الخصية الهاجرة..
حالة هامة لك كأب، أو لكِ كأُم!
الخصية الهاجرة هي خصية لم تهاجر أو تهبط إلى موقعها الصحيح في كيس الصفن تحت القضيب قبل الولادة!
وهل تهاجر الخصية إلى ذلك الموضع؟ في الحقيقة نعم.
أثناء الحياة الجنينية تتطور الخصيتان في جوف البطن، وخلال الأشهر الأخيرة من حياة الجنين تهبط الخصيتان تدريجيًا من البطن (عبر ممر أنبوبي في الناحية المغبنية يسمى القناة الإربية)، وفي حال الخصية الهاجرة فإن هذه العملية تتأخر أو تتوقف.
——–
في أغلب الحالات تكون واحدة من الخصيتين متأثرة، ولكن في 10% من الحالات تكون الخصيتان متأثرتين.
إن عدم هبوط الخصية هي حالة غير شائعة عمومًا، وعادةً ما تحصل عند الأطفال الخدج (ولدوا قبل أوانهم). في أغلب الأحيان تتحرك الخصية مع الوقت إلى موقعها الصحيح مهاجرة إلى كيس الصفن، وبذلك لا تتطلب عملًا جراحيًا لإعادتها.
الأعراض:
العرض الرئيسي هو عدم القدرة على جس الخصية في المكان المتوقع أن تكون فيه في كيس الصفن (وهنا ننبِّه الأم على الانتباه لذلك).
وللاطمئنان: عادة ما تكتشف هذه الحالة عند فحص الوليد بعد الولادة، ولا يحتاج الأمر مباشرة إلى علاج جراحي، وإنما يمكن الانتظار لفترة 4-6 أشهر تحت المراقبة للتأكد من هبوط الخصية تلقائيًا مع النمو.
تنبيه
لا يرتبط حدوث الأمر عند حديثي الولادة فقط، بل قد يحدث في بعض الحالات عند الصبيان الأكبر سنًا – والذين لديهم هبوط خصيتين طبيعي مسبقًا – فَقْدٌ لإحدى الخصيتين من كيس الصفن، وهذه الحالة يمكن أن تكون:
– ارتداد للخصية إلى جوف البطن نتيجة تقلص العضلة المحيطة بالحبل المنوي (الشامرة cremastic) وبذلك تتحرك الخصية جيئةً وذهابًا بين كيس الصفن وجوف البطن، ويمكن أن يتم رد الخصية بسهولة يدويًا إلى كيس الصفن.
– الخصية الصاعدة أو ما يُسمَّى عدم هبوط الخصية المكتسب، حيث تعود الخصية إلى المنطقة الإربية ولا يمكن إعادتها باليد إلى كيس الصفن.
الأسباب:
إنَّ الأسباب المُباشرة الرئيسية لهذه الحالة غير معروفة بدقة، وهناك خليط من العوامل الوراثية والبيئية وصحة الأم أثناء الحمل تؤثر على الهرمونات، والتغيرات الفيزيائية، والنشاط العصبي المؤثر على تطور الخصية.
عوامل الخطر:
العوامل التي تُزيد خطر عدم هبوط الخصية عند المواليد:
– الوزن المنخفض عند الولادة.
– الخداجة (الولادة قبل اكتمال مدة الحمل الطبيعية).
– وجود مشاكل عائلية بولية أو حالة مشابهة في العائلة.
– الحالات التي تُحِد نمو الجنين كمتلازمة داون أو نقص تشكل جدار البطن.
– تناول الحامل للكحول أثناء الحمل.
– التدخين أو التعرُّض للدخان أثناء الحمل.
– تعرُّض الوالدين لبعض المبيدات الحشرية.
المضاعفات (ما المشكلة في عدم هبوط الخصية؟)
لكي تنمو الخصيتان نموًا طبيعيًا وسليمًا، يجب أن تتواجدا في درجة حرارة أخفض من حرارة الجسم؛ كيس الصفن يُؤمِّن هذه البيئة المناسبة.
ومن المشاكل التي يمكن أن تحصل عند عدم هبوط الخصية السليم:
– سرطان الخصية: ويبدأ من الخلايا التي تنتج النطاف غير الناضجة؛ حيث أن الرجال الذين كان لديهم عدم هبوط خصية سليم معرَّضين بدرجة أكبر للإصابة بسرطان الخصية. إن الإصلاح الجراحي عن طريق الإنزال يخفف من خطر تطور سرطان الخصية ولكن لا يلغيه تماما.
– مشاكل العقم: يشيع العقم بسبب قلة عدد النطاف (سوء حركية أو جودة النطاف) أكثر عند الرجال الذين كان لديهم عدم هبوط خصية، ويمكن لهذه الحالة أن تكون بسبب مشاكل في تطور الخصية، ويمكن للحالة أن تسوء في حال عدم العلاج أو في حال التأخر به.
– انفتال الخصية: يعني انفتال الحبل المنوي والذي يحتوي الأوعية الدموية المغذية للخصية والأعصاب والبربخ (الأنبوب الذي يقوم بحمل النطاف). وهي حالة مؤلمة للغاية وسببها انقطاع التروية الدموية عن الخصية. وفي حال عدم العلاج السريع وبشكل صحيح قد يؤدي الأمر إلى خسارة الخصية. ويكون انفتال الخصية أشيع بمعدل 10 أضعاف في حال عدم هبوط الخصية.
– في حال توضع الخصية في القناة الإربية فإنها أكثر عرضة للإصابة.
– الفتق الإربي نتيجة بقاء الفتحة بين جوف البطن والقناة الإربية رخوة وكبيرة، فإن جزء من الأمعاء قد ينتقل إلى كيس الصفن.
التشخيص
يُجرى التشخيص عادة عن طريق الفحص السريري والتصوير بالأشعة فوق الصوتية وفي حال اللزوم يضطر الأمر إلى إجراء تنظير للبطن.
أما بالنسبة للعلاج فننتظر عادة إلى انتهاء الأشهر الـ 4-6 الأولى من الحياة لمراقبة النزول الطبيعي في حال حصوله، وفي حال عدمه فينصح بإجراء الرد الجراحي عند إكمال عمر السنة، وذلك لتخفيض نسبة حصول المضاعفات في المستقبل عند التأخر في العلاج. و لا يجب تأخير الرد الجراحي أكثر من عمر ١٨ شهرا.
يُجرى العلاج الجراحي عن طريق رد الخصية إلى جوف الصفن و تثبيتها هناك، ولا يوجد استطباب علاجي لاستخدام الهرمونات في هذه الحالة لتحفيز هبوط الخصية.