لقد بدأ الغربيون يدركون إفلاس حضارتهم من الناحيتين الروحية و الأخلاقية ، و أخذ كثير منهم يتجه نحو الشرف عله يجد في ديانته ما يسد فراغه الروحي ـ و يرده إلى أنسانيته الكريمة ، فليس عجيباً أن ترى منهم – و خاصة في أمريكا – من يعتنق البوذية ، و منهم من يعتنق البهائية ، و الذين يعتنقون منهم الإسلام فريقان : فريق يُرضي بالإسلام قلبه و عقله ـ و فريق يرضي به روحه ووجدانه .
قال لي مرة الأستاذ أبو بكر المستشرق الإنجليزي المسلم الذي كان أستاذا للغة الإنجليزية في جامعة فؤاد ( القاهرة حاليا ) وقد اعتنق الإسلام وهو في القاهرة ، و يشتغل وظيفة أمين القسم الشرقي في المكتبة الوطنية بلندن ، قال لي وهو يشرح أسباب اعتناقه للإسلام : إن الحضارة الغربية تفقد الشرف و الجمال ! فقلت : أما فقدانها للشرف فلا أنازعك فيه !.. و أما فقدانها للجمال فكيف و الناس يرونها أروع حضارة عنيت بالجمال : جمال الطبيعة ، و جمال اللباس ، و جمال المدن ، و جمال البيت ، و جمال المرأة أيضا ؟!… فقال : إنها فقدت جمال الروح و جمال الذوق الفطري و جمال الخلق .
من كتاب: من روائع حضارتنا للكاتب : الدكتور مصطفى السباعي ص: 15- 16