#الحكمة_والإتقان_في_جهاز_المناعة_لدى_الإنسان | الحلقة التاسعة
تابعنا في الحلقة الماضية انضمام المزيد من كريات الدم البيضاء من فرقة البالعات إلى المعركة التي نتج عنها إشارات نبهت فرق الاستطلاع من الخلايا التائية المساعدة، وتوقفنا عند وصولها، ونظرا لخطورة الوضع فقامت بإرسال برقية مستعجلة…ترى ما هي هذه البرقية؟ ولمن أرسلتها؟ هذا ما سنعرفه اليوم…
لقد قامت بإرسال برقية عبارة عن مركبات كيميائية تسمى السيتوكينات (cytokines) هذه المواد على اختلافها ستقوم بتنشيط إنتاج المزيد من كريات الدم البيضاء من نقي العظام مثل العدلات (Neutrophils)، والخلايا الوحيدة (Monocytes) (التي ستتحول إلى الخلايا البلعمية الكبيرة (Macrophage)، كما أنها ستقوم بتنشيط الخلايا البائية (B Cells) لإنتاج المزيد من الأجسام المضادة (Antibodies) لهذه الأجسام الغريبة المستضدة ، وستحرض الخلايا التائية القاتلة السامة (Cytotoxic T cells) وتستقطبها من العقد اللمفاوية لاستهداف الخلايا الغريبة أو المصابة بفيروس.
وسميت الخلايا التائية بهذا الاسم نسبة إلى مكان نضوجها في الغدة الزعترية أو الصعترية (Thymus) وينضج بعضها في اللوزتين (Tonsils) بعد هجرتها من نخاع العظام، ومنها:
الخلايا المساعدة (Helper T Cells) التي تقسم إلى نوعين TH1 و TH2 .
وخلايا تائية مختصة بالقضاء على الخلايا المصابة بفيروس وخلايا الأورام مثل الخلايا التائية السامة القاتلة (Cytotoxic T cells (TC cells)
والقاتلة الطبيعية (Natural killer T cells) NKT cells)
ومنها ما هو مهمته ضبط نشاط الخلايا السابقة بعد انتهاء عملها بحيث لا تهاجم الخلايا السليمة للجسم وتسمى الخلايا التائية المنظمة (Regulatory T cells (Treg cells), وأخيراً خلايا الذاكرة (Memory T cells) التي تحتفظ لمدة طويلة في ذاكرتها ببصمة لهذا الجسم الغريب وبمجرد الإصابة به مرة أخرى تقوم على الفور بمقاومته بشكل نوعي، فسبحان من خلقها وسخرها لنا.
وتشكل كريات الدم البيضاء البائية (B Cells) والتائية (T cells) معاً جزءاً من المناعة المكتسبة (Adaptive or acquired immune system)، ويطلق على هذه الكريات (lymphocytes) نسبة إلى الجهاز اللمفاوي المصمم بطريقة مدهشة ليسهل عمل جهازنا المناعي فيسهل تنقل كريات الدم البيضاء خلال شبكة من الأوعية المنتشرة في كامل الجسم تسمى الأوعية اللمفاوية (Lymphatic vessels) يجري فيها سائل اللمف (lymph) الشفاف، وأعضاء هذا الجهاز ذكرناها سابقاً مثل نقي العظام الذي يتم فيه إنتاج كريات الدم البيضاء، والغدة الصعترية واللوزتين حيث تنضج هذه الخلايا وتختزن بهما، أو في العقد اللمفاوية ( lymph nodes) ، كما أنه له وظيفة غاية في الأهمية وهي تنقية سوائل الجسم من السموم ومخلفات المعارك والبكتيريا والخلايا السرطانية ويلعب الطحال (The spleen) مع الخلايا الأكولة (بلاعم) الموجودة فيه؛ الدور الأكبر في هذه المهمة من خلال عمليات كيميائية معقدة.
شارفت رحلتنا في الجهاز المناعي على الانتهاء، لذلك سنعود الآن إلى يد صاحبنا لنطمئن عليها، فبعد ساعات بدا الجرح محمرا منتفخاً ومزعجاً لماذا؟
تابعوا معنا ذلك في الحلقة القادمة