عاد شبح الأسلحة الكيميائية للظهور من جديد في هذه الايام مع غازات الأعصاب، والتي تأتي في مجموعتين: مجموعة G ومجموعة V .
سنتحدث اليوم عن المجموعة G والتي تشمل غاز السَّارين الذي بات معروفاً لوروده مؤخراً في الأخبار.
سُمّيت هذه المجموعة من الغازات بهذا الاسم؛ جرّاء اكتشافها من قبل علماء ألمانيين؛ لذلك أخذت الحرف الأول من كلمة Germany.
وتتكون المجموعة G من أربع غازات للأعصاب وهي: التّابون GA ،السّارين GB، السّومان GD والسّارين الحلقيGF.
واكتشفت بمحض الصدفة حينما كان الباحث الألماني [ Gebhardt Schraeder ] يحاول إيجاد احتمالية استخدام الفوسفات العضوي كمبيد حشري؛ فنتج عن ذلك أول غاز في هذه المجموعة وهو التّابون. ولعب أيضًا دورًا في اكتشاف غاز السّارين. أمَّا السّومان والسّارين الحلْقي فتمَّ اكتشافهما خلال أبحاث ممولة من الجيش الألماني أثناء الحقبة النازية.
1- منظرها: وبالرغم من تسميتها بالغازات، إلا أنَّها في واقع الأمر سوائل نقية؛ ومن صفاتها أنَّها عديمة اللًون في درجة حرارة الغرفة، وعديمة اللًون والرائحة عندما تكون نقية جدًا ولكنَّ قد تضفي عليها الشوائب لوناً أصفر- بُنيًّا.
2- تطايرها: بعضها سوائل متطايرة بشدة، أيْ أنَّها تستطيع أنْ تتحول إلى أبخرة. ويعدُّ السّارين أكثرهنَّ تطايرًا؛ أما أقلها تطايراً فهو التّابون، ولذلك يمكن استخدامه لتلويث المياه.
صنفت الأمم المتحدة هذه المجموعة من الغازات كأسلحة دمار شامل، وذلك لتأثيرها على جسم الأنسان [ الكائن الحي ].
1- آلية عملها: جميع غازات هذه المجموعة بشكل عام تتصرف بنفس الطريقة، وتتميز بأنَّها مواد شديدة السُّميّة مسببة تسمم الأسيتيل كولين [ المادة المسؤولة عن نقل النبضة العصبية في جسم الإنسان من خلية عصبية الى أخرى] وانهيار الجهاز العصبيّ.
2- طريق الدخول: تدخل الجسم عن طريق الاستنشاق أو عن طريق الجلد، واعتمادًا على طريقة دخولها للجسم تختلف المدة التي يظهر فيها تأثير الغاز وكذلك الأعراض. فقد يحدث التسمم أيضًا؛ عن طريق تناول أطعمه ملوثة بهذا الغازات.
وبشكل عام، تتم عملية التسمم بشكل أسرع عن طريق الجهاز التنفسيّ: حيث أنَّ الرئتين تحتويان على العديد من الأوعية الدموية؛ ممّا يسمح للغاز بالانتشار بشكل أسرع خلال الدورة الدموية، فإذا تمَّ استنشاق الغاز بتركيزات كبيرة من خلال الجهاز التنفسي؛ فإنَّ الوفاة لا تستغرق أكثر من بضع دقائق .ولكن عندما يتم التسمم عن طريق الجلد؛ يكون التأثير أبطأ؛ لأنَّ الغاز يحتاج إلى فترة حتى يخترق الجلد ويصل إلى الأوعية الدموية؛ لذلك فإنّ الأعراض تظهر خلال 20 إلى30 دقيقة.
1- التابون:
– يسبب التابون ضيق حدقة العين، رشح الأنف، زيادة إفراز الّلعاب، صعوبة في التنفس وزيادة إفرازات الجهاز التنفسي، والتعرق الزائد وبطء في ضربات القلب وفقدان اللوعي وتشنجات وفقدان التحكم في التبول والتّبرز.
– يعد التابون شديد السُّمية حتى وإنْ كان بجرعات صغيرة. تختلف شدة وعدد الأعراض تَبَعاً للكمية المُعّرض لها المريضُ المُسمَمُ بالتابون ومعدلِ امتصاصه بواسطة الجسم.
2- السّارين : تشمل عوارضه – والتي تتوقف على مدى التعرّض له – غشاوة البصر، وصعوبة في التنفس واختلاج العضلات والتّعرق والتقيّؤ والإسهال وغيبوبة وتشنجات، وتوقف التنفس الذي يؤدي إلى الموت.
3- السّومان : يسبب ارتخاء العضلات وصعوبة التنفس ثم الموت.
وعلى الرغم من المواثيق الدولية التي تُحرّم وتُجرّم استخدام غازات الأعصاب؛ إلاَّ أنَّ ذلك لم يمنع العديد من الحكومات من إنتاجها واستخدامها.