرين – بالإضافة إلى الرئتين والقلب – تأثرت في مرحلة مبكرة. بعد ذلك بدأ أطباء ال UMG في تقييم ومناقشة النتائج التي توصلوا إليها مع خبراء من مستشفى هامبورغ-إيبندورف الجامعي ومستشفيات جامعية ألمانية أخرى، وايظا تبادل الأفكار مع خبراء من إيطاليا والصين وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية.
تدعم فحوصات الأنسجة الحالية للمتوفيين بسبب ال COVID-19 افتراضيه انه تم اهمال المشاركة المبكرة للكلى حتى الآن بسبب التركيز فقط على دراما مرض الأعضاء الاخرى.
تفاصيل مسار العمل المقترح:
إذا كان يعاني بول المصاب بالتهاب الكلى المرتبط بـ COVID-19 (التهاب الكلية)، فإن المسار ألذي يتبعه ال UMG هو تحديد ثلاث علامات مخبريه بسيطة أخرى فقط هي : الألبومين في الدم ، الألبومين في البول ومضاد الثرومبين الثالث (Antithrombin III ) في الدم.
جنبا إلى جنب مع اختبار البول ، يتم استخدام هذه المعلمات الثلاث لتشخيص ما يسمى “متلازمة التسرب الشعري” ( capillary leak Syndrom) : هذا يعني انتقال خطير لمكونات الدم والبروتين من الدم إلى الأنسجة (الرئة) من خلال تسرب عام للأوعية الدموية الصغيرة بسبب الفيروس. إذاً اعتماداً على المعايير الثلاثة المذكورة أعلاه يتم تقييم مدى خطورة الحالة عند مرضى ال COVID-19، فاذا كان أحد هذه المعايير متغير بشكل سيء فهناك خطر كبير من ان حالة المريض سوف تتدهور بسرعه كبيره، ما قد يتطلب نقل المريض الي العناية المركزة في الايام القليلة المقبلة.
فمثلا يؤدي النقص الحاد في الألبومين في الدم الي تطور وذمة رئوية خلوية (استسقاء الرئة).
إذاً عن طريق الكشف المبكر عن النقص الحاد في الألبومين في الدم يتستطيع الأطباء المتخصصون على التعرف في مرحلة مبكرة ما يجب الانتباه إليه وهو كالتالي :
• بدء العلاجات المدرة للبول قبل أن يتدهور التنفس.
• تعمل الادوية المدرة للبول بشكل أقل عند نقص الألبومين لذلك يجب مراعاة ان هناك حاجة لجرعات أعلى بشكل كبير لمدرات البول أو يجب البد ء باستخدام آلات غسيل الكلى لإزاله الماء مبكرا قبل امتلاء أنسجة الرئة بالماء.
• قد يكون تركيز المواد الفعالة لبعض الادوية المستعملة لعلاج مضاعفات ال COVID-19 مثل المضادات الحيوية مختلف بشكل غير متوقع بسبب تغير ربط بروتين البلازما، لذلك يجب تحديد مستويات تركيز المواد الفعالة للأدوية هذهِ في الدم بشكل وقائي.
• يمكن أن يؤدي نقص البروتين في الدم بسهولة إلى فشل الدورة الدموية لهذا السبب يمكن اتخاذ تدابير وقائية في وقت مبكر.
بالإضافة الي ذلك فإذا كان هناك نقص حاد في مضاد الثرومبين الثالث في الدم، فإن هذا يؤدي إلى تجلط الدم (جلطات في الأوعية الدموية) وانصمام خثاري (تخثر الجلطات وسد الأوعية الرئوية).
عادتا يتم استخدام مخففات الدم، مثل الهيبارين ، لمنع حدوث الجلطات والجلطات الدموية. نظرًا للكشف المبكر عن نقص مضاد الثرومبين الشديد في الدم، يستطيع الأطباء المتخصصون مبكرًا معرفة ما يجب الانتباه إليه بشكل خاص كما يلي :
• يمكن أن يبدأ العلاج الوقائي بمخففات الدم قبل تشكل جلطات الدم؛
• أكثر مميعات الدم استخداما هو الهيبارين والذي لا يعمل بشكل صحيح عند النقص الحاد في الثرومبين لأنه يعمل عن طريق مضاد الثرومبين، لذلك عادة ما تكون هناك حاجة لجرعات أعلى بكثير من الهيبارين لتحقيق التأثير الوقائي المطلوب وبالتالي منع تجلط الدم.
في الأخير إذا تأكدت نتائج الفريق الطبي UMG، فسيكون لذلك تأثير دائم في طريقة علاج ال COVID-19:
• يمكن توقع الحاجة إلى وحدة العناية المركزة مسبقًا بشكل أبكر. • بالإضافة إلى ذلك، يمكن تجهيز المرضى في وقت مبكر وبشكل أكثر ملاءمة للعلاجات الخاصة (أيضًا في دراسات الأدوية).
• من خلال الكشف المبكر عن متلازمة التسرب الشعري، يمكن بدء العلاجات الوقائية من الأعراض، وربما يمكن منع حدوث التطور الي حالات خطيرة تهدد الحياة.
• يبدأ مسار عمل ال UMG باختبار بول بسيط، لذلك يعتبر الإجراء مناسبًا لمجموعات مرضى COVID-19 الذين يتم علاجهم في البداية في المنزل بعد التشخيص. هنا يمكن أن يكون اختبار البول بمثابة إشارة إنذار مبكر بأن الحالة تهدد بالتدهور على سبيل المثال.
•يمكن أن يبدأ اتخاذ التدابير الآزمة مبكرًا ويمنع بهذا المزيد من الضرر وربما الدخول إلى المستشفى.
بقلم د. حزام الصيادي