الخلايا الجذعية الهيكلية في الإنسان قد حددت
تمتلك الخلايا الجذعية القدرةَ على التمايز إلى واحدة أو أكثر من أنواع الخلايا المختلفة في الجسم، وتستطيع هذه الخلايا الانقسام خلال الحياة؛ لسدّ النقص في خلايا أخرى تضررت أو تعرضت لمرض، وعندما تنقسم الخلية الجذعية إلى خليتين جديدتين.. فإنّ لكل خلية منهما مسارين:
– إما أنْ تبقى خلية جذعية جديدة.
– أو أنْ تتمايز إلى خلية أكثر تخصصاً، مثل: خلايا العظم أو الغضاريف.
أكثر الأنواع الخلايا الجذعية التي دُرست بشكل جيد في نقي العظم هي: الخلايا الجذعية المولدة لخلايا الدم (hematopoietic stem cell)، ويمكن لهذه الخلايا التمايز إلى أي نوع من أنواع خلايا الدم.
يبحث الباحثون عن خلايا جذعية مخصصة للعظام والغصاريف، وقد حدّدت الأبحاثُ الحديثة التي أُجريت على الفئران الخلايا الجذعية الهيكلية التي تعطي خلايا العظام والغصاريف والنسيج الداعم أو ما يدعى بـ: (النسيج السدوي).
تحقق فريق بقيادة الدكتورين: (Charles Chan) و(Michael Longaker)، من جامعة ستانفورد، فيما إذا كانت نفس الخلايا الموجودة في الفئران موجودةً لدى الإنسان، وقد دُعِم البحث من معاهد عدة.
حلّل الباحثون بدايةً خلايا من نسيج إنسان تقع في المناطق التي تنتج خلايا لنمو العظم، باستخدام تحليل تتابع الحامض النووي (RNA) لخلية مفردة، وحدّدوا خلايا جذعية ذات تعبير جيني مشابه لتلك الموجودة لدى الفئران.
وجد الفريق ووصف مناطق عدة في عظام الإنسان، مع انتشار لمجموعات منفصلة من الخلايا والتي تمتلك نفس العلامات التي تمتلكها خلايا الفئران الجذعية، ويمكن تصنيف هذه الخلايا إلى صنفين:
1- أحادية القدرة (unipotent): أيْ يمكنها التمايز لنوع واحد من الخلايا الهيكلية.
2- متعددة القدرة (multipotent): والتي يمكنها التمايز إلى أنواع مختلفة من الخلايا الهيكلية، التي تتضمن: العظم، والغضروف، والنسيج السدوي.
كما استطاع الباحثون إنشاء خريطة مفصّلة لخط النمو والتمايز، من الخلايا الجذعية الهيكلية وحتى الخلايا الهيكلية المتخصصة.
الخلايا الجذعية الهيكلية: يمكن الحصول عليها من عظام الأطفال والبالغين على حد سواء، وكذلك من الخلايا الجذعية متعددة القدرات المحتثة في المختبر (والتي يمكنها التمايز لأي نوع من خلايا الإنسان)، كما أوضح الباحثون أنه يمكن إنتاج نفس هذه الخلايا من خلايا متخصصة من الشحوم.
يقول (Longaker): “كل يوم، يحتاج الكثير من الأطفال والبالغين إلى عظام وغضاريف ونسيج سدوي طبيعي، هنالك (75) مليون أمريكي مصاب بالتهاب المفاصل،على سبيل المثال. تخيل لو حُوِّلتْ الخلايا الشحمية من إزالة الشحوم إلى خلايا جذعية يمكن حقنها في المفاصل لإنتاج غضاريف جديدة، أو إذا استطعنا تحفيز تكوين نسيج عظم جديد لالتئام الكسور بسرعة لدى كبار السن!”.
ملحوظة: عملية تحويل الخلايا الشحمية من إزالة الشحوم إلى خلايا جذعية متعددة القدرات (multipotent) = هي عملية جديدة وواعدة في مجال العلاج، ويمكن أنْ تحلّ محل العمليات التي تستخدم الخلايا الجذعية الجنينية في مجال العلاج هذا.