الذكاء العاطفي، ما هو؟ وما تأثيره على حياتنا؟
أولًا- تعريف الذكاء العاطفي:
هو القدرة على تحديد وإدارة مشاعرك الخاصة ومشاعر الآخرين وفهمها، بالمقابل ستعرف الطريق إلى التحكم بمشاعر كل من هم حولك، فبالرغم من أننا نملك جميعًا شخصيات مختلفة، ورغبات واحتياجات مختلفة، وطرقًا متعددة لإظهار مشاعرنا؛ إلا أن التنقل من خلال كل هذا يتطلب توفر هذا النوع من الذكاء الخاص، وخاصة إن كنا نأمل أن يكون النجاح حليفنا في الحياة، وطبعًا لن تتجرع طعم النجاح ما دمت تفتقر للذكاء العاطفي ومن هنا تأتي أهميته.
ثانيًا- خصائص الذكاء العاطفي:
1- ضبط النفس.
2- الإيثار والرأفة.
3- التضحية بالنفس.
يذكر دانييل جولمان _عالم النفس الأمريكي و صاحب الكتاب الأكثر من رائع و المعنون باسم “الذكاء العاطفي”_ و أحب أن أذكر مقتطفات رائعة جدًا من كتابه:
– “القدرة على السيطرة على الانفعال هي أساس الإرادة وأساس الشخصية، وعلى النحو نفسه فإن أساس مشاعر الإيثار تكمن في التعاطف الوجداني مع الآخرين, أي في القدرة على قراءة عواطفهم. أما العجز عن الإحساس باحتياج الآخر, أو بشعوره بالإحباط فمعناه عدم الاكتراث. وإذا كان هنالك موقفان أخلاقيان يستلزمهما عصرنا؛ فهما على وجه التحديد: ضبط النفس والرأفة.”
( كتاب الذكاء العاطفي للكاتب دانييل جولمان – مقدمة الكتاب – الصفحة 122)
– “إن التضحية بالنفس عمل غير عقلاني بالمرة من منظور العقل, أما من منظور القلب فهي الخيار الوحيد.”( كتاب الذكاء العاطفي للكاتب دانييل جولمان – الفصل الأول: العواطف … لماذا ؟ – الصفحة 188)
ثالثًا- مقارنة الذكاء العاطفي عند الرجال والنساء:
– الرجال:
“ينبغي ألا نندهش حين نجد أن معامل الذكاء المرتفع عند الذكر يتمثل في مجموعة واسعة من الاهتمامات الفكرية والقدرات، فهو طموح ومنتج, وقادر على التنبؤ, وعنيد, لا يبعده عن اهتماماته أي قلق. ويميل أيضًا إلى أن يكون شخصية انتقادية, ولطيفًا، وشديد الحساسية، وكتومًا, وقلقًا في خبراته الجنسية والحسية، وغير معبر, وغير منحاز, كما أنه دمث وبارد عاطفيًا.
والرجال ذوو الذكاء العاطفي المرتفع؛ متوازنون اجتماعيًا, وصريحون، ومرحون, ولا يميلون إلى الاستغراق في القلق، ويتمتعون أيضا بقدرة ملحوظة على الالتزام بالقضايا وبعلاقاتهم بالآخرين وتحمل المسؤولية, وأخلاقيون, وتتسم حياتهم العاطفية بالثراء فهي حياة مناسبة وهم راضون فيها عن أنفسهم وعن الآخرين وعن المجتمع الذي يعيشون فيه.
– النساء:
أما النساء اللواتي يتمتعن بمُعامل ذكاء مرتفع مجرد (أي غير عاطفي)، فلديهن الثقة المتوقعة في أفكارهن وطلاقة في التعبير عنها, ويقدرن الأمور الذهنية على درجة كبيرة من الاهتمامات الفكرية والجمالية، و تميل النساء من هذا النوع إلى التمعن في الأفكار ودوافعها, وإلى القلق, والتأمل، والشعور بالذنب, والتردد في التعبير عن غضبهن صراحة (على الرغم من تعبيرهن عن ذلك بصورة غير مباشرة).
والنساء الذكيات عاطفيًا على النقيض من سالفات الذكر إذ يتصفن بالحسم, والتعبير عن مشاعرهن بصورة مباشرة، فهنّ يثقن في مشاعرهن، وللحياة بالنسبة لهن معنى. وهن أيضًا كالرجال؛ اجتماعيات غير متحفظات (بل أكثر من ذلك فقد يندمن بعد ثوراتهن الانفعالية على صراحتهن)، كما أنهن أيضا يستطعن التكيف مع الضغوط النفسية, ومن السهل توازنهن الاجتماعي وتكوين علاقات جديدة، وعندما يمزحن ويهرجن يشعرن بالراحة، فهن تلقائيات, ومتفتحات على الخبرة الحسية. وعلى خلاف النساء ذوات معامل الذكاء المرتفع؛ من النادر أن يشعرن بالذنب أو القلق, ولا يستغرقن في التأمل.”
(كتاب الذكاء العاطفي للكاتب دانييل جولمان – الفصل الثالث: عندما يخون الذكاء – الصفحة 70-711)
رابعًا- العناصر الأساسية للذكاء العاطفي وأثرها على حياتنا :
وضع دانيال غولمان إطارًا من خمسة عناصر تحدد الذكاء العاطفي:
1* #الوعي_الذاتي – الأشخاص الذين لديهم ذكاء عاطفي عال جدًا؛ عادة ما يكونون على دراية تامة ، فهم يفهمون مشاعرهم جيدًا، وبسبب هذا لا يسمحون لمشاعرهم بأن تتولى زمام الأمور. يكونون أكثر ثقة لأنهم يثقون بحدسهم، وقلّ ما تخرج عواطفهم عن السيطرة. ثم إنهم أيضًا على استعداد لاتخاذ نظرة صادقة إلى أنفسهم، وهم يعرفون نقاط القوة والضعف لديهم، ويعملون على هذه المجالات حتى يتمكنوا من أداء أفضل. كثير من الناس يعتقدون أن هذا الوعي الذاتي هو أهم جزء من الذكاء العاطفي.
2* #التنظيم_الذاتي – هذه هي القدرة على التحكم في العواطف. فالناس الذين ينظمون أنفسهم عادة لا يسمحون لأنفسهم بأن يصبحوا غاضبين أو غيورين جدًا، ولا يتخذون قرارات متهورة ومهملة. فهم يفكرون قبل أن يتصرفوا، فخصائص التنظيم الذاتي هي التفكير، والراحة مع التغيير، والنزاهة، والقدرة على قول لا.
3* #الدافع – الناس الذين لديهم درجة عالية من الذكاء العاطفي؛عادة ما يكون لديهم كم هائل من الدوافع. إذ أنهم على استعداد لتأجيل النتائج الفورية للنجاح إلى نتائج على المدى الطويل، كما أنهم منتجون بلا حدود، يحبون التحدي، و هذا الأخير فعال جدًا في كل ما يفعلونه.
4* #التعاطف – وربما هذا هو العنصر الثاني الأكثر أهمية من الذكاء العاطفي، التعاطف هو القدرة على التعرف وفهم رغبات واحتياجات ووجهات نظر من حولك. حتى تلك المشاعر قد لا تكون واضحة. ونتيجة لذلك؛ الناس المتعاطفون عادة ما يكونون متميزين في إدارة العلاقات والاستماع، هم يتفادون القوالب النمطية ويقررون بسرعة كبيرة، ويعيشون حياتهم بطريقة منفتحة وصادقة جدًا.
5* #المهارات_الاجتماعية – عادة ما يكون من السهل التحدث مع مثل هؤلاء الأشخاص ذوي المهارات الاجتماعية الجيدة، وهي علامة أخرى على الذكاء العاطفي العالي. أولئك الذين لديهم مهارات اجتماعية قوية؛ هم عادة ما يكونون أكثر الفاعلين في الفريق. بدلًا من التركيز على نجاحهم الفردي أولًا، إنها تساعد الآخرين على التطوير والتألق. و تتمكن من إدارة النزاعات.
لا ريب أن الذكاء العاطفي يمكن أن يكون مفتاح النجاح في حياتك، خاصة في حياتك المهنية. القدرة على إدارة الناس والعلاقات من السمات المهمة جدًا في جميع القادة العظماء، لذلك تطوير واستخدام الذكاء العاطفي الخاص بك يمكن أن يكون وسيلة جيدة لإظهار قوة الزعيم بداخلك للآخرين.